عقد البرلمان الباكستاني امس اجتماعه الاول بعد يوم واحد من نجاة الرئيس برويز مشرف من ثاني محاولة لاغتياله خلال اسبوعين لمناقشة اتفاق من شأنه ان يبقيه في السلطة حتى 2007 اذا تخلى عن منصبه العسكري، ذلك الاتفاق الذي ابرمه مشرف مع خصوم اسلاميين يوم الاربعاء الماضي للتخلى عن منصبه كقائد للجيش بحلول نهاية عام 2004 لحل خلاف بشأن سلطاته الامر الذي ادى الى اصابة البرلمان بشبه شلل. وانحى مشرف باللائمة على المتطرفين في الهجوم الذي شنه الخميس على ركب سياراته انتحاريان بسيارتين ملغومتين في مدينة روالبندي و ادى الى مقتل 14 شخصا على الاقل من بينهم منفذا الهجوم . من جانبه ابلغ وزير الداخلية فيصل صالح حياة مجلس الشيوخ انه تم التعرف على هوية احد الانتحاريين ، مشيرا الى " اننا نعرف طبيعة المتورطين في ذلك ، واننا نلاحقهم بشكل نشط"،لكنه اضاف ان كشف التفصيلات سيعرقل التحقيقات، واردف قائلا ان مشرف استهدف بسبب موقفه العملي في الحرب ضد الارهاب. واستطرد حياة قائلا: انهم متعصبون هدفهم تدمير بنية المجتمع نفسه. ووصف حياة الهجوم بانه كان اخطر بكثير من المحاولات السابقة لاغتيال مشرف والتي شملت هجوما بالقنابل اخطأ ركب سياراته بدقائق في نفس الطريق في روالبندي في 14 ديسمبر كانون الاول معترفا بان هذه الهجمات تثبت وجود ثغرات امنية. وفي ذات السياق صرح مسؤولون في المخابرات بانه تم اعتقال عدة اشخاص لاستجوابهم ولكنهم رفضوا اعطاء تفصيلات. وتساءل محللون عن الطريقة التي حصل بها المهاجمون على تفصيلات تحركات مشرف بحيث يسمح لهم بشن هجومين على ركب سياراته خلال فترة قصيرة كهذه في روالبندي وهي مدينة تتمركز بها حامية عسكرية ومقر للجيش الباكستاني. وقال مشهد حسين وهو سناتور من حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية الحاكم: انه اخطر اختراق امني منذ تولي الرئيس مشرف السلطة قبل اربع سنوات، لانه لا يثبت فقط وجود صلة بين الهجومين ولكنه يوضح ايضا ان الارهابيين منظمون بشكل جيد فلقد نفذوا الهجمات في قلب هيكل السلطة الباكستانية واكثر الاماكن حساسية حيث نظن ان الامن مشدد جدا، مطالبا باجراء اصلاحي فوري وانشاء قوة مخصصة لمكافحة الارهاب وسحقه. وكانت تقارير تليفزيونية نقلت امس عن مسئولين قولهم إنه تم اقتفاء أثر الارهابيين المتورطين في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس ا لباكستاني برفيز مشرف أمس الاول. وذكرت قناة التليفزيون الخاصة (جيو) أن رئيس الوزراء ظفر الله خان جمالي صرح للصحفيين في إسلام آباد بأنه لن يمكن الكشف عن مزيد من التفاصيل على الفور. كما نقلت القناة أيضا عن وزير الداخلية فيصل صالح قوله في كلمته أمام مجلس الشيوخ الباكستاني إنه تم تحديد هوية أثنين من الانتحاريين الذين شاركوا في تفجير سيارة مفخخة وأفلتت منه بالكاد سيارة الرئيس مشرف. وأضافت المحطة التليفزيونية أن عدد القتلى في حادث امس الاول أرتفع إلى 15 شخصا.