استقرار الدولار الأمريكي قبيل صدور بيانات التضخم    التدريب التقني تمنح 63 رخصة تدريب لمنشآت جديدة في أكتوبر الماضي    الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني    الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام    عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    المملكة وتعزيز أمنها البحري    مبدعون.. مبتكرون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    الرياض الجميلة الصديقة    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    سيتي سكيب.. ميلاد هوية عمرانية    هؤلاء هم المرجفون    أكد أهمية الحل الدائم للأزمة السودانية.. وزير الخارجية: ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية واحترام سيادة لبنان    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التقنيات والحداثة ساعدتا طالبة اليوم.. ولكننا الأكثر تأهيلا!!
كلية الآداب بالدمام في عيون اوائل الخريجات:
نشر في اليوم يوم 24 - 12 - 2003

كلية الآداب بالدمام من اوائل الكليات بالمنطقة الشرقية التي بدأت في استقبال طالباتها للدراسة في خمسة تخصصات منذ عام 1399/1400ه.
(اليوم) التقت بعدد من اوائل الخريجات ليتحدثن عن ذكرياتهن والصعوبات التي واجهتهن ويعقدن مارنة بين الكلية بالامس واليوم:
وقد أدرات معهن حوارا حول المحاور التالية:
الاسم والتخص والعمل الحالي, تاريخ التخرج؟
لو عدنا الى الماضي هل تستطيعين ان تصفي لنا مشاعرك حينما وطئت قدماك الكلية لاول مرة؟
* هل من اسباب دفعتك لاختيار هذا التخصص بالذات؟
نظرة المجتمع للتعليم العالي للفتاة ذلك الحين كيف كانت؟
لو عقدنا مقارنة بين كلية الآداب قبل 25 عاما, اليوم ما نتائج هذه المقارنة من وجهة نظرك؟
ما الذي تتميز به طالبة اليوم عن طالبة الامس؟
خاصية لخريجة الامس تفتقدها خريجة اليوم؟
ارتفاع عدد الخريجات سنويا هل يعد من الايجابيات ام السلبيات ولماذا؟
مصاعب وعقبات واجهتك في الدراسات العليا؟ وكيف استطعت تذليلها؟
ذكريات لا تنسى اثناء الدراسة؟
ما انجزته الكلية خلال 25 عاما على تدينه كافيا ومناسبا لطموحات القائمين عليها والدراسات فيها؟
كلمة وفاء للكلية بمناسبة مرور 25 عاما على افتتاحها
لحظات لا تنسى
تقول د. اميمة حسن علي المغربي.
التخصص: (دكتوراه في علم اللغة الاجتماعي) من الدفعة الاولى لكلية الآداب للبنات بالدمام.
ان الشعور الذي يخالج اية فتاة عندما تطأ قدمها ساحة الصرح الجامعي هو شعور لا ينسى ولحظة تسجل بالذاكرة للامام فهو احساس ممزوج بالسعادة والفرح لتحقيق الحلم والغاية التي بذلت من اجلها الجهد طوال السنين السابقة، وفي نفس اللحظة خوف ورهبة لدخول عالم جديد لم تعتده من قبل، وخوف من الفشل او مواجهة المستحيل لكنه بامتزاج هذه المشاعر يعطي تلك النكهة التي لا تنسى.
وعن اسباب اختيار هذا التخصص؟ تقول:
انا اؤمن بالقدر, وان ماكتبه الله للانسان سيراه ويعيشه, لكنني اعتقد انني اخترت تخصص اللغة الانجليزية مع كوني خريجة القسم العلمي في الثانوية، وكان يحلم والدي ان اسجل في جامعة الملك فيصل لاكون طبيبة وانا واختي التي كانت معي في نفس الدفعة ولكني بذلت مجهودا جبارا لاحصل على نسبة جيدة، وبالفعل حصلت آنذاك على نسبة 91% لكنني ولشدة التعب صممت ان لا اتخصص في اي مادة علمية فميولي آنذاك كانت أدبية, ولم اختر التخصص العلمي الا لمرافقة اختي وتوأم روحي في صفها فقط ولكن عندما جاء الجد، وقرار التخصص اعترفت بقدراتي وامنت بالمقولة (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه) ووعدت والدي آنذاك بانني سأحصل على لقب دكتوره ولكني بتخصص غير الطب، واشكر الله الذي هيأ لي من الظروف التي جعلتني احقق هذا الحلم لي وأفي بوعدي لوالدي.
واشارت لم اشعر كثيرا بما كانت عليه نظرة المجتمع وربما كان ذلك نتيجة ان افتتاح كلية الآداب للبنات في ذلك الحين جاء نتيجة ضغوط شديدة على كليات وجامعات الرياض لتدفق فتيات المنطقة الشرقية عليها، وقد سبقتني للحياة الجامعية فتيات كثيرات، وبذلك اعتاد المجتمع على وجود فتيات جامعيات وكلية... الخ، لهذا احسست آنذاك وكأنني انتقل من مرحلة عادية الى مرحلة اشد ضرورة.. وليس شيئا اضافيا او اكسسوارا وقد يكون ايضا سببه البيت الذي نشأت فيه فقد كان العلم والتعلم اهم من الهواء احيانا كثيرة.
