على روائح البخور والعود انطلقت فعاليات العيد بمهرجان الوفاء الذي أقامته هذه السنة جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، حيث انطلقت بعد صلاة العيد مباشرة، حيث تم استقبال الأطفال مع أسرهم، وعلى الرغم من عدم الحضور المكثف في الفترة الصباحية على اعتبار أن أغلب العوائل لم تتعود على برنامج النوم بعد إلا أن فترة ما بعد الظهر شهدت إقبالا جيداً. أما الفترة المسائية فقد حظيت بحضور مكثف من قبل الرجال والنساء مع أطفالهم، حيث خصصت أماكن للنساء ليتمكن من الاستمتاع بفعاليات العيد لأول مرة على مستوى محافظة القطيف. البسمة على شفاه الجميع وأشار عضو الجمعية عثمان البوري إلى أن الجميع شارك في دعم الفعاليات سواء من الفرق المسرحية أو أعضاء الجمعية الذين قدموا خدمات جليلة لجميع الأهالي ومختلف الشرائح في محاولة لرسم البسمة على شفاه الجميع. مضيفاً إن برنامج العيد لهذا العام مميز وقد تنوع بين الفعاليات النسائية والرجالية وعلى الرغم من عدم حضور اللجنة النسائية في الفعاليات إلا أن بصمتهم واضحة وجهودهم كبيرة، حيث أقيمت فعالياتهم ليلة العيد فقط، إلا أن هذا الاستمرار دليل تعاضد الجهود بين فريق العمل الواحد. مشاركات من جميع المناطق وقال منسق برامج وفعاليات العيد عبد الرؤوف الرميح والذي يستمر حتى سادس أيام عيد الفطر إن جمعية سيهات الاجتماعية تسعى من خلال تلك المناشط إلى تعزيز أواصر العلاقة وإرساء سبل التواصل بينها وبين أبناء المجتمع تحت شعار مهرجان الوفاء. وأضاف الرميح إن اللجان استعدت للقيام بمسئولياتها على أكمل وجه، مشيراً إلى أن هناك مشاركات متنوعة من الأهالي والزوار من الدمام والخبر والأحساء والقطيف في هذه الفرحة والتي أردناها أن تكون إنجازاً فريداً من نوعه. مؤكداً إن جميع الأنشطة التي تنفذ في المهرجان بأيدي كفاءات سعودية مدربة ونشطة وساهمت في أعمال مشابهة طوال السنوات الماضية، مترافقة مع الخبرات العملية والميدانية للجان المتنوعة وإدارة المهرجان لكي نقدم عيداً بنكهة مختلفة للزوار والأهالي. ماذا قال الزوار؟ بدأ الأهالي بالتوافد على القرية التراثية وفعاليات العيد منذ الصباح الباكر واستمر التوافد بعد الظهر ومