جمعتني المصادفة بالشاعرة ميسون أبو بكر في إحدى أروقة الجمعية الأردنية لحماية السحايا حيث شاركتها «أصبوحة» خيرية حضرها. جمع غفير من محبي الخير واعضاء رابطة صديقات الكتاب. وقد كانت السيدة الفاضلة سناء المصري وهي بالمناسبة سيدة أعمال فقدت ابنتها طالبه في احدى الجامعات البريطانية بعد اصابتها بمرض السحايا فقررت التفرغ لتطعيم ابناء البادية الأردنية والحاضره بعقار ضد هذا المرض فهي فقدت فلذة كبدها ولكنها انقذت آلافاً من الأطفال من خطر الموت المحدق بهم من هذا الداء الخطير، تناولت مع زميلتي الشاعرة عدداً من القضايا الأدبية ذات الارتباط المباشر بحياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعية، وحظينا بدعم عدد من الجمعيات في الأردن ومنطقة الخليج من خلال توجيه الدعوة لنا لإقامة أمسيات شعريه لدعم هذا الجانب وكم تمنيت ان يحدث هذا في بلدي ويكون الشاعر مشاركاً في جلب ايرادات مادية واستقطاب متطوعين للعمل المجاني ولكن ربما تطبق مثل هذه المشاهد الثقافية ذات النوعية الخدمية في المستقبل. أعود واذكر ان الأخت ميسون كانت تتحدث عن علاقة المرأة بزوجها وترصد لنا حكاية تتمثل بأن سيدة جاءت إلى عالم اعتقاداً منها بأنه من المشعوذين تريد عمل «سحر» لزوجها الذي تراه تغير وصد وتجاهلها وربما ارادته اكثر قرباً وشوقاً لها. فطبيعة الأنثى تحتم عليها الالتصاق الروحي بزوجها إلا أنها تفاجئة بطلب غريب عجيب من الشيخ الذي ارادت منه انجاز عمل يجعل زوجها يعود لحالته السابقة.. فما كان من الشيخ إلا ان قال لها: انه لأمر عادي وميسر بإذن الله كل ما اريده منك احضار ثلاث شعرات من ظهر الأسد.. صعقها هذا القول ولكن الشيخ اكمل انه موجود في حديقة الحيوان والوصول له سهل واذا أحضرت هذه الشعيرات تستطيعين السيطرة على زوجك مدى الحياة. خرجت من عنده واتجهت لحديقة الحيوان ومعها غذاء للأسد واصبحت تزوره ثلاث مرات في اليوم وبعد اسبوع من التودد للأسد أصبح يأمن جانبها ويقترب لها فأخذت تقذف الأكل له في مكان اذا ما تناوله تستطيع هي أخذ هذه الشعيرات وبالفعل انجزت عملها وعادت مسرعه للشيخ ويدها تحمل الصيد الثمين ثلاث شعيرات! ذهل الشيخ عندما شاهد ذلك وقال لها هذا درس إليك اتستطيعين ترويض الأسد وجبروته الأخاذ الذي لا يعرف إلا البطش وتعجزين عن هذا مع زوجك عودي له واقتربي منه وكوني الأقرب له وتأكدي بانك قادرة على النجاح وسوف يعود زوجك لحالته الأولى.. هذه القصة التي اوردتها الشاعرة تريد من خلالها ايصال رؤية ادبية تعنى قدرة المرأة على تذليل الصعاب وقد كانت الفكرة في غاية الأدهاش. وما أريد قوله لماذا تغيب عن الجمعيات الخيرية في بلادنا فكرة اقامة مناشط ثقافية أو تراثيه في الفترتين الصباحية والمسائية يعود ريعها لصالح هذه الجمعيات ويتاح للشاعر والفنان التشكيلي واصحاب الملكات الأدبية والفكرية طرح ما لديهم من افكار وتنفيذها والفائدة سوف تعود لأطفال هم في أمس الحاجة لهذا الدعم.