وجه الشبه
وعن المقارنة بين الماضي والآن قالت: لو حاولت الاجابة على هذا السؤال لاحتجت وقتا طويلا ولكني سأتطرق للملامح العامة التي قد تخطر على بال الكثير من زميلاتي اعضاء هيئة التدريس بالكلية، فمن الناحية الظاهرية لا استطيع المقارنة بين الغرف الدراسية البسيطة التي درسنا بها التي كانت اقرب لجو مدرسة عادية، وبين طالبات اليوم، فهن وان كانت الامكانيات بسيطة فمازالت افضل من الشكل العام للكلية آنذاك. لكن الجو العلمي والاعضاء الذين كانت تتعاقد الكلية معهم للتدريس فيها فقد حصلنا على نصيب الاسد حسب اعتقادي لكن بصفة عامة اعتقد انها افضل الآن مما كانت عليه قبل 25 عاما والا فهي كانت مصيبة.
وعن ما تتميز به طالبة اليوم تؤكد بانه: لا توجد كفة اعلى من كفة فلكل جيل مميزاته ومحاسنه، وفي نفس الوقت مساوئه ونقاط ضعفه، فجيل اليوم جيل شجاع جرىء ومقدام يعرف كثيرا من حقوقه وان كان يجهل احيانا حقوق الآخرين. اعطته الثورة التقنية والتطور العلمي دفعة كبيرة للامام لكن لابد من ان نعترف انه جيل كسول يحب ان تصل اللقمة للفم، ليمضغها بدوره. وهذا الشيء يرهق الاساتذة كثيرا كما انه جيل لا يحب القراءة فالبكاد قرأ الملازم والمحاضرات التي يطالب بها في الامتحان. وهناك نقطة اخيرة ولتسامحني طالباتي وبناتي في ذلك فقد فقدن تلك الروح التي تتميز بها الاجيال السابقة, وهي حب تحقيق الذات وتحقيق الطموح واثبات النفس والتحدي ولذلك تجد من الدفعة التي تخرجت معي من الثانوية العامة وبالذات زميلاتي من الثانوية الثانية بالدمام عددا لا يحصى من الطبيبات والمهندسات والفنانات, ولا يستطيع ان يتخيل شخص ما ما اشعر به من السعادة والفخر عندما اعرف عن زميله دراسة ونجاحها واسمها وما حققته لمجتمعها. واعتقد انه قد يشاركني في ذلك من قام على تعليمنا وتدريسنا آنذاك.
خريجة الامس واليوم
وعن ما تتميز بها خريجة الامس عن خريجة اليوم: لقد ذكرت للتو ما تتميز به خريجة الامس، ولكن لابد ان اذكر مالا تتميز به, وهنا حتى لا نجحف في حيق جيل اليوم الذي اؤمن به كثيرا... فالبرغم من كل ما تتميز به خريجة الامس من طموح وحب للقراءة والتعلم.. الخ، فقد شعرت بعد احتكاكي بجيل اليوم انه جيل الامس من الخريجات جيل (ينضحك عليه) فهو لا يعرف حقوقا، ولا يعرف ماله, فهو يتقيد بالنظام كثيرا وان اجحفه النظام او حتى الاشخاص. وهذا عيب في الخريج او في الانسان المثقف، ولذلك اضطررنا ان نكسب دروسا من واقع الحياة ليعوضنا قلة تجربتنا بالحياة ايام الدراسة، فقد كان الكتاب والتعلم حياة كاملة لنا واصحبنا للكثير من الدروس القاسية لنتعلم دروس الحياة.
وعن ارتفاع عدد الخريجات: اعتقد ان هذه ظاهرة طبيعية فنحن في ازدياد سكاني متواصل ولابد من ذلك ازدياد في جميع المرافق التعليمية للمنطقة اضيفي الى ذلك الوعي المستمر من الاسر بضرورة تعليم الفتاة وضعف المستوى الاقتصادي الذي تطمع على اثره الاسر بتحسين وضعها ووضع فتياتها من خلاله.
مصاعب وعقبات
وفيما يختص بالمصاعب والعقبات التي واجهنا قالت: ان المصاعب والعقبات التي تواجهنا فنحن بالذات واقصد بذلك خريجات قسم اللغة الانجليزية هي المراجع والكتب التي كنا نحتاجها للعمل عليها والبحث فيها اثناء مرحلة الماجستير والدكتوراه وقد احسست آنذاك خصوصا في مرحلة الدكتوراه بالعجز والضيق لعدم تمكني من الحصول على المراجع وعدم تمكني من السفر لاسباب عائلية آنذاك الا ان زميلات الدرب والصديقات واخص بذلك الاخت والزميلة الاميرة مشاعل بنت عبدالمحسن آل جلوي آل سعود التي لم تبخل علي بامدادي بالمراجع الاساسية التي كانت لي آنذاك كالغيث في موسم الجفاف اما اليوم والحمد لله فالشبكة العنكبوتية تجعلك تقتحمين اعتى المكاتب العالمية وانت في غرفة المكتب الخاصة بك.
السؤال التاسع
عن ذكريات الدراسة والجامعة اشارت: لن اطيل المقام هنا ولكن بالنسبة لي كانت احلى واروع ايام حياتي قضيتها بالطريقة التي رضيت عنها وارضى عنها كلما ذكرتها فلقد استمتعت مع الزميلت بالحياة والضحك والمرح، واستمتعت بدراسة الآدب الانجليزي والعالمي كما كنت ارغب آنذاك وكانت هي ربيع حياتي كما يقال.
انجازات الكلية
واوضحت لقد انجزت الكلية الكثير والكثير في مجال تعليم المرأة وقد تكون سعودة المدارس واقصد بذلك ان الدولة حققت الشيء الكثير في انجاح خطة شاملة بتحويل الكادر التعليمي بالمدارس السعودية الى سعوديات وهذا مكسب وطني لا ينكره الا جاحد. كما تحقق ايضا هدف آخر وهو الرقي بمستوى الفتاة والمرأة السعودية لمستوى يفخر به كل مواطن.. فالمرأة السعودية حققت تطورا يكاد يكون طفرة بحد ذاتها من مرحلة الجهل والخنوع الى مرحلة العلم والتنور والرقي لكن لابد من التوقف ودراسة ماتحقق سابقا, والانطلاق بخطة جديدة واهداف تعليمية تتناسب والمرحلة القادمة, فلابد من تقنين الاهداف وتطويرها فما كانت حتاجة الدولة من تعليمة الفتاة قبل 25 عاما لابد وبكل تأكيد قد اختلف عن حاجتها واهدافها الآن خصوصا ان جميع التربويين والسياسيين والاجتماعيين في بلادنا الغالية وعلى رأسهم ولاة الامر ينادون بضرورة التسريع في عملية الاصلاح وغربلة العملية التعليمية فنحن اولا واخيرا لا نريد شكليا وسطحيا بل نريده تعليما يرقى بالبلاد والامة الاسلامية لما نرضى لانفسنا ويرضي الله عنا.
كلمة وفاء... للقائمين
بداية اتوجه بهذه الكلمة المتواضعة لكل من ساهم في فتح باب التعليم العالي للفتاة السعودية واخص بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئاسة العامة لتعليم البنات التي ذللت جميع الصعوبات والعقبات التي قد تواجه المرأة السعودية في رحلتها لانجاز مرحلة الماجستير والدكتوراه، فقد عملت المستحيل وذللت الصعب ووفرت لنا الاساتذة والمشرفين وبذلت الغالي والنفيس بأن لا تكون هناك اعاقة خصوصا ان المجتمع السعودي يتميز بخصائص قد تجهد المختصين بالتلائم معها، ولذلك كان تعليمنا غزيرا وصعبا, وشكرنا للقائمين على الرئاسة العامة آنذاك شكر خاص وعميق لانهم كانوا يعرفون جيدا الظروف الخاصة بنا وتعاملهم معنا بما يتحقق الخير للجميع لكن نشد على ايدي المسئولين اليوم ونوصيهم بالتعليم العالي خيرا.. وان تزداد المخصصات التي تساهم في تطوير العملية التعليمية وان لا تقف عند مرحلة الجمود.
طالبات: يحتجن الى النصح
اما آمال عبدالمنعم عبدالعزيز العنيزي
تخصص (آداب لغة انجليزية) تعمل موظفة بقسم الاعلام التربوي والعلاقات العامة بمكتب الاشراف التربوي بمحافظة الخبر قالت:
كانت مشاعري ممتزجة (فرحا ورهبة) في نفس الوقت وبالاضافة لذلك كانت نظرة المجتمع نظرة عادية حيث ان الوسط الذي انتمي اليه واقصد عائلتي يحملون شهادات جامعية وشهادات تعليم عال ايضا مؤكدا كانت الكلية في الماضي مقصدا حقيقيا لطالبات العلم ولكن الآن اختلفت الاتجاهات باختلاف وجهات النظر ولكن الكلية اليوم تعج بأساتذة ودكتورات سعوديات وهذا يدعو الى الفخر حث ان كثيرا من هيئة التدريس من نفس دفعتني. كما ان طالبة الامس كانت تحس بالمسؤولية اكثر ولكن طالبات اليوم (بعضهن وليس كلهن) يحتجن الى كثير من النصح التوجيه. وقالت: الحمد لله لم تواجهني اية مصاعب خلال مشواري الدراسي واضافت من اللحظات التي لا تنسى تجمعي مع زميلاتي في مكتبة الكلية اثناء اجراء البحوث وتبادل اطراف الحديث وتمنت من الله العلي القدير ان تستمر الكلية في عطاءاتها المتواصلة بفضل الله ثم جهود القائمين عليها من كوادر سعودية محبة للعلم والوطن.
بارك الله في جهودهن وجعل ما قدموه في موازين اعمالهم الصالحة.
حب اللغة الانجليزية
واوضحت نجاح حمد الرقيب تخصص (لغة انجليزية) تعمل موظفة في قسم العلاقات العامة بمكتب الاشراف التربوي بالخبر: انه عندما وطئت قدماي ارض الكلية خالجتني مشاعر عدة يختلط فيها الخوف بالفرح، والترقب والرغبة الشديدة في مواصلة تعليمي مبينة انه في ذلك الوقت كان المجتمع ينظر لمن لديه مؤهل عال على انه شخص متميز, علما بأن محيطي العائلي يرى بأن ذلك ضرورة لابد لكل فتاة من الحصول عليها ولذلك فقد حصلت انا وجميع اخوتي على مؤهلات عالية ولله الحمد والمنة وقالت في الواقع كنت احب مادة اللغة الانجليزية بشكل خاص منذ ان كنت في المرحله الابتدائية ولذلك لم اجد اية صعوبة في اختيار تخصصي عندما دخلت الكلية.
مضيفة في الماضي كانت الكلية اشبه ماتكون الى حد كبير بالمدرسة من حيث الانظمة وطرق التدريس والزي.. الخ اما في الوقت الحالي اصبح المبنى مصمما خصيصا لهذا الغرض من حيث كبر المساحة وقاعات المحاضرات والشبكات التليفزيونية والمعامل المجهزة بأحدث التقنيات اما بالنسبة للانظمة فقد دخلت عليها تعديلات كثيرة تتناسب مع حاجات الطالبات.
واكدت ان طالبة الامس تتسم بالجدية والرغبة الشديدة في طلب العلم والرؤية الواضحة للهدف والسعي الحثيث لتحقيقه اما طالبات اليوم فبعضهن لازلن يحملن نفس النظرة الجادة للتعليم والبعض الآخر ينظر الى الدراسة في الكلية على انها مكان لقضاء وقت ممتع مع الصديقات بالدرجة الاولى ثم تأتي بعد ذلك توجهات اخرى.
من الصعوبات التي واجهتني وبينت: ان في مجال تخصصي هو مادة تاريخ الادب الانجليزي وبعض المفردات الصعبة ولكني استطعت بالمثابرة والاستعانة بالمعاجم تجاوز هذه العقبة.. وعن المواقف الصعبة في حياتها الدراسية قالت: لايحضرني موقف معين ولكن بصفة عامة فان دراستي الجامعية كانت من اجمل أيامي التي لن انساها ؤكد اعتقد ان الكلية بذلت ولا تزال تبذل جهودا جبارة في احتواء هذا الكم الهائل من خريجات الثانوية العامة ولكن لا تزال هناك بعض الثغرات التي تحتاج الى دراسة جادة لسد هذه الثغرات.
كلمة شكر وعرفان اوجهها لكل من كان له فضل بعد الله في افتتاح الكلية حيث حققت ولا تزال طموحات الكثير من فتيات المنطقة وامدتهم بالدعم وبث روح المثابرة والعطاء والعزيمة الصادقة لمواصلة السعي الحثيث لنيل اعلى الدرجات في مختلف منابع العلوم والثقافة وما ذلك الا ترجمة للسياسة التعليمية التي انتهجتها المملكة للارتقاء بالمستوى التعليمي لابناء هذا الشعب الكريم.
مشاعر الفرح والخوف
فيما ذكرت د. مريم راشد صالح التميمي
التخصص (اصول الفقه) وتعمل حاليا استاذا مساعدا بقسم الدراسات الاسلامية بكلية الآداب بالدمام.
ان مشاعري حينما وطأت قدماي ارض الكلية لاول مرة كانت ممزوجة بين الفرح والخوف، اما الفرح فلان الله انعم علي بان تخرجت من الثانوية بامتياز وقبولي امر مسلم به مسبقا، والخوف من مرحلة دراسية جديدة تختلف عن كل مراحل الدراسة السابقة فكنت اسأل نفسي هل استطيع ان احافظ على تفوقي وسط هذا العدد الكبير من الطالبات وفي طريقة جديدة على في التدريس فلم اعد في ذلك الفصل بذلك العدد المحدود وتلك الاستاذة التي حرصت علينا وعلى دفاترنا وطرقة كتابتنا وانما اصبحت اليوم في هذه الكلية مسئولة عن نفسي مسئولية تامة لا يشاركني فيها احد.
وقالت: نظرة المجتمع للتعليم العالي ذلك الحين كانت نظرة طبيعية عادية ولم يكن التعليم الآلي يشكل هاجسا له بسبب ان اغلب المتقدمات تقبلهن الكليات ولم يكن المجتمع يعاني من مسألة عدم القبول كما هو اليوم واضافت اخترت هذا التخصص بناء على حاجة الكلية حيث ان قسم الدراسات الاسلامية لم يكن فيه دراسة لاصول الفقه فدخلت في هذا التخصص لحاجة قسمي الى ذلك, مشيرا الى انه لو عقدنا مقارنة بين كلية الآداب قبل 25 عاما وكلية الآداب اليوم ستكون النتيجة ان عدد الخريجات قبل 25 عاما اقل والرضا اكثر اما اليوم فعدد الخريجات اكثر والرضا اقل وسعادة الخريجة سابقا اعظم من سعادتها اليوم.
طالبات في عصر المعلومات
وذكرت ان طالبة الأمس وطالبة اليوم الفرق بينهما كبير فطالبة اليوم تعيش في عالم مترابط أصبح في حكم القرية الواحدة منفتحا على بعضه، تعيش ثورة من الاتصالات وعدد مهول من القنوات الفضائية ولاشك ان ذلك سيجعل طالبة اليوم تختلف عن طالبة الأمس تلك الطالبة التي لم تمر بكل هذه التغيرات السريعة.
وطالبة اليوم اذا كانت حريصة محبة للعلم وعاشت في هذا الانفتاح العالمي لاشك ان ذلك سيجعلها أفضل من طالبة الأمس لاسيما اذا استفادت من ايجابيات العولمة وتجنبت السلبيات. أما ان كانت لا تحسن النظرة الى الأمور ولا تعرف ما ينفع وما يضر فإن هذا سيؤدي الى ظهور جيل من الفتيات والنساء يتميز بالسطحية والتفاهة وعدم الانتماء للمجتمع أو الأسرة أو الوطن..
وعن المصاعب والعقبات التي واجهتها أثناء الدراسة أكدت: حينما كنت طالبة في مرحلة تمهيدي الماجستير لم أكن سعيدة بطريقة الدراسة لأنها تقوم على القراءة والتلقين وكذلك حينما سجلت رسالتي في الماجستير لم يكن عندي الزاد الكافي من علم أصول الفقه حيث ان هذه المادة لم أدرسها إلا في السنة الثالثة والرابعة فقط فمعرفتي بعلم أصول الفقه هي معرفة لا تتجاوز السنتين وعددا من الأوراق التي تمت دراستها ولا شيء غير ذلك.
ولكن بالدعاء واللجوء إلى الله والصبر والمثابرة والقراءة المستمرة استطعت أن أتغلب على هذه الصعوبة.
مبينة: ولم يكن لدينا في القسم أساتذة في أصول الفقه سوى استاذة واحدة فقط أشرفت على بحثي في الماجستير فلم يكن أمامي أساتذة في تخصصي ألجأ اليهم واستفسر منهم لذلك كان اعتمادي على الله ثم على القراءة في الكتب حتى أنعم الله عليّ بأستاذ هو بحر من العلم شرفني الله عز وجل بالدراسة على يديه ثم الاشراف على بحثي في مرحلة الدكتوراه هو الاستاذ الفاضل الدكتور عادل المرزوقي فكانت سنوات الدراسة والبحث معه أمتع وأجمل سني حياتي العلمية. جزاه الله عني خير الجزاء. ذكريات لا تنسى أثناء الدراسة حينما علمت بالنتيجة وأنا في الفرقة الرابعة ذهبت إلى الكلية بعد مدة لأتسلم الوثيقة وحينما أخذت الوثيقة نظرت فيما هو مكتوب فيها ومن ذلك نسبة البكالوريوس وكانت نسبتي 93.3 وكنت طوال السنوات الأربع من الممتازات والمثاليات فكنت أتوقع أن تكون النسبة أكثر من ذلك ولكن حينما علمت أنني الاولى على الدفعة وأنني حاصلة على جائزة التفوق العلمي قلت سبحان الله.. الأولى على كلية الآداب ونسبتها 93.3 فكانت هذه من الذكريات التي لا تنسى.
دون الطموح
ما أنجزته الكلية خلال المدة الماضية أعتبره غير كاف لطموحات القائمين عليها والدارسات فيها.. فمثلا عدد المعيدات والمحاضرات والدكتورات لا يغطي حاجة الكلية حيث انها لا تزال تحتاج لأن تغذى بالكوادر الوطنية.
الشعور بالغربة
وتقول أمل محمد أحمد العرفج تخصص (الدراسات الاسلامية) التفسير وعلوم القرآن وتخرجت عام 1403ه 1404ه وتعمل حاليا رئيسة قسم الدراسات الاسلامية شعرت بالغربة، ومع مرور الأيام زال عني هذا الشعور، وبدأت أشعر بالسعادة، فقد بدأت خطوتي الاولى لتحقيق طموحاتي.
وعن الأسباب التي دفعتها لاختيار هذا التخصص قالت: الأول رغبتي في التزود من العلوم الشرعية بجميع فروعها. الثاني أتاح لي هذ االقسم فرصة كبيرة للتعرف على صحبة طيبة توافقني في حب دراسة العلم الشرعي، وتشاركني في حب هذا القسم.
