يوستينوس صبي يعمل في مكتب احدى الشركات ويكسب مليون روبية (6ر117 روبية) شهريا ينفق 15 في المائة منها على هاتفه المحمول. ومجرد امتلاك امثاله هاتفا يحفز محللين على توقع احتمالات ضخمة للمحمول في اندونيسيا الكثيفة السكان وان كان اغلبهم فقراء. قال يوستينوس: استخدم هاتفي المحمول لامور تتعلق بالمكتب وان كنت ادفع اشتراكه من جيبي. ويتطلب عمله الانتقال بين احياء العاصمة الواسعة التي تضم 10 ملايين نسمة ويجب ان يكون على اتصال كل الوقت. وشجع اناس مثل يوستينوس من الطبقة المنخفضة الدخل اندونيسيا على التوسع السريع في خدمة المحمول بنسبة 75 في المائة سنويا منذ عام 2000. ولكن هذا لم يؤثر في سكان عددهم 210 ملايين في رابع اكثر دول العالم ازدحاما بالسكان. قال حسن عولا مدير مكتب تمثيل نوكيا في اندونيسيا في مقابلة مع رويترز: استطيع القول ان السوق يحمل امكانيات ضخمة جدا... لا تزال النسبة منخفضة من سبعة الى ثمانية في المائة من السكان ولكن لدينا مجالا للنمو. قال هيمانشو شاتورفيدي المحلل في دي. بي. اس. فيكرز: احتمالات السوق في اندونيسيا ضخمة جدا. ربما تأتي بعد الهند. ومن منظور اسهم شركات المحمول فان الامكانيات اكبر لقلة المنافسة. وقطاع الهاتف في اندونيسيا يخضع لقواعد صارمة والتعرفة مرتفعة جدا تمنح الشركات مزيدا من هوامش الربح. قال شاتروفيدي: تعرفات المحمول في اندونيسيا مرتفعة جدا بالمقارنة مع بقية المنطقة ويجب خفضها. وتنبأ بأن الاشتراكات ستزيد بنسبة 22 في المائة في المتوسط سنويا من هذا العام حتى 2006 عندما ترتفع النسبة الى 13 في المائة. وبهذا المعدل سيوجد 25 مليون مشترك في المحمول في اندونيسيا بحلول عام 2006 اي اكثر من عدد سكان استراليا. ورغم هذا فان نسبة استخدامه في اندونيسيا لا تزيد على 13 في المائة. وتوجد الآن ثلاث شركات محمول كبرى في اندونيسيا بالمقارنة مع ست شركات في استراليا. ونسبة استخدام المحمول في اندونيسيا اقل منه في ماليزيا المجاورة اذ تبلغ 36 في المائة ونحو 30 في المائة في تايلاند حيث متوسط دخل الفرد اعلى منه في اندونيسيا. اندونيسيون كثيرون لا تسمح امكانياتهم باستخدام المحمول لان ادنى قيمة للاشتراك في الخدمة 100 الف روبية اي نحو 10 في المائة من دخل يوستينوس. هذا بالاضافة الى 65 الف روبية شهريا مقابل هذه الخدمة ولا تشمل ثمن المكالمات. ويزداد اعتماد كبرى شركات المحمول في اندونيسيا مثل تليكوم واندوسات على خدمة المحمول. ويتوقع تقرير لسيتي جروب ان تحقق اندوسات مكاسب ضخمة من تزايد الاشتراك في المحمول حيث ينتظر ان تنمو السوق بنسبة 3ر33 في المائة في 2006 بالمقارنة مع 2ر30 في النصف الاول من العام الحالي. وينتظر ان يرتفع نصيب ثالث اكبر شركة محمول في اندونيسيا بي. تي. اكسلكوميندو براتاما بنسبة 2ر15 في المائة ولكن يتوفع ان ينخفض نصيب تليكومسل احدى وحدات تليكوم الى 8ر49 في المائة من 1ر54 في المائة. وارتفعت نسبة الاشتراك في خدمة المحمول بتليكوم في نفس الفترة بمقدار 4ر16 في المائة بالمقارنة مع 2ر15 في المائة في العام الماضي. وتضاعفت عائدات تليكوم من المحمول خلال السنوات الخمس الماضية وشكلت 29 في المائة من اجمالي العائدات في العام الماضي بينما نصف عائدات اندوسات تأتي من خدمات المحمول. وبلغت عائدات الشركتين في العام الماضي من هذه الخدمات اكثر من مليار دولار. كما تمتعت بالازدهار شركات صناعة المحمول الكبرى نوكيا وسوني اريكسون وموتورولا. ورفضت نوكيا زعيمة السوق الاندونيسية اعطاء تفاصيل عن قيمة مبيعاتها ولكن منافستها الكبرى سوني اريكسون تتوقع زيادة المبيعات بنسبة 50 في المائة في اندونيسيا هذا العام.