فقدان الأحبة وأهل الخير والفلاح في هذه الدنيا من المصائب التي يصاب بها المؤمن في حياته . فها هو خير البشر المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم قد غادر إلى رحمة الله ربه سبحانه وتعالى فكيف نحن البشر؟ ومنذ أيام ودعت الدمام في العشرين من شوال الماضي لعام 1424ه أحد اهل الخير والفلاح وأحد أشهر مؤذنيها الشيخ / سلمان بن ناصر السلمان الملحم مؤذن مسجد الإمام النووي في حي الجلوية سابقاً وجامع العبد الكريم بمخطط 17 ب والمعروف لدى أهالي الدمام (أبو أذانين) نسبة إلى آذان الفجر الأول والثاني، عن عمر ناهز 72 عاماً . كان أبو عبد الله رحمه الله قد عرف عنه حب الأعمال الصالحة والخير للفقراء والمحتاجين بجانب عمله كمؤذن هذا ما يذكره أحد أصدقائه والمقربين منه سلمان بن المديرس، حيث يقول: الحديث عن أبى عبد الله ذا شجون ومحمول بالعبر والدروس لما يتمتع به من حب الخير للآخرين، ويضيف المديرس أن اهالي الدمام يعرفون عنه الكثير ليس لكونه مؤذناً بمسجد الإمام النووي بل لخصاله الحميدة وتواضعه ولطفه مع الجميع . كان رحمه الله - والقول للمديرس - أثناء أيام الجمعة وأثناء دخول المصلين للمسجد يتعنى ويقف أمام الجامع ويقوم بتطييب المصلين وهذا العمل متواصل طوال عمله كمؤذن. ومن أعماله رحمه الله كان يضع طاولة عليها التمور خارج الجامع ويقوم بتوزيع التمور على المصلين المحتاجين من الفقراء والآسيوين من العمال . ومن أعماله التي كان يقوم بها أبو عبد الله، حب الآخرين من الضعفاء، وبرغم حالته الصحية المتدهورة كان يقوم بالوقوف خارج المسجد أو الجامع وفي أوقات الظهر كان رحمه الله يعمل على صلة الأرحام ويوصي بها ابناءه وأحفاده وسخر نفسه وماله في سبيل الله . وفي أيامه الأخيرة كان يعاني سطوة المرض وينصح بعدم الصوم ولكنه جاهد نفسه ورد عليهم (نحن مستعدون للرحيل وما عندنا إلا الأعمال الصالحة ولا يوجد غيرها فلماذا تمنعوني من عمل الخير والثواب) . والحديث عن أبي عبد الله ذو شجون ويحمل في طياته من الأمثال والعبر في حب الآخرين، الذي يحث عليه ديننا الحنيف فهو مضرب مثل للمؤذنين فهو يربط الأذان وحب بيوت الله بعمل الخير يعطي صورة مضيئة . نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين انه سميع مجيب الدعوات . نبذة عن حياته ولد سلمان بن ناصر الملحم في مدينة الهفوف عام 1355ه درس بمدرسة النجاح بالأحساء وقضى طفولته وشبابه مع والده في الخياطة في سوق المقيرة بالرياض درس بمدرسة النجاح بالأحساء تعلم الكتابة والقراءة والحساب وكان من زملائه سلمان بن ناصر المديرس وأحمد بن علي الماجد والحملي ، بعد أن قضى فترة الشباب عاد إلى مسقط رأسه في الأحساء يعمل خياطاً وفي عام 1382 عمل في ارامكو السعودية بمنطقة رأس مشعاب مع أحمد محمد البراك وعبد المحسن الخضري قرر ان يترك الشركة بسبب البعد عن والده رحمه الله وفي عام 1387ه طلب من صديقه أحمد بن علي الماجد الالتحاق بالعمل معه في المعهد المهني بالدمام نهاراً وعمل به حتى أعطى التقاعد وطلب منه صديقه فهد الحواس العمل معه ليلا بشركة كهرباء مقاطعة الظهران (ديكو) بالدمام سابقا حاليا سكيكو وعمل حتى أعطي التقاعد. واصل طوال حياته مكافحاً عصامياً يعمل ليلاً ونهار لديه من الأبناء عبد الله ، أحمد ، خالد، ناصر ، عبد العزيز ، عبد اللطيف، محمد ، عبد الرحمن ، فهد ، عبد المحسن ، ابراهيم رزق من الأولاد11 ولداً ومن الأناث 6 ومن الأحفاد73 حفيداً وحفيدة أخلص في تربية ابنائه في حب الخير وكان يتميز رحمه الله بالتواضع والزهد وحب أعمال الخير توفي رحمه الله ليلة الاثنين وكان من حسن الصدف وتزامنها أن مات والمؤذن يقول أشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله .