يتجاهل الامريكيون اليوم والذين تم توريطهم في حروب متعددة في الكثير من مناطق العالم وهي حروب لاناقة لهم فيها ولا جمل, وتم شنها تحت دعاوى مختلفة كان يمكن التوصل الى حلول سهلة لها لو استخدم منطق العقل واسلوب الحوار المباشر, يتجاهلون تحذير أحد رؤسائهم السابقين واحد اشهر دعاة الحقوق المدنية في امريكا (بنيامين فرانكلين) الذي حذر الامريكيين بقوله: (انكم ان لم تبعدوا اليهود نهائيا من بلادكم, فلسوف يلعنكم ابناؤكم واحفادكم في قبوركم), وبكل تأكيد فان احدا من الامريكيين لم يعد يتذكر تلك النصيحة, وخاصة بعد ان سيطر اللوبي الصهيوني على عقل المواطن الامريكي من خلال وسائل الاعلام, بعد ان سيطر على اغلب مراكز صنع القرار في تلك الدولة بما في ذلك القرار السياسي, والعسكري. وقد نجح المخطط اليهودي في توريط امريكا في الحروب التي نراها اليوم في العديد من مناطق العالم انطلاقا من دعاوى من المؤكد ان الصهيونية العالمية هي التي اخترعتها ورسختها في عقلية صانع القرار السياسي والعسكري في تلك الدولة, ومن بين تلك الدعاوى تلك التي تقول بأنه (يجب على امريكا حماية مصالحها الاقتصادية بتأمين مصادر النفط) هي دعوة يعرف ابسط مواطن امريكي لو لم تكن تتحكم في عقليته الدعاية الصهيونية انها غير مبررة, لسبب بسيط وهو ان الولاياتالمتحدة تحصل على الامدادات النفطية من اي مكان في العالم بمنتهى السهولة وليس هناك ما يهدد مصالحها في هذا المجال بالذات. الادعاء الثاني الذي نجح الصهاينة في ترسيخه في عقلية صانع القرار الامريكي هو بث الرعب والخوف فيه باستمرار من خلال تضخيم خوفه مما اطلقوا عليه اسم (الخطر الاسلامي) والذي صورته الصهيونية العالمية على (انه العدو الحقيقي للغرب) ولابد من التصدي لذلك العدو الذي يهدد العالم المسيحي حسب زعمهم, وقد ضخمت الصهيونية العالمية ومن خلال وسائلها الاعلامية المختلفة هذا الامر بحيث اصبح كل امريكي وغربي يرى في الاسلام والمسلمين خطرا ماحقا على العالم, وليس صدفة ان يتم التركيز في وسائل الاعلام الغربية طوال العقود القليلة الماضية على العربي المتخلف بشكل خاص باعتباره يمثل الخطر المقبل على الغرب المتحضر, وهو تصوير متعمد هدفه ترسيخ صورة العربي في ذهنية المواطن الغربي ليكون كنوع من التهيئة العقلية المسبقة لمعاداة تلك الصورة المشوهة بصورة مستمرة ودائمة.