ما أروع تلك القطرات الندية التي نزلت علينا من السماء لتضفي أجواء في غاية الروعة في محافظتنا الجميلة، ماء بارد زلال ينعش النفس ويزرع الأمل والتفاؤل، قطرات ازدانت بها الأرض وارتوت منها الأشجار والنخييل، فساهمت في تطهير وجه الأرض ونظفت سعف النخيل فظهر لونه الأخضر اللامع والذي ينم عن جمال رائع، معاني وأحاسيس تكن في نفس كل إنسان عندما يشاهد زخات المطر وقد هبطت علينا من السماء لتضفي شعورا سعيدا يتخلل النفس ويزرع فيها الهدوء وراحة البال، وفي جولة في الطريق الدائري ننظر كيف تجمع الناس هناك ليتمتعوا بروعة الجو وبرودته ويسعدون بقطرات المطر التي بللت تراب الصحراء فجعلته منعشا لينا، فشاهدنا الأطفال وكيف أخذوا يلعبون بتلك الأتربة ويقيمون عليها التماثيل وقد غمرتهم النشوة والسعادة، وبعد لحظات نشاهد الشمس تتسلل خفية من السحب السوداء محاولة بث قليل من شعاعها وتنجح في مسعاها لنشاهد تلك الأنور التي عمت المكان و تلك الألوان السبعة التي اصطفت بجانب بعضها بعض مشكلة لوحة جمالية فائقة الروعة والجمال، حيث راح الجميع يوجهون أنظارهم إلى تلك الألوان الزاهية والتي شكلت لنا على نحو قصير (قوس قزح). ألوان من الطيف ارتسمت بشكل عجيب دون أن تتداخل بعضها في بعض محافظة على استقلاليتها الرائعة فسبحان الخالق وجل في علاه. أخذت أنظر في ناحية الصحراء فشاهدت تلك البرك التي تشكلت من جراء الأمطار الغزيرة أنها واحة غناء في وسط أرض قاحلة، ويا الله من روعة ذلك النسيم الذي تغلغل في أرجاء المكان فكل مشتاق لتلك النسائم الباردة التي تأتي بعد حر شديد قاحل. منظر العوائل وهم جالسون يتمتعون بتلك الأجواء أكبر من أن توصف، جلست أفكر في أعماق نفسي كيف أن زخات المطر تساهم في تغيير نمط حياة كثير من الناس الذين خرجوا للتمتع بتلك القطرات، فسبحان الله الذي يتصرف في ملكوته بخلقه بقطرات يعلم عددهن ومكان كل منهن سبحانه. لقد تغنت الأحساء وطربت فرحا بتلك النعمة العظيمة فتلك سعفات النخيل ترفرف وفروع الأشجار تهتزو تتمايل بحركات ترحب بهذه النعمة العظيمة، وأعرف أناسا يضعون في ساحة بيوتهم سطولا تعبأ فيه مياه المطر فإذا امتلأت شربوا منه وارتووا فذهب الظمأ بمياه مطر نزل من السماء مهللا، إن هذه نعمة عظيمة تساهم في زيادة مياه العيون حيث ان الأرض تشربت تلك القطرات فأدخلتها في جوفها فتساهم في زيادة معدلات المياه في محافظتنا التي اشتهرت بعيونها الفائضة وكأنها أنهار جارية. السحب لازالت تنتشر في سماء محافظتنا متمنين هطول المزيد من الأمطار الباردة المنعشة وسائلين المولى عز وجل أن تكون سقيا رحمة علينا نسعد بها ونفرح بمشاهدتها وخاصة أنه منظر لا يتكرر الا مرات قليلة في السنة نظرا للظروف المناخية التي تقع فيها محافظتنا الغراء. قطرات مياه أنعشت الأجواء وطهرت الأنحاء ونظفت الأرجاء، فلتهنأ الأحساء بتلك القطرات الباردة ونسأل الله ان تكون سقيا هناء ورحمة على محافظتنا، وطبت سالمة ايتها البلاد الحانية. وما هذه الا خواطر لا تسعها سطور مصفوفة، ولكنها خواطر محب لهذه الأرض وأهلها. @@أحمد بن خالد أحمد العبدالقادر