من منا لم يحلم بيوم يمتلك فيه مشروعاً يديره بنفسه ؟ ُيبدِع وَيبرُع فيه ويصبح مديرا ورئيساً لنفسه لا مرؤوسا لآخرين. هذا الكتاب سوف يساعدك - بإذن الله- بصورة واضحة ومبسطة وعملية بعيدة عن السرد الأكاديمي - على تحقيق هذا الحُلم، وينقلك من عامة الموظفين إلى صفوة الأثرياء. وأعتقد أن المكتبة العربية في حاجة إلى هذا النوع من الكتب التي لا ترشدك فقط خطوة بخطوة إلى بدء مشروعك بصورة صحيحة، ولكن أيضا تزودك بآليات حديثة فنية وإدارية مع سرد لقصص رجال الأعمال والمؤسسات الناجحة بالوطن العربي. ينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء: اولا: مرحلة ما قبل البدء في المشروع، وما هي صفات وملكات المستثمر ؟، حيث يجيب على السؤال الأول ، هل أنا مستثمر ؟ وبعد أن تتبع الخطوات المذكورة سوف يتبين لك ما ينقصك. وكيف تتغلب على هذه النواقص لتصبح مستثمرا ناجحاً ؟. كما يستعرض هذا الجزء بعض ِسيَر أثرى الأثرياء من رجال الأعمال العرب. وكيف بدأ بعضهم في ظل ظروف صعبة وبالجد والمثابرة وصلوا لما هم فيه الآن. ويمكن أن نستخلص الكثير من قصص هؤلاء الرجال لتكون حافزاً لنا في مشوارنا الطويل للانضمام إليهم. ثانيا: يتحدث هذا الجزء عن الخطوات الأولى للمشروع، مثل تقييم تكاليف البدء وما يجب عمله عند البدء وكيفية تحديد المتطلبات المالية و خطة العمل، والعناصر الأساسية لخطة العمل الجيدة ، إضافة إلى اكتساب بعض المهارات الإدارية مثل التنبؤ بالمستقبل والتفكير الاستراتيجي وفن الإنصات و حل المشكلات وإدارة الوقت. ولأن كلمة السر لنجاح أي مشروع هي التسويق الفعال، فقد تم تخصيص مساحة كبيرة له، توضح عناصر خطة التسويق وكيفية تسويق المشروع بنجاح ومعلومات مكثفة عن الإعلانات واختيار الوسيط المناسب للإعلان والترويج عن المشروع. ثالثا: يغطي هذا الجزء دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحسين التنافسية للمشروع، وما يمكن أن يفعله الإنترنت للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، في ظل روايات مبسطة في تكنولوجيا المعلومات والاتصال الداعمة للأعمال الصغيرة مثل كيف يمكن للهاتف، والفاكس، والكمبيوتر، والإنترنت أن تدعم أعمالاً صغيرة؟ إضافة للعديد من الملاحظات المهمة في إدارة مشروع صغير، دون توفر هاتف، أو فاكس، أو كمبيوتر أو توفر الهاتف والفاكس بشكل منتظم أو تنوي شراء كمبيوتر أو توفر الكمبيوتر دون امتلاك بريد الكتروني أو إنترنت، ويختتم هذا الجزء بوصف مختصر للمصطلحات الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمزيد من التثقيف اللازم لبناء شخصية المستثمر الناجح. رابعا: يشتمل هذا الجزء على دليل تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر وقائمة بالمؤسسات والصناديق التمويلية بالمملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية إضافة لعناوين ومواقع إنترنت مفيدة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في العديد من الدول العربية . أخيراً.. فإنه لا ريب أننا نعيش عصر الاستثمار الحر Entrepreneurship Era وتأتي كلمة Entrepreneur في اللغة الإنجليزية لتعطي مصطلحاً