اشتراك المرأة في اللقاء الاخير للحوار الفكري الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مكةالمكرمة، خطوة أثلجت صدور الكثير فقد آن للمرأة ان يكون لها دورها في جميع المجالات وليس في المجال الاجتماعي فقط، وليس هناك من يدرك مشاكل المرأة غير المرأة نفسها التي ظلت في بلادنا اسيرة التقاليد والعادات التي ما انزل الله بها من سلطان ومن خلال هذا اللقاء تمكنت المرأة ان تثبت قدرتها على الحوار الموضوعي الجاد، وان تحدد مطالبها لتحسين وضعها وتمكينها من المساهمة في التنمية الوطنية الى جانب مساهمتها في بناء المجتمع. وتمثيل المرأة في هذا اللقاء هو الرد العملي على الذين يريدون تحجيم دورها من ذوي الآفاق الضيقة كما انه ايضا رد عملي على اولئك الذين جنحوا الى اتهام المرأة المسلمة بالقصور عن القدرة على المساهمة في البناء التنموي، وهو ايضا قطع لدابر تلك الاقاويل التي ترددها اجهزة الاعلام الغربية عن وضع المرأة في بلادنا وما يتلبسه من سوء مزعوم. ونحن لاننكر ماتعانيه المرأة من ظلم الرجل ليس في مجتمعنا ولكن في جميع المجتمعات، وتواجدها في مثل هذا الحوار كفيل بان يتيح لها رفع الضيم عن كاهلها وهذا ما كفلته لها الشريعة الاسلامية، وفي تاريخ الاسلام من النماذج النسائية مالا يمكن حصره من النساء اللاتي كان لهن دور بارز في الحرب والسلم، وقد وقفت الى جانب اخيها الرجل لمواجهة كل التحديات، ثم انها قوة منتجة ليس من السهل تعطيلها، فهذا التعطيل ينعكس حتما على التنمية الوطنية وآثاره السلبية لاتنكر. ومن هذا الباب أي الحوار يمكن للمرأة في بلادنا ان تحقق المزيد من المكاسب اذا فسحت امامها مجالات العمل المختلفة واتيحت لها فرص المشاركة في مؤسسات المجتمع المدني لتعطي المزيد والمزيد من الانتاج المثمر والمزيد المزيد من المشاركة الوطنية في جميع المجالات. لقط طرحت الاخوات المشاركات في هذا اللقاء وجهات نظر جديرة بالاحترام والتقدير حسب ماتناقلته الصحف وهذا امر غير مستغرب لانه امتداد لما تطرحه عبر وسائل الاعلام المختلفة من افكار بناءة وجادة، لكن ماتناقلته الصحف ليس سوى القليل مما شهدته جلسات هذا اللقاء فقد كان صوتها جليا وواضحا ومقنعا وواثقا في طرح هموم المرأة والاصرار على المطالبة باتخاذ كافة الوسائل لتجاوز كل العقبات التي تعترض دور المرأة للمساهمة في البناء التنموي الشامل والمشاركة في مؤسسات المجتمع الوطني ولم تكتف بطرح هموم بنات جنسها بل طرحت وبرؤية صائبة هموم الوطن بصفة عامة وطالبت بمعالجة هذه الهموم بشفافية تتناسب مع توجه وطموح القيادة ورغبة واصرار المواطنة على تجاوز عقبات التنمية ومعالجة اوجه القصور في الاداء الرسمي والاهلي على السواء. ولا عجب فهي اخت الرجل في سرائه وضرائه وفي حقوقه وواجباته.