حاصر الجنود الامريكيون امس قرية الرياض بالقرب من مدينة الحويجة في شمال العراق التي كانت قد داهمتها يوم الثلاثاء وقامت بالعديد من الاعتقالات ضمن ملاحقتها عزت ابراهيم الدوري(61 سنة) نائب الرئيس العراقي المخلوع. ومنع الجنود الامريكيون امس سكان القرية ممن كان خارجها والمواطنين العراقيين من دخولها لمدة 16 ساعة بينما قام الجنود بعملية تفتيش ومداهمة من منزل الى منزل بحثا عن الدوري الذي يعتبر المطلوب رقم اثنين بعد صدام حسين ويتهمونه بقيادة العمليات الدامية ضد الاحتلال. وكان الجنود الامريكيون قد قاموا بحملة تفتيش واسعة يوم الثلاثاء في الحويجة (45 كلم غرب كركوك) بحثا عن عزت ابراهيم اسفرت عن اعتقال 150 عراقيا. ومن ابرز المعتقلين سعد محمد الدوري المساعد السابق لعزة ابراهيم واعتقل في منزل كان يختبىء بمنطقة الحويجة. و لم تفرج القوات الامريكية سوى عن احد قياديي حزب البعث في الحويجة حميد سعد بعد ساعتين من اعتقاله لانها لم تتهمه بالتورط في العمليات ضد القوات الامريكية او بايواء مسؤولين مطلوبين.كما دمرت بالمتفجرات منزل عزيز الراوي حيث اكتشفت مخبأ للاسلحة. وكان مدير شرطة كركوك اللواء ترهان يوسف قد اكد مساء الثلاثاء انه تم العثور مع المساعد السابق لعزت ابراهيم على اربعين الف دولار، موضحا انه قد يكون مصدرا لتمويل المقاتلين المناهضين للقوات الامريكية. واضاف ان ستة اشخاص اصيبوا بجروح اثناء مقاومتهم عملية الاعتقال في قرى قريبة من الحويجة.. اثنان منهم في حال الخطر. وشارك اكثر من 1200 جندي امريكي من الفرقة المجوقلة 173 في حصار المدينة التي تضم ثمانين الف نسمة دون ان يعثروا على الرجل الذي رصدت الولاياتالمتحدة مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يرشدها اليه. ويمتلك عزت ابراهيم في الحويجة مزرعة واسعة تبدو اليوم مهملة وقد دمرت مساكنها فيما يؤكد الجميع أن اي فرد من العائلة لم يعد يقطن فيها. وتقول فتحية خضر حافظ التي تحمل اسم الدوري مثل عزت ابراهيم: داهم الامريكيون منزلنا وفتشوه لمدة ساعتين لانني من عائلة الدوري. وتضيف: لم تعد لنا اية صلة مع الدوري. زوج فتحية الحاج زاركي يؤكد انه كان شريك عزت ابراهيم الدوري في مطحنة في كركوك (45 كلم شرق الحويجة). هو لا يستفيض بالكلام مكتفيا بالقول: يمكنني ان اقول انه ليس في الحويجة، قد يكون في الضواحي. وفي مستشفى الحويجة يقتصد الاطباء ايضا في كلامهم. بالطبع يؤكدون ان القوات الامريكية قامت الثلاثاء الماضي بتفتيش المستشفى رأسا على عقب طيلة تسع ساعات لكنهم يتحفظون في الكلام عن الطبيب حاتم الدليم. ويقول شخص في المستشفى طالبا عدم الكشف عن هويته انه (الدليم) مسؤول سابق في حزب البعث نجح في الفرار قبل وصول القوات الامريكية. من ناحيته يؤكد مواطن مطلع على الملف طلب كذلك عدم الكشف عن هويته ان الامريكيين كانوا يريدون عبر الدليم الوصول الى اللواء محمد عبد الله السامرائي طبيب عزت ابراهيم الشخصي. ويؤكد الاهالي ان القوات الامريكية كانت لديها لائحة تضم 600 اسم. وتقول رابحة حميد الجبوري التي هرب زوجها وابنها ان القوات الامريكية اجبرتها على السير في السوق موثوقة اليدين. وتضيف: ثم اطلقوا سراحي متوعدين بالعودة. جندي امريكي يمنع مواطنين من دخول القرية