ذا دلالة خاصة، ورغم ثراء اللغة العربية فإن جميع الترجمات لهذا المصطلح اتسمت بالقصور في التعبير عن المدلول المراد باللغة الإنجليزية، ففي القواميس والأدبيات الإدارية ُترجمت إلى المبادر-الملتزم- المنظِم- المقاول- المخاطِر-المخطِط -المروِج- صائد الفرص-المبدع الإنتاجي، وفي هذا الكتاب سوف نستخدم كلمة (المستثمر) للتعبير عن كل من يرغب في بدء مشروع خاص أو يمتلك مشروعاً بالفعل ويريد أن يديره بصورة صحيحة وسليمة. صفات وملكات المستثمر الحر هل توجد سمات مشتركة بين رجال الأعمال المشاهير العرب كما في مصر مثل حسن علام وعثمان أحمد عثمان وأنسي ساويرس، وفي السعودية مثل صالح الراجحي وسليمان العليان وعبد الرحمن الجريسي، وفي الكويت مثل ناصر الخرافي وفي الإمارات مثل عبد الله الشعالي، وفي لبنان مثل رفيق الحريري.. وأولئك المستثمرين أمثال هيوليت-باكارد وبيل جيتس وغيرهما في الخارج ؟! أجل -ولا عجب- فهناك سمات مشتركة بين أولئك وهؤلاء، حيث أن المستثمر الناجح لابد أن تتوافر فيه هذه السمات والخصائص رغم اختلاف البيئات والظروف والأزمنة. الفصل الثالث أثرى أثرياء رجال الأعمال العرب ... هل يمكنك أن تنضم إليهم؟ الأمير الوليد بدأ بهدية من والده، والراجحي تاجر خردة، والحريري مصحح صحفي. توسعت قائمة أصحاب الملايين العرب، وضمت رجال أعمال شقوا طريقهم إلى عالم المال معتمدين على سواعدهم أحيانا، وعلى الحظ الذي يحلم به كثيرون حينا. قائمة رجال الأعمال الأمير الوليد بن طلال, صالح كامل, عبد الرحمن الجريسي, ُأنءسِي ساويرس (مصري), رفيق الحريري (لبناني), محمد عبد اللطيف جميل, حسن عبد الكريم القحطاني, سليمان العليان, صالح الراجحي, عبد الله الشعالي (إماراتي), راشد الزياني (بحريني), سعود بهوان (عماني), حمد عبد الله الزامل وإخوانه. لم أجد أجمل مما قاله الدكتور/ عبد الرحمن الزامل -أحد الإخوة ورئيس مجلس الإدارة- في إحدى الندوات ( كم كان الله لنا معيناً وسنداً عندما خلطنا دماءنا في وعاء مجموعتنا، حتى لم يعد أي منا يقدر على التمييز. كما لم يعد أحد منا يقول همساً ولا علناً هذه شركتي أو هذا مصنعي، بل أقرر حقيقة أننا لم نجلس في يوم من الأيام كأخوة يحاسب أحدنا الآخر بغرض القسمة أو التوزيع. لقد كانت هذه مبادئنا ومازالت وسوف تستمر -إن شاء الله- فلا نجاح دون مخافة الله، ولا تقدم دون دفع الحقوق كاملة). تحديد متطلباتك المالية إذا أردت البدء في عمل خاص بك، فإن من المهم لك أن تأخذ موقفك المالي في الاعتبار. فبتحديد دخلك ومصروفاتك الحالية ستتمكن من تصور احتياجاتك المالية على مر الشهور الآتية بشكل أفضل. وفي معظم الأعمال هناك فجوة بين الوقت الذي يبدأ فيه العمل والوقت الذي يدر فيه هذا العمل ربحاً. في الواقع يقترح معظم مستشاري الإدارة المتخصصين في مجال الأعمال الصغيرة وجود ادخار عن ستة أشهر لتغطية مرحلة البدء الأولى للعمل، ولكن تختلف هذه المدة بالطبع وفقاً لنوع العمل الذي تقرر البدء فيه. حيث تعد أعمال الخدمات والأعمال التي تُمارس من المنزل اختياراً مفضلاً لدى العديد من المبادرين لأن تكاليف البدء عادة ما تكون أقل من تكاليف الأعمال