ما ان تتفوه باسم عزة ابراهيم الدوري في الحويجة، شمال العراق، حتى تكفهر الوجوه ويقل الكلام، هذا ما كانت عليه الحال غداة اوسع عملية تفتيش ودهم تقوم بها القوات الاميركية بحثا عن الرجل الثاني في نظام صدام حسين المخلوع.في الحويجة لا يعرف احد مكان عزة ابراهيم الدوري، الرجل الذي يسعى الاميركيون لاعتقاله مباشرة بعد صدام حسين، رغم انه يمتلك في البلدة مزرعة واسعة تبدو اليوم مهملة وقد دمرت مساكنها فيما يؤكد الجميع ان اي فرد من العائلة لم يعد يقطن فيها. وتقول فتحية خضر حافظ التي تحمل اسم الدوري مثل عزة ابراهيم داهم الاميركيون منزلنا وفتشوه لمدة ساعتين لانني من عائلة الدوري. وتضيف : لم يعد لنا اية صلة مع الدوري. زوج فتحية الحاج زاركي يؤكد انه كان شريك عزة ابراهيم الدوري في مطحنة في كركوك (45 كلم شرق الحويجة). هو لا يستفيض بالكلام مكتفيا بالقول : يمكنني ان اقول انه ليس في الحويجة، قد يكون في الضواحي. وطوق 1200 جندي من الفرقة المجوقلة 173 لمدة 12 ساعة الحويجة وقاموا بعمليات دهم وتفتيش في منازل اشتبهوا بها بحثا عن عزة ابراهيم الدوري الذي وعد الاميركيون بمكافأة مقدارها 10 ملايين دولار لمن يرشدهم اليه. مدير شرطة الحويجة عوض العبودي هو الذي اعلن أول امس الثلاثاء عن اعتقال سعد محمد الدوري، السكرتير الشخصي لعزة ابراهيم الدوري، في منزل كان يختبىء فيه في الحويجة. لكن الصحافيين الذين سألوا العبودي الاربعاء عن موقع المنزل تلقوا ردودا غامضة. ومثلها كانت اجابات احمد عبد الله، نائب العبودي الذي قال البعثيون نسمعهم على التليفزيون لكنهم ليسوا هنا. هذه كلها مجرد روايات. لو كان عزة ابراهيم هنا لكنا سمعنا بذلك. رغم ذلك ان الاميركيين يقيمون مركزا على بعد 7 كلم جنوب الحويجة في منزل علي حسن المجيد احد قادة النظام السابق الذي اعتقلته قوات التحالف. وفي مستشفى الحويجة يقتصد الاطباء ايضا في كلامهم. بالطبع يؤكدون ان القوات الاميركية قامت الثلاثاء بتفتيش المستشفى رأسا على عقب طيلة تسع ساعات لكنهم يتحفظون في الكلام عن الطبيب حاتم الدليم. ويقول شخص في المستشفى طالبا عدم الكشف عن هويته انه (الدليم) مسؤول سابق في حزب البعث نجح في الفرار قبل وصول القوات الاميركية. من ناحيته يؤكد مواطن مطلع على الملف طلب كذلك عدم الكشف عن هويته ان الاميركيين كانوا يريدون عبر الدليم الوصول الى اللواء محمد عبد الله السامرائي طبيب عزة ابراهيم الشخصي. ويؤكد الاهالي ان القوات الاميركية كان لديها لائحة تضم 600 اسم. وتقول رابحة حميد الجبوري التي هرب زوجها وابنها ان القوات الاميركية اجبرتها على السير في السوق موثوقة اليدين. وتضيف ثم اطلقوا سراحي متوعدين بالعودة. من ناحيته اكد الاربعاء دوغ فنسنت الناطق باسم الفرقة 173 في كركوك ان عملية التفتيش والدهم كانت ناجحة. واوضح انه لم يبق قيد الاعتقال الا 54 شخصا من اصل 150 شخصا اعتقلوا في المداهمات التي اسفرت عن مقتل مطلوب واحد وعن اصابة ثلاثة اشخاص اعتبرهم من المشتبه بهم بجروح. يؤكد علي حسين صالح، الملقب بعلي الكهربائي، ان نجليه رشيد وعلاء اصيبا بجروح اثناء عملهما في حقلهما جراء رصاص الاميركيين. ويقول : ترجل احد ابنائي من التراكتور (الجرار) ثم وضع يده في جيبه. اعتقد الاميركيون انه سيشهر سلاحا فاطلقوا نيرانهم. مراجعة اسماء المعتقلين قبل ارسالهم الى المعتقل