شيعت تونس امس جنازة المخرج السينمائى ابراهيم باباى (67 سنة)وعبرت وزارة الثقافة والشباب والترفيه التونسية في نعيها لباباي عن بالغ الاسى والحسرة لوافته واعتبرته فقيد السينما التونسية. واستعرض النعى ختلف مراحل حياة الراحل المولود فى مدينة باجة بالشمال الغربى التونسى والمتخرج من معهد الدراسات العليا فى السينما بباريس (ايداك) موضحا انه عمل من عام 1961 الى عام 1963 بصفته متدربا بمؤسسة الاذاعة والتلفزيون الفرنسية (او ار ت اف) ثم كمساعد مخرج فى العديد من الافلام لمخرجين كبار من امثال ايف بواسى وعمل من عام 1965 الى 1970 فى بالتلفزيون التونسى حيث قام باخراج العديد من الافلام القصيرة قبل ان يقوم فى عام 1971 بانشاء شركته الخاصة للانتاج التى تحمل اسم افلام افريقية حيث اخرج فى اطارها فيلمه الطويل الاول "وغدا" عام 1972 فى اسلوب الواقعية الجديدة والمقتبس عن رواية عبد القادر بن الشيخ و"نصيبي من الافق" وتحصل بهذا الفيلم على جائزة منظمة الوحدة الافريقية ثم خاض ابراهيم باباى تجربة الافلام التسجيلية من خلال اخراجه لفيلم وثائقى طويل بعنوان انتصار شعب قبل ان يعود الى الافلام الروائية ويقوم بانتاج واخراج فيلمه الطويل الثالث ليلة السنوات العشر سنة 1990 والمقتبس عن رواية للاديب محمد صالح الجابرى. وقد نال هذا الفيلم جائزة كل من الاتحاد العام التونسى للشغل عام 1991 وجمعية السينمائيين التونسيين فى اوائل التسعينات. وفى سنة 2000 انطلق ابراهيم باباى فى تصوير فيلمه "اوديسة" الذى يحمل رؤية جديدة فى السينما التونسية من حيث الموضوع المطروح و الاخراج اذ عالج فيه قصة بوليسية من منظور تاريخى مستفيدا من وسائل الاتصال العصرية مثل الاقمار الصناعية وهذا الفيلم الطويل هو الرابع فى رصيد هذا المخرج وقد حرص صاحبه على عرضه لاول مرة فى صيف 2003 بمناسبة افتتاح البرنامج السينمائي للدورة 39 لمهرجان قرطاج الدولي. وابراهيم باباى هو عضو مؤسس لكل من جمعية السينمائيين التونسيين والاتحاد الافريقى للسينمائيين (1970) وتولى منصب نائب رئيس لهذا الاتحاد من 1970 الى 1975 ثم رئيسا له من 1975 الى 1985.