رحل المخرج المصري سعيد مرزوق أول من أمس عن 74 سنة. صاحب «المذنبون» و«زوجتي والكلب» من المخرجين البارزين في مصر ولد عام 1940 لأسرة فقيرة، وتحمل ظروفاً صعبة إذ كان يعمل للإنفاق على والدته وإخوته بعد وفاة والده، وكان منذ طفولته مهتماً بالسينما وكان منزله ملاصقاً لاستوديو مصر. في العاشرة من عمره، شاهد تصوير فيلم «الوصايا العشر» في صحراء الهرم، وأعجب بالمخرج سيسيل دي ميل، ومن وقتها تمنى أن يجلس على كرسي المخرج. وعلى رغم سيرة الراحل الطويلة في الإخراج السينمائي، لم يكن متخرّجاً من معهد للسينما، واعتمد فقط على قراءة الكتب لتنمية موهبته. وقبل أن يتولى الإخراج، عمل مساعداً للمخرج إبراهيم الشقنقيري. بدأت مسيرة سعيد مرزوق بأفلام تسجيلية وقصيرة، وقدم فيلم «دموع السلام» عام 1970 الذي اختير أفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وكان فيلم «زوجتي والكلب» أول أعماله الروائية الطويلة وأخرجه عام 1971. وقدم أعمالاً أخرى بينها «المذنبون»، الذي تسبب في ضجة كبيرة وقت عرضه وشكلت لجنة لإعادة النظر في الفيلم، خصوصاً أنه حاول كشف مظاهر الفساد. ومن أبرز أفلامه «المرأة والساطور» و «جنون الحياة». ومرزوق أحد القلائل من المخرجين المصريين الذين يجيدون سرد الأفلام بالضوء والظلال وبحد أدنى من كلمات الحوار، منذ فيلمه الروائي الأول «زوجتي والكلب» بطولة محمود مرسي وسعاد حسني. وفاز فيلمه التسجيلي القصير «أعداء الحرية» بالجائزة الثانية في مهرجان لايبزغ للأفلام التسجيلية والقصيرة عام 1967، وفاز «المذنبون» بجائزة التمثيل - رجال، عماد حمدي، في أول دورة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1976، وانتزع جوائز الجمعيات السينمائية الأهلية غير الحكومية. وحظي الراحل بتقدير السينمائيين إذ كرّمه المهرجان القومي للسينما المصرية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 وأصدر المهرجان عنه كتاب «سعيد مرزوق... فيلسوف الصورة» للناقد السينمائي مجدي الطيب. وقررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، برئاسة الناقد الأمير أباظة في دورته الثلاثين، إهداء درع تكريمية لمرزوق في حفلة الختام والمقررة إقامتها اليوم. ويتسلم الدرع نيابة عن أسرة الراحل المخرج علي عبد الخالق.