خلق الله الإنسان لعبادته في هذه الدنيا، كما بين ذلك في كتابه العزيز حيث قال: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقد حدد الإسلام طريقة العبادة في أقوال وأعمال يمارسها المؤمن، ووردت أصول هذه العبادة والصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم في الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ومعرفة هذه الأصول شرط لتنفيذ ما دعت إليه من أعمال. ويمكن تصنيف الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية التي وردت في هذا المجال في ثلاث زمر هي: 1- الأمر بتقوى الله وعبادته في جميع الأحوال 2- الأمر بالعبادات الأخرى 3- الأمر بتهذيب النفس واتباع الفضائل الخلقية وفيما يلي شرح الأمر بتقوى الله وعبادته في جميع الاحوال، وعرض بعض الآيات والأحاديث التي تؤكد أصول التربية الإسلامية في هذا المجال. تقوى الله وعبادته من أصول التربية الإسلامية، ومن الآيات الدالة على ذلك، قوله تعالى: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) وقوله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) وقوله تعالى: ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) وقوله تعالى:(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) وقوله ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي وردت في القرآن الكريم، تأمر بعبادة الله وتقواه. ان تقوى الله تعالى معناها عبادته : اتباع أوامره، واجتناب نواهية، ولذلك فإن عبادة الله وتقواه متلازمتان، أو أن كلاً منهما تتضمن الأخرى، فإذا عبد الإنسان ربه حق العبادة فهو متق، وإذا قلنا ان فلاناً متق لله أردنا بذلك أنه يعبد الله حق العبادة على الوجه الذي امر به وشرعه . وإذا تأملنا في الآيات التي تأمر الإنسان بعبادة الله، وترك عبادة ما عداه وعدم إشراك شيء معه في العبادة، نجد العبادة - تعني تقديس العظيم والكبير والملجأ- أمراً يشبه الغريزة، أو الميل الفطري في نفس كل إنسان، وقد يشذ هذا الميل عند بعضهم فيتجه نحو الشيطان أو غيره، من خلق الله- سبحانه وتعالى. ولذلك أرسل الله الأنبياء والرسل، لتصحيح هذا الانحراف وتذكير الناس بفطرتهم السليمة في عبادة الله وحده، بالأدلة، والبراهين، والملاحظة، والتأمل. ولذلك كان الأصل الأول في تربية المسلم أن يعتقد بأن الله واحد لا شريك له، وأنه الخالق وهو الذي يستحق العبادة وحده، وبهذا تتحقق تقوى الله. والعبادات التي فرضها الله على الناس كثيرة، أولها: ما جمع في أركان الإسلام الخمسة، ثم العبادات الأخرى. @@ حسن عثمان