ترددت كثيرا قبل أن أخطو خطوة جريئة اصارع هذه الأداة الجامدة التي تأبى الخضوع لي وتتعالى على ان اكبح جماح تعنتها المعهود.. ليلة باردة يختبئ القمر فيها خائفا خلف أكوام السحب المتعانقة من قسوة البرد وسطوة الريح أتأمل المكان بعمق وأحلم ان احلق في هذا الافق الرحيب.. ان ارحل بعيدا عن عالم مؤلم.. ممتلئ بالماديات.. المجاملات.. الضحكات المصطنعة.. المشاعر المنمقه بالزيف والانا وتقديس الذات.. حسابات شتى تطاردني.. تحاصرني.. تقيدني بعنف لا احتمل جبروته.. الدمع يحرق مقلتي لأنني أقاوم خروجه منهما ولكنه كان اقوى مني ولكن خروجه منحني لحظة دفء كنت بأمس الحاجة اليها.. طرقت بابك الخشبي برتابة حدو الابل التي احبها.. كانت حاجة انسانية ارجوها منك رغم اكتظاظ حياتي بآلاف البشر المقربين فقد كان لشخصك الطيب وقع خاص في النفس وفلسفة متميزة للروح. وانا على يقين ان لقائي بك سيمنحني قوة للمواجهة مع متغيرات كثيرة.. فتحت الباب ليطل وجهك المشرق كالشمس في صراع مع خيوط الظلام الرهيبة فأمسكت يدك الحانية ارجوك ان تجلسي الى جانبي لانني احتاج حسن استماعك وبدأت استفرغ وجعا يحوم في جسدي.. يؤرق سعادتي.. يعذب انتظاري.. وانت تعيشين الكلمات.. تحتوين الاحساس.. صدق المشاعر.. وصفاء التفكير.. شعرت بك تتحسسين جراحي.. بهدوء الليل ثم قلت : (الحياة) بحر متقلب بتأثيرات كثيرة فمرة يهدأ ومرة يثور ويغضب وانت مثل طود شامخ يعتلي سطح هذا البحر مهما عتت بك الامواج او عصفت بك الريح ستحتملينها بقوة يمنحها الله لك لانك موكلة امرك له سبحانه (هكذا عهدنا بك) ثم ابتسمت فابتسم الفجر معك وغرد الطير فرحا وهدأت الريح لتحتال زمجرتها الى هواء طلق يداعب خصلات شعرك الانسيابي ويمنحك جمالا روحيا يعلو بجمالك الحسي.. هواء يمنحك صمتا ابلغ من لغة الكلام.. يمنحك اشراقا انثويا رفيعا. لم اكن أتصور أن قلبا رحبا مكنونا بين جنبيك وأن يدا حانية تحملها يداك، لم اتخيل ان رحلة كهذه ستجمعني بك وان نهرا من العطاء سيغمرنا معا.. فوجئت بنفسي استعيد هذا الاحساس بدفئك وقد اغرورقت عيناي بدموع أخالها رسالة شوق حملها قلبي الى قلبك الكبير.==1== سلام على الدنيا اذا لم يكن بها==0== ==0==صديق صدوق صادق الوعد منصفا==2== @@ تهاني حسن الصبيحة