في تحول ظاهر للمواقف الجزائرية تجاه النزاع في الصحراء الغربية، أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن بناء الصرح المغاربي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يظل مرهونا بمسألة الصحراء الغربية, التي هي قضية لا مناص من إستيفاء معالجتها. و أضاف بوتفليقة في كلمة ألقاها بمناسبة مأدبة العشاء التي أقامها على شرف خوسي ماريا أثنار رئيس الحكومة الإسبانية أن معالجة هذه القضية هي مسألة منوطة مسؤولية تسويتها بمنظمة الأممالمتحدة ، مشيرا إلى أن القرار الذي اعتمد بموجبه مجلس الأمن بالإجماع خطة بيكر لتسوية هذه المسألة أعطى فرصة جديدة لديناميكية السلام. و ذكر الرئيس الجزائري من جهة أخرى أن بلاده تبذل منذ سنوات عديدة مجهودات جبارة لإنعاش ديناميكية التكامل المغاربي الذي يشكل تطلعا عميقا لشعوب منطقة المغرب العربي كافة، ذلك أننا على يقين من إرساء اتحاد المغرب العربي على أسس جديدة, و اعتماد سياسات مشتركة في العديد من الميادين, و تشجيع الشراكات الإقتصادية بين البلدان المغاربية, إنما هي إجراءات تجب مباشرتها على جناح السرعة, كما جاء في تأكيد الرئيس بوتفليقة. وفي تصريحات نقلها عنه التلفزيون الحكومي الجزائري أعرب خوسي ماريا أثنار عن أمل إسبانيا في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية بقضية الصحراء، مشيرا الى اننا نأمل في أن يكون هناك تفاهم واتفاق بين الأطراف، هذا كان أملنا على الدوام، وسيظل حاليا الموقف الإسباني التقليدي كما كان، مؤكدا من جهة أخرى أن بلاده تحترم مبادرات وجهود الأمين العام للأمم المتحدة بشأن هذه القضية ، وقال أحترم مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة وآمل أن تتوصل الأطراف إلى اتفاقات تحظى بدعمنا، مضيفا إنه أملنا في تحقيق الاستقرار والتنمية السلمية للمنطقة. على صعيد آخر استقبل وفد المغرب العربي للبرلمان الأوروبي خلال اجتماعه بمقر الاتحاد الأوربي في بروكسل محمد سيداتي مستشار زعيم جبهة البوليساريو وممثله لدى دول الاتحاد, الذي ذكر بأن كل جهود المجتمع الدولي الرامية إلى التوصل إلى حل عادل و سلمي بالصحراء الغربية قد باءت بالفشل بسبب ما اعتبره نقصا صارخا للإرادة السياسية لدى المغرب الذي يرفض إلى حد الآن تطبيق القرارات و اللوائح الأممية في هذا الشأن، مذكرا بأن مخطط السلام لسنة 1991 الذي يحتفظ بقوته وصلاحيته قد جمد من طرف المغرب و هذا بالرغم من التقدم الملموس المسجل فيما يخص تطبيقه. و أضاف أن المغرب الذي يلقى دعما من دولة عضو بمجلس الأمن, قد أخل دوما بالتزاماته تجاه المجتمع الدولي مؤكدا أن مخطط السلام كان يمثل فرصة لتحقيق السلام و أملا في إيجاد حل سلمي. وفي أول رد على الاتهامات المغربية بتحويل زعماء جبهة البوليساريو المساعدات الأوربية الإنسانية الموجهة لمعتقلي ومحتجزي مخيمات تندوف لحسابهم الشخصي بتحويلها لأسواق البلدان المجاورة كموريتانيا ومالي والنيجر وحتى الجزائر قال اكورنليس ويتربرود المسؤول بالمكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية إن استمرار تحويل المساعدات إلى السكان المحتجزين بتندوف في الجزائر قد يدفع المكتب إلى إعادة النظر في سياسته بشأن المساعدة المقدمة إلى هؤلاء السكان، موضحا في مداخلته أمام برلمانيين أوروبيين أن الالتزام الإنساني للاتحاد تجاه هؤلاء السكان سيصبح مرهونا بحرية تحرك المكتب داخل مخيمات تندوف للإشراف على هذه المساعدات ومراقبة توزيعها.وأضاف ويتربرود رئيس قسم بلدان حوض المتوسط والشرق الأوسط بالمكتب أن الاتحاد الأوربي الملتزم بمساعدة هؤلاء السكان الذين يعيشون وضعية تهميش وإقصاء كبيرة لن يقبل بتحويل هذه المساعدات الممولة من طرف المساهمين الأوروبيين.