ظهرت منذ العشرينات كتابات متناثرة عن تطبيق مبادئ التعلم في علاج الاضطرابات السلوكية , إلا أن تأثيرها في ممارسات الطب النفسي وعلم النفس الاكلينيكي ظل محدودا حتى الستينات حين برز العلاج السلوكي بوصفه منهجا نظاميا شاملا , وذلك في ثلاثة مواقع هي: 1 - أعمال جوزيف فولبي في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا . 2 - أعمال ه .ج أيزنك وم . ب شابيرو في معهد الطب النفسي بجامعة لندن . 3 - الأعمال المستوحاة من بحوث ب . ف سكنر في جامعة هارفارد بتطبيق تكنولوجيا الأشراط الإجرائي على المرضى . وقد صاغ لندزلي وسكنر في اوائل الخمسينات مصطلح العلاج السلوكي في محاولاتهما تعديل (السلوك الذهاني), وذلك بالرغم من أن المصطلح قد استخدمه بصورة مستقلة أ . أ . لازاروس وايزنك بعد ذلك بفترة . وإذا كان العلاج السلوكي قد عرف في الستينات وأوائل السبعينات أنه تطبيق نظامي لأسس التعلم في تحليل وعلاج اضطرابات السلوك , فانه ينظر اليوم إلى هذا التعريف بأنه ضيق , لأنه ليست كل أساليب العلاج السلوكي مستمدة من مدارس التعلم . وفي السنين الأخيرة , درج بعض الكتاب على استخدام مصطلح تعديل السلوك للإشارة إلى أي إجراء تقريب لتعديل السلوك الإنساني . والخلاصة , إن تعديل السلوك هو تعلم محدد البنيان يتعلم فيه الفرد مهارات جديدة وسلوكا جديدا , ويقلل من الاستجابات والعادات غير المرغوبة, وتزداد فيه دافعية العميل للتغيير المرغوب . مفاهيم أسس تعديل السلوك : 1 - الأشراط الكلاسيكي : تقوم مبادئ الاشراط الكلاسيكي أو ما يسمى أيضا الاشراط الاستجابي على تكوين العلاقات بين المثيرات القبلية والسلوك الاستجابي . 2 - الاشراط الإجرائي : أن جل اهتمام الباحثين والممارسين الذين يوظفون هذا النموذج ينصب على تحليل السلوك وعلاقة هذا السلوك بالمتغيرات البيئية القبلية والبعدية , وتحتل المثيرات البعدية الدور الأساسي في عملية تحليل السلوك وتعديله. 3 - التعلم الاجتماعي : تتمثل الخاصية الأساسية لهذا النموذج في إيضاح عملية التعلم من خلال ما يسمى بالعمليات المعرفية الوسطية ويرى أتباع هذا المنحى أن التعلم قد يحدث دون ترتيب مباشر أو دون تأثير مباشر للظروف البيئية , وإنما من خلال التعلم بالملاحظة أو ما يسمى (التعلم بالمحاكاة) أو (النمذجة). 4 - التعلم المعرفي : من القضايا الهامة التي يركز عليها هذا النموذج : كيفية إدراك الشخص للأحداث البيئية , وتفسير الشخص ذاته لسلوكه وتبريره له , وأنماط التفكير لدى الشخص , والتحدث إلى الذات . خطوات تعديل السلوك : تمر استراتيجية تعديل السلوك وفق خطوات وإجراءات محددة يتم إتباعها لتنفيذ برنامج تعديل السلوك , وهذه الخطوات هي : 1 - تحديد السلوك المستهدف تعديله أو تغييره (السلوك المحوري): ويقصد بذلك تحديد السلوك المطلوب تعديله تحديدا دقيقا بحيث يمكن ملاحظته وقياسه وتقييمه 2 - تعريف السلوك المستهدف تعديله إجرائيا وقياسه : ويقصد بذلك تحديد إجرائي وصياغة سلوكية واضحة للسلوك الذي نريد علاجه بحيث يمكن ملاحظته وقياسه 3 - تحديد السوابق واللواحق للسلوك : ويقصد بذلك تحديد الظروف والمواقف التي تسبق حدوث السلوك والتي قد تشكل عاملا في حدوثه وكذلك تحديد النتائج أو الاستجابات المترتبة على هذا السلوك . 4 - تحديد الأهداف المتوخاة من برنامج تعديل السلوك المستهدف : بعد تحديد المشكلة السلوكية وتعريفها وقياسها يجب تحديد الهدف المراد الوصول إليه بوضوح , أي ما الأهداف التي نود تحقيقها بعد الانتهاء من برنامج تعديل السلوك وهذا ما يسمى بالأهداف السلوكية . 5 - تحديد استراتيجيات فنيات تعديل السلوك : ويقصد بذلك اختيار الاستراتيجية والإجراءات والفنيات المناسبة لتعديل السلوك . 6 - تنفيذ برنامج تعديل السلوك : بعد تحديد السلوك المستهدف والسلوك البديل وتحديد إجراءات تعديل السلوك فإننا نقوم بتنفيذ البرنامج . 7 - تقويم فعالية برنامج تعديل السلوك : تتحدد فعالية أي برنامج في مدى تحقيقه لأهدافه , وعليه فإننا نحكم على برنامج تعديل السلوك بمدى اقترابه من تحقيق الأهداف المتوخاة منه والمصاغة بطريقة إجرائية , سواء أكان الهدف تدعيم سلوك مرغوب أو تشكيل سلوك جديد أو إطفاء سلوك غير مرغوب . 8 - تعميم السلوك المعدل وصيانته : ويقصد بذلك تعميم التغير الذي حدث في السلوك إلى مواقف جديدة في البيئة الطبيعية أو المواقف الحية . ويفضل في هذه الخطوة إعلام ذوي العلاقة والأهل والمدرسين بطرق تعديل السلوك التي اتبعت بغية المساعدة في استمرار السلوك ومقاومة انطفائه . الأخصائي النفسي محمد محمد عوده مركز الشروق للرعاية النهارية بالإحساء