يحكى أن امرأة ذهبت إلى حكيم تشتكي إليه سوء معاملة زوجها وصرامته وحزمه وصعوبة التفاهم معه وأن الحياة معه أصبحت جحيماً لا يطاق و و و ... إلى آخره من الشكاوى التي لا تنتهي بنهاية سطور هذه المقالة. فرد عليها الحكيم قائلاً: إن علاج زوجك سهل جداً ولكني أحتاج في علاجه إلى ثلاث شعرات من رأس الأسد!! فإن أردت علاجه فهذا شرطي الوحيد.. فكرت بالأمر ولم تتردد كثيراً حتى انطلقت إلى الغابة، ولم يمض وقت طويل حتى سمعت الأسد بزئيره يقترب منها، فلما رأته فزعت فزعاً شديداً كادت أن تفقد معه عقلها ولكنها تماسكت و رمت له شاة أحضرتها معها ليأكلها وصارت ترمقه من بعيد، وفي اليوم التالي صنعت له صنيعها بالأمس وهكذا يوماً بعد يوم حتى صارت تقترب منه أكثر وأكثر وهو يلتهم فرائسه، ثم صارت تمسح على رأسه أياماً متتاليات، وفي اليوم الثلاثين قررت أن تظفر منه بتلك الشعرات الثلاث. وما أن أخذتها حتى انطلقت إلى الحكيم وقدمتها إليه قائلة: هذه الشعرات كما طلبت، فابدأ العلاج كما وعدت. فبادرها الحكيم بسؤاله متعجباً: وكيف استطعت فعل ذلك؟! فقالت: لقد قضيت شهراً بتمامه حتى روضت ذلك الأسد وجئتك بشعراته الثلاث. فقال لها معلماً: لقد روضت أسداً في شهر وعجزت عن ترويض زوجك كل هذه السنين!! وهنا أهمس في أذن كل زوجة أو مقبلة على الزواج بإذن الله: إن الرجل وإن كان -كما تراه هي- قاسياً في تعامله سيئاً في طباعه متقلباً في مزاجه صارماً في تعاملاته جامداً في مشاعره وغير ذلك من العيوب إلا أن له مفتاحاً يفتح مغاليق قلبه وطريقاً لا ينتهي إلا في سويدائه فاكتشفيه .. نعم إن المرأة الذكية هي التي تعرف كيف تكسب ود زوجها ورضاه، هي التي تعلم احتياجاته كرجل فتلبيها .. وإليك بعض أهم احتياجات الرجل في نقاط ولعلي أسهب في الحديث عنها لاحقاً: * الثقة بشخصيته وقدراته. * إشعاره بالقبول والرضا. * التقدير لتضحياته. * الإعجاب بميزاته (التعزيز). * تشجيع مهاراته ومواهبه. ومَن روضت الأسد فلن تعجز عن ترويض الرجل .. فقدمي الشاة وخذي من شعره ما تشائين.