الأخرى. وقبل التوصل لأي قرار عن نوع العمل الذي تريد البدء فيه سوف تحتاج إلى وضع خطة شهرية عن المدخرات والمصروفات، مما سيساعدك على تحديد القدر الذي تحتاجه شهرياً للمعيشة، كما أنها ستعاونك على تحديد ما إذا كان حلمك في امتلاك عمل خاص متماشياً مع أحلامك الأخرى. حتى نتمكن من وضع خطة ادخار وإنفاق لا بد لنا من أن نقوم بما يلى: * تحديد وكتابة المصروفات الثابتة عن كل شهر للسنة القادمة. وتشتمل المصروفات الثابتة على التأمين، والمنزل أو العقارات، ومصروفات السيارة، ومقابل استهلاك الماء والكهرباء والغاز والتليفون. * جمّع المصروفات الشهرية الثابتة، ومنها نعرف حجم المصروفات السنوية الثابتة، بمجرد تحديد المصروفات الثابتة كلها عن كل شهر. * ثم تحديد المصروفات المتغيرة وكتابتها تفصيلاً عن كل شهر فيما يخص السنة القادمة. وبما أنك لست ملتزماً بمصروفات محددة عن هذه البنود فلك مرونة أكثر فيما إذا كنت تريد إدراج تلك المصروفات المتغيرة في حسابك، وكم هو مقدار كل منها. ولتأخذ في الاعتبار ما صرفته في الأشهر السابقة وأية تغييرات تريد أخذها في الاعتبار. ومن بين المصروفات المتغيرة الطعام (بما في ذلك تناوله في المطاعم) والملابس أو العناية الشخصية والترفيه والمواصلات (سعر البنزين) الخ... * جمع المصروفات المتغيرة عن كل شهر من خلال الدخل الشهري والسنوي المتوقع بمجرد تحديد المصروفات المتغيرة كلها عن كل شهر. * طرح مجموع المصروفات الثابتة والمتغيرة لكل شهر من دخلك الشهري والسنوي المتوقع. هل هناك رصيد؟ هل لديك فائض في النقود عن كل شهر؟ فإذا توافر لديك المزيد من النقود، فهذه إشارة طيبة تدل على نجاحك. ويمكنك استخدام ورقة خاصة بالادخار والإنفاق في تقييم القدر الذي تحتاج إليه شهرياً. ويمكنك أيضاً استخدامها في تحديد ما سيحدث إذا تغيرت مصروفاتك خلال السنة القادمة. وعقب فحص متطلبات الادخار والإنفاق قد تكتشف أنك في حاجة إلى الموارد الضرورية للبدء في العمل فلا تقلق. يحدث هذا للكثيرين من الناس. وفي واقع الأمر قد تكون هذه هي العقبة الأولى التي يجب عليك تخطيها. إن كنت مصمماً على البدء في العمل، فإنك قد تحتاج إلى البدء في تكوين مصادر مختلفة للدخل. 75% بل وأكثر ممن يملكون أنشطة صغيرة يستخدمون مدخراتهم الشخصية في البدء في أعمالهم. ولكن إن احتجت أكثر مما هو متوافر لديك في حساب التوفير فهناك مصادر أخرى متاحة للحصول على نقود مثل القروض المصرفية والاقتراض من أفراد الأسرة ومن الشركاء والأصدقاء ومن شركات رأس المال ومن خلال رهن العقارات والحصول على قروض من الحكومة أو أي مصدر آخر يكون متاحاً أمامك. أما القاعدة الأساسية التي نريد أن نلفت انتباهك إليها هنا فهي عدم اقتراض نقود أكثر من الضروري للبدء في العمل، فعادة كلما زادت النقود المقترضة قلت قدرتك على إدارة أعمالك على النحو الذي تريد. * 165 صفحة من القطع المتوسط 24 سم - تم طباعته بالدمام - 1424ه. * عنوان الكتاب: ابدأ مشروعك.. و لاتتردد * تأيف: نبيل محمد شلبي * تم توزيعه بمكتبات السعودية ودول الخليج والغرف السعودية والخليجية. * ردمك 4 - 368 - 10 - 9960. * رقم الايداع 2944/142.