ان العاصم من القواصم هو الاعتصام بكتاب الله العزيز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبقدر ما تبتعد الامة والافراد عنهما تتكاثر عليها المصائب والمحن, فتستعبدها الشياطين وتتولاها , وتقود زمامها الى الهاوية وبئس المصير , فتهيم على وجهها بعد أن تزين لها النفس الامارة بالسوء كل قبيح , وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل:( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) (فاطر:8) وقد احسن من قال :==1== يقضى على المرء في ايام محنته ==0== ==0==حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن==2== ان الجريمة الكبرى التي وقعت بمجمع المحيا السكني في مدينة الرياض والتي ذهبت ضحيتها أطفال ونساء ورجال ابرياء لا ذنب لهم من أيد ظالمة لم تراع حرمة الدم المسلم ولا ماله , ولا حرمة الزمان في شهر الصيام ,فأقدمت على فعلتها الشنيعة النكراء , معلنة انتهاكها لحرمات الله يقول الحق تبارك وتعالى عمن يتجنون على أنفسهم:( ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما) .(النساء : 29) وعمن يقتلون غيرهم من المؤمنين والمسلمين:( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعدله عذابا عظيما) (النساء:93) فترتب على هذا الفعل الشنيع ان جزاء مرتكبه دخول جهنم وبئس المصير وخلوده فيها , ثم الغضب واللعنة , ثم العذاب العظيم الذي اعده الله له , ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص:( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه...) ولهذا فإن ما حصل من هذه الفئة المارقة أمر منكر لا تقره الاديان السماوية ولا تقبله العقول البشرية , وتنفر منه الفطر السليمة. فماذا يريدون من أهل الاسلام في بلد الإسلام ومهبط الوحي ومنبع الرسالة , ماذا يريدون من بلد دينه الاسلام ودستوره القرآن العظيم , الذي اليه يتحاكمون , وبه يعملون , وبسنة المصطفى يتمسكون. إن الاقدام على هذه الفعلة الشنعاء من قتل للأبرياء , وتدمير للاموال والممتلكات , , واخلال بالامن , واثارة للرعب وخروج على الامة , يوجب علينا جميعا أن نقف صفا واحدا امام هذا الفكر المنحرف الضال لأن فيه تهديدا لكيان الامة , وتفريقا لوحدتها, وتدميرا لمقدراتها وخروجا عليها . فالهدف ولا شك هو الوطن والمواطن , ومن اجل ذلك فإنه يتحتم علينا جميعا افرادا وجماعات . رجالا ونساء , مسؤولين وغيرهم , ان يقوم كل واحد منا بحسب ما يستطيعه ويقدر عليه من محاربة لهذا التيار الغاشم الظلوم وفضح مبادئه وكشف عورته, وبيان مفاسده واضراره على البلاد والعباد وان نقف جنبا الى جنب خلف علمائنا وحكومتنا الرشيدة يدا واحدة لمواجهة هذه الفئة الضالة حتى لا يجدوا لهم مكانا بيننا , وعلى كل راع أن يؤدي واجبه نحو رعيته, الاب في بيته , والمعلم في مدرسته وجامعته . والعلماء والمشايخ من مواقعهم , والدعاة وائمة المساجد من منابرهم. وفي الختام أسأل الله الكريم ان يحفظ بلدنا من كل سوء ومكروه , وأن يجعله آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلين , كما اسأله ان ينصر دينه ويعلي كلمته , وأن يوفق ولاة امورنا الى ما فيه صلاح البلاد والعباد , وأن يمكنهم من هؤلاء الاشرار الضالين , كما اسأله سبحانه ان يكفينا شرهم , وأن يجعل كيدهم في نحورهم , إنه ولي ذلك والقادر عليه. عبد الله بن ابراهيم الغنام وكيل وزارة الشؤون الاسلامية المساعد لشؤون الاوقاف