تكفير الناس والشعوب والمفكرين أمر غاية في الخطورة وغاية في التعسف والجور، ذلك انه خارج عن منطق الاسلام والفكر السليم، وقد رأينا كيف اعتذر من تورط في هذا العمل من علمائنا، والتكفير عندما يصدر من عالم يثق العامة في أقواله فان ذلك مسلك خطير للغاية، فالعلماء ورثة الانبياء، ويثق عامة الناس قبل خاصتهم باقوالهم وافعالهم، وعندما تصدر منهم بالذات فتاوى تؤكد تكفير دول بعينها او طائفة من الناس حتى وان كانوا من غير المسلمين فان ذلك مدعاة للتطرف والفتنة والغلو التي قد يقع في دائرتها بعض الشباب، فينخرطون دون وعي منهم او ادراك في مسالك الارهاب. هذا مايحدث بالفعل رغم ان عقيدتنا الاسلامية السمحة تحث على الحوار والدعوة بالحسنى، وعدم الغلو في الاقوال والافعال، وتنبذ كل عمل قد يؤدي الى الفتن واثارة التوتر في اي مجتمع مسلم، فما احرى بالمسلمين في هذه الظروف تحديدا والعالم كله وليس المسلمون فقط يواجهون ظاهرة الارهاب، واخص العلماء منهم ان يتحروا الدقة والحقيقة والسند الصحيح من الكتاب والسنة حينما يصدرون فتاواهم بشكل يبعدهم عن تكفير الناس ورميهم بما لايجوز ان يرموا به لاي سبب من الاسباب، فالدعوة الى الدين تكون بالحسنى، ومناقشة الاختلاف تكون بالحوار.