وأشارت إلى أن نظرة المجتمع للتعليم العالي للفتاة في ذلك الوقت كيف كانت نظرة المجتمع للتعليم العالي للفتاة لم تتغير البتة لاسيما في المجتمع الذي أعيش فيه، فالمنطقة الشرقية لم تكن بها كلية ومع ذلك قام كثير من الاسر بإرسال بناتهم الى جدة أو الرياض لمواصلة دراستهن الجامعية، وحينما افتتحت كلية الآداب للبنات بالدمام كان الاقبال كبيرا ومازال.
وأوضحت ان كلية الاداب قبل خمسة وعشرين عاما تختلف عن الكلية اليوم في بعض النواحي مثلا من ناحية عدد الطالبات كان معقولا، أما العدد اليوم فكبير جدا، وكذلك من ناحية الترابط بين الطالبات كان أقوى من الترابط الذي نلاحظه اليوم، والترابط بين أعضاء الهيئة التعليمية في مختلف الأقسام هو اليوم أقل بكثير مما كان عليه سابقا وذلك يعود لسببين: الأول كثرة المشاغل، والثاني: كثرة أعضاء كل قسم.
وعن تميز طالبة اليوم عن الأمس قالت المسألة نسبية ولا نستطيع أن نحدد ميزة خاصة تتميز بها طالبة اليوم لان الطالبة الجادة وغير الجادة توجدان في كل وقت وحين.. ولكن بشكل عام طالبة الأمس عصامية تعتمد على نفسها في كل شيء تقريبا، وطالبة اليوم تعتمد بشكل ملحوظ على والديها أومعارفها.. ولا يعتبر ذلك ميزة ولكنه أمر ملاحظ.
وعن خاصية لخريجة الأمس تفتقدها خريجات اليوم: الهدوء والاعتماد على النفس.
وأشارت إلى أن ارتفاع عدد الخريجات يعد من الايجابيات، فالخريجات هن ثمرة هذا الصرح العلمي الرائع الذي أحببناه وأحببنا المنتميات اليه. وأرجو من الله العلي القدير أن يحفظهن أينما كن وحيثما حللن، عشت معهن جزءا من حياتهن، وأرجو أن يجعل الله بهن على الخير دائما.
وقالت لم تكن أمامي عقبات تذكر، إلا أنه يمكن اعتبار التدريس مع الدراسة في نفس الوقت بشكل عبئا اضافيا بالنسبة لي ولزميلاتي في تلك الفترة، ولكن الله بارك في الجهود وسدد الخطا فالشكر لله، فما استطعنا تجاوز ذلك الا بتوفيق من الله وفضل عظيم.
واوضحت أنها لا تذكر شيئا مميزا إلا أن حفل التخرج كان يوما مميزا في حياتي فرحت بفرح والدي.. سعدت بتقدير أساتذتي الذي كان بمثابة تشجيع لي للتقدم نحو الأمام.
ما أنجزته الكلية يناسبها
وقالت في نظري ما أنجزته الكلية خلال هذه السنوات ليس كافيا لان الطموحات كبيرة جدا، إلا أنه متناسب جدا مع امكانيات هذه الكلية المحدودة، فاعداد الطالبات في تزايد مستمر والمبنى لا يكاد يحتمل هذه الاعداد لاسيما بعد الافتتاح الموسع للانتساب، كما ان اعداد اعضاء الهيئة التعليمية والادارية لا يتناسب مع هذه الاعداد.
ومع ذلك حينما نرى الخريجات في كل عام نسعد ونفرح بهن، ويزداد شعورنا بالفخر والاعتزاز حينما نرى الحاصلات على درجتي الماجستير و الدكتوراه منهن، فالخريجات كما هو معروف هن ثمرة جهود مشتركة بين الطالبة وكل من يقوم برعايتها في البيئة أو في الكلية سدد الله الخطا ووفق الله الجميع لكل ما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين.
نظرة المجتمع المتفهمة
تقول منى أحمد عبدالواحد العباسي.. التخصص (بكالوريوس ادب انجليزي) خريجة الدفعة الأولى لعام 1403ه بامتياز مع مرتبة الشرف وحائزة على شهادة تقدير للقيادة المتميزة للوكيلات على مستوى محافظة الخبر لعام 1423ه وتعمل وكيلة بمدرسة ثانوية بالخبر: كنا أول دفعة نلتحق بالدراسات الجامعية بالمنطقة الشرقية وكنا متلهفين للدراسة ووجود الكلية وفر علينا عناء السفر الى مناطق اخرى.
وكانت نظرة المجتمع متفهمة جدا للتعليم العالي بل كانت مشجعة جدا حيث ان غالبية المتخرجات من الثانوية العامة التحقن بالدراسة في الكلية. ووالدي الشيخ احمد العبدالواحد رحمه الله كان رجل علم ودين يشجع كثيرا على التعليم. وأضافت: ما دفعني للالتحاق بهذا التخصص هو حبي للاطلاع على ثقافات اخرى فهو تخصص يعنى بالادب أكثر من اللغة بحد ذاتها. مبينة: هناك فرق بين كلية الآداب قبل 25 عاما وبين اليوم فقديما كان المبنى مستأجرا وكان يضم عددا قليلا من الطالبات لا يتعدى بضع مئات وكان تأسيس الكلية في بدايته ولكن ثبت أنه تأسيس قوي ومتين فالماضي غرس الحاضر فنجد اليوم مباني الكلية الضخمة التي تضم اعدادا هائلة من الطالبات. وقالت طالبة الأمس طالبة مكافحة جاهدت لتصل الى أعلى المستويات رغم قلة الموارد وطالبة اليوم متطلعة ويتوافر لديها الكثير من الوسائل التعليمية المطورة والتسهيلات كالمكتبات المتعددة المحتوية على المراجع الكثيرة وكذلك الانترنت الذي يساعد على البحث والاطلاع والتطوير. مشيرا إلى أنه لم تكن هناك مصاعب او عقبات. الشيء الوحيد الذي كنا نفقده هو بعض الكتب والمراجع ولكن بفضل الله ثم بفضل طاقم التدريس وبعض الاخوات اللاتي ساهمن في توفير تلك الكتب من مناطق اخرى بالمملكة زالت تلك المصاعب. وعن ايام الكلية قالت انها كانت جميلة جدا لها وقع خاص في النفس ومليئة بالذكريات. أذكر أنه أشيع بالكلية ان المبنى لا يتحمل هذا الكم من الطالبات ويوشك على السقوط فهرعت الطالبات الى خارج المبنى وآثر البقاء في الساحة الخارجية الى ان تم اجتماع بين مدير الكليات آنذاك ومهندس معماري وطالبات الكلية لاطمئنانهن بأن المبنى على احسن حال وعاد الحال كما كان.
وما أنجزته الكلية خلال الخمسة والعشرين عاما كان مناسبا ولكن اعتقد انه لم يكن كافيا فنحن بحاجة الى تخصصات اخرى تتماشى مع متطلبات الحياة كالتأهيل لرياض الأطفال والاحتياجات الخاصة ورعاية الموهوبين وكذلك الحاجة الى توفير الدراسات العليا لاكبر عدد ممكن من الراغبات.نفخر بمرور 25 عاما على افتتاح الكلية ونشكر الله على ذلك ونتمنى أن تقوم بتخريج أكبر عدد ممكن من طالبات ذوات التعليم العالي ليس فقط لايجاد وظائف بعد التخرج وانما لرفع المستوى التعليمي والفكري للسعوديات في بلد تقف في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة.
امكانيات متواضعة وكوادر مؤهلة
أما حنان السديري معلمة لغة انجليزية ومكلفة بأعمال الوكيلة بالمدرسة الثانوية العاشرة بالدمام قالت: كانت مشاعر ممتزجة بين فرح وخوف لأن التجربة جديدة خاصة أن قسم اللغة الانجليزية فيه الكثير من الصعوبات لذلك كانت هناك رهبة التجربة الأولى وقد كان الكل يشجع التعليم فقد سبقتها جامعة الملك فيصل وكان الكثير من الفتيات يضطررن للسفر الى الرياض أو جدة لاكمال الدراسة لذلك فرح الناس بتوافر الكلية للحد من تغرب الفتيات.
وقد اخترت القسم بسبب حبي لتعلم اللغات بشكل عام وقد كانت امكانيات الكلية متواضعة جدا ولكنها خرجت كوادر مؤهلة ممتازة. وطالبات الأمس (جيل يصعب عودته مرة أخرى) فقد كنانتحمل المسؤولية وطالبات علم بمعنى الكلمة.. أما اليوم فالبعض تشعر بأنهن مجبرات على الدراسة بالرغم من وجود فئة طموحة جدا.
وقد كثرت اهتمامات طالبات اليوم مما قلل التركيز على التعليم، وقد واجهتنا صعوبة الانتقال من المرحلة الثانوية الى الجامعية خلال السنة الأولى فوضع الكلية مختلف وقد حاولت التراجع عن الدراسة بعد شهر من بدايتها ولكن الأهل والوالد رحمه الله رفض ذلك وشجعني على مواصلة التخصص الذي اخترته بنفسي وقد كنا نتعاون مع الرفيقات بأن تدرس كل طالبة جزءا ثم تشرحه للأخريات.
وكم أشعر بالحنين لتلك الأيام خاصة ذكرياتي مع هيئة التدريس فقد كن قريبات منا جدا وأذكر أن احدى الاستاذات تزوجت ونحن في السنة الرابعة مع أنها كبيرة في السن وقد احتفلنا بها احتفالا أسعدها وأبكاها. وبالنسبة للكلية: فقد توقعنا أن تفتح مجالات جديدة وأقسام تستوعب الطالبات وتوجههن فالمدارس قد اكتفت من خريجات الأقسام الموجودة، كما نأمل تحويلها الى كلية تربوية. ونتمنى أن تستمر الكلية للأفضل دائما دون تراجع. فيما ذكرت أميمة عبدالرحيم أحمد بن أحمد (بكالوريوس دراسات اسلامية) وتعمل مشرفة مقيمة للفصول العليا وبالمرحلة المتوسطة بمدارس الاشراق الأهلية لتحفيظ القرآن الكريم تقول: مشاعري كانت كمشاعر طالبة الصف الأول الابتدائي عند دخولها المدرسة لأول مرة حيث العالم الواسع والطالبات ذوات العدد وكثرة الوجوه والأشكال والنفسيات.
وأعتقد أن المجتمع كان ينظر اليها على أنها عالم خاص لا يدخله إلا من كان ذا حالة خاصة ولم تكن طموحات الطالبات تصل لأكثر من التخرج والحصول على وظيفة لأن هذا هو الوضع السائد حينذاك. وحبي لتعلم أحكام الدين ورغبتي الشديدة في التخصص في مادة الحديث وإكمال الدرسات العليا جعلني اتخصص في الدراسات الاسلامية. واذا عقدنا مقارنة فستكون البنود كثيرة جدا من حيث العدد والهدف والشخصية والاوضاع الاجتماعية السائدة حينذاك وكذلك سعة أفق الطالبات فالمقارنة تحتاج الى صفحات والاختلاف كلي بين الأمس واليوم وان كانت لا تزال هناك ملامح مشتركة ولكنها قليلة جدا.
تعلم لغة قوم تأمن شرهم
وأوضحت منال منشي (بكالوريوس أدب انجليزي) وتعمل حاليا وكيلة مدرسة بالثانوية الثانية بالظهران: عند دخولنا للكلية كان يغمرنا شعور جميل حيث ودعنا حياة الدراسة وشعرنا بالمسؤولية وكان القليل من يستطعن الحصول على التعليم العالي وقد كانت هناك نظرة تقدير وتشجيع من أولياء الأمور ولو لم تفتح الكلية لذهبت الكثيرات الى الرياض وجدة ولكن العوائق كثيرة لذلك فقد كانت سعادتنا لا توصف.
ولأن (من تعلم لغة قوم أمن شرهم) فقد اخترت تخصص اللغة الانجليزية لمعرفة حضارة أناس مختلفين ولو عدت للوراء ما درست هذا القسم لأنه لدراسة الأدب وليس الترجمة أو الدعوة. وقد كنا خلال الدراسة مدللات جدا وطلباتنا مجابة لأن العدد قليل والطموحات كبيرة. ومن المصاعب التي واجهتنا عدم وجود سنة تمهيدية لمعرفة الكلمات والبدايات قبل الدخول في الأدب والشعر مباشرة، ولم تكن الكتب متوافرة ذلك الحين فكان البعض يحضرها من بريطانيا وكنت أضطر للدراسة سبع ساعات متواصلة حتى أن الوالدة كانت تشفق علي لاضطراري للترجمة أولا ثم الدراسة. لذلك فقد كانت السنة الأولى صعبة جدا. وأتذكر مجموعة الطالبات فقد كانت بيننا أخوة جميلة ومازال بيننا تواصل حتى الآن. وظن أن عدد الطالبات الآن يفوق الامكانات الموجودة في الكلية وأتمنى افتتاح أقسام جديدة كالترجمة ورياض الاطفال والمكتبات والاقتصاد المنزلي.
تقدير العلم
وأشارت منى محمد بابطين التي (عملت أربع سنوات في سلك التعليم ثم تفرغت لرعاية أطفالها) بكالوريوس لغة انجليزية من الدفعة الاولى: كنا نشعر بسرور بالغ عند التحاقنا بالكلية مع قناعتنا بكل الامكانيات المتوافرة لأن هدفنا هو العلم. وكان المجتمع يقدر التعليم العالي ذلك الحين ويشجعه لعدم وجود كليات فالغالبية تخرجت من معهد المعلمات وعملت بشهادته. ولأنني كنت جيدة في التخاطب باللغة الانجليزية ولدي فضول لمعرفة تاريخ انجلترا والأدب الانجليزي فقد تخصصت في هذا القسم، والكلية كانت أفضل قبل خمسة وعشرين عاما لأن طالباتها جميعا كن يقدرن العلم.
لكن الآن المشكلة ليست في الكلية فقط بل في المدارس وفي المجتمع ككل. لأن جيل اليوم مختلف، والطالبات منهن من لها هدف وطموح ومنهن من لا يرغبن في العلم أصلا بسبب كثرة الملهيات والمشاغل. ومن أشد الصعوبات كانت عدم توافر الكتب أو آلات التصوير فكنانضطر لكتابة كل شيء بأيدينا واذا فاتت احدانا محاضرة تحضر في اليوم الثاني مبكرا لنقلها من زميلاتها فلا فاكسات ولا إيميلات.
وما يذكرني الآن هو أول حفل تخرج أقيم لنافقد كان فخما جدا في الصالة الخضراء وتحت رعاية الأميرة جواهر أيضا. وأعتقد أن الكلية لا تزال (محلك سر) فلا تربوي ولا أقسام جديدة وأتمنى أن يصبحوا أفضل ببذل الجهد والاستفادة من أفكار الآخرين وتطوير الكلية للأفضل دائما.
قاعة المحاضرات
مكتبة الكليات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.