يمكنك كموظف أن تمارس القيادة .. لكن الحاجة لممارستها تعتمد على حجم ما تمتلكه من سلطة ومدى استقلالية المنصب الذي تشغله والعمل المسموح لك به . جميعنا يمارس القيادة بشكل يومي أن لم يكن على مدار الساعة .. وعندما نتعامل مع أناس من ثقافات متعددة أو جنسيات مختلفة في العمل عليك أن تكون ماهرا في التنقل من نمط لآخر من أنماط القيادة لمساعدتك في القيادة..فالإبداع لا يأتي عبر بوابة المركزية.. بل يأتي من الحرية المشاع وهو يأتي عفويًّا وبموهبة اكتشاف الأشياء. إيديو هي أبرز شركة تصميمات أمريكية تقوم بتحديد وتطوير وتصنيع منتجات وتقديم خدمات وتهيئة الأجواء المناسبة للشركات الرائدة والمبتدئة كي توفر قيمة لزبائنها. وساعدت فرق العمل متعددة الأنظمة في إيديو، الشركات الصناعية الأخرى على التعرف على التكنولوجيا الملائمة لها والمواد اللازمة لها والعمليات المناسبة لتشغيلها لتجعل منها أنجح شركات في العالم كل في مجالها. ومن أبرز المنتجات التي ساهمت الشركة في خروجها إلى حيز الوجود فأرة آبل ، وكاميرا آي زون سريعة التصوير التي أنتجتها شركة بولارويد، وفرشاة أسنان مريحة الاستعمال للأطفال، وزجاجة مياه ذاتية الإغلاق يسهل على راكبي الدرجات النارية استعمالها، وأدوات صيد متكاملة سهلة الحملة، وأدوات تقنية عالية لتحليل الدم، وأرفف مكتب سلسلة التنقل والحركة. وساعدت هذه النجاحات شركة إيديو على أن تنمو وتكبر بسرعة في الحجم والنفوذ مما جعلها توصف بأنها "أشهر شركة تصميم في العالم" و"ساحة الخيال" من بين ألقاب أخرى جعلت الشركة تفوز مرارًا بعدة جوائز من مجلة "بزنس ويك" لبراعتها في التصميم الصناعي. حقا فالشركة ذات سجل يثير الإعجاب بها ويتقاسم توم كيلي وجوناثان ليتمان مؤلفا كتاب ( فن الإبداع ) الصادر حديثا للناشر دابلداي مع القراء المعلومات التي تميط اللثام عن الكثير من أسرار نجاح الشركة ومنهجها وممارساتها في العمل وثقافتها وبنيتها الأساسية. ويرى المؤلفان :أنه حين تحاول الشركات نشر ثقافة إبداعية والترويج لها فهي ليست في حاجة إلى أن تزعج نفسها بشأن كونها الأفضل في كل فئة بل عليها أن تحاول أن تحقق التفوق في مجالات قليلة مع نشر ثقافتها في مجالات كثيرة. وإجمالي مساهمات الشركة في التفوق في مجالات محدودة من ناحية ونشر ثقافتها في عدد أكبر من المجالات من الناحية الأخرى هو المقياس لدرجة نجاحها. وفي هذا الصدد، فقد طورت إيديو منهجًا فعالا ونقحته يتضمن خمس خطوات أساسية تصلح لكل شيء ابتداءً من تصنيع اللعب الصغيرة إلى التجارة الإلكترونية. وتبدأ هذه الخطوات بفهم السوق، والعميل والتكنولوجيا والمعوقات التي تتعلق بالمشكلة. وتراقب الشركة عن كثب أناسًا حقيقيين في مواقف واقعية، لاكتشاف حاجاتهم الكامنة التي لم يجشم أحد نفسه عناء تلبيتها. وهي تتخيل مفاهيم عالمية جديدة وتتخيل الزبائن الذين سينتفعون بهذه المفاهيم. كما أنها تُقَيِّم أشكالا أو نماذج أولية ثم تنقحها في سلسلة سريعة التعاقب لتطبق مفهومها الجديد للاتجار. ولأن الإلهام (سواء كان فنًا أو علمًا أو تكنولوجيا أو حتى تجارة) يأتي غالبًا من القرب من الحدث سواء بالرؤية أو الشم أو السمع، لم تكن إيديو من المعجبين كثيرًا بأبحاث السوق التقليدية، فقد كانت الشركة تذهب مباشرة إلى المصدر وهم الناس الذين يستعملون المنتج أو شيئا شبيهًا بما يريد المصمم أن يوجده. فاكتشاف ما يتقبله الناس بصورة عفوية، وامتلاك شجاعة تغيير اللوائح، هو من نتاج نفاذ البصيرة وقوة الملاحظة التي تجعل من الإبداع على طريقة إيديو شيئا ممكنًا وواقعيًّا. وتتميز طريقة عمل إيديو باستعمال وسيلة العصف الذهني في توليد الأفكار اللازمة لحل المشاكل فور ظهورها علاوة على تلمس الحصول على تغذية مرتدة والقيام بعمل المراجعات اللازمة لمنتجاتها. وأخيرًا، تعتنق إيديو ثقافة مؤداها أنه لا ضير من الفشل المحدود أو الفشل على نطاق ضيق معتقدة أنه يجب أن تفشل كي تنجح فيما بعد، وأن هذه الإخفاقات تساعد الشركة في التعرف على أي اللوائح التي يمكن كسرها وأيها باق حتى لا تخرقه الشركة فيما بعد. ومع ذلك فشركة إيديو تحرص دائما على تقييم ما يشكل مخاطر كثيرة تجعلها تفقد قدرتها على مساعدة نفسها أو مساعدة عملائها. The Art of Innovation Lessons in Creativity from IDEO, Americaشs Leading Design Firm By: Tom Kelley with Jonathan Littman, Foreword by Tom Peters 307 pp. Doubleday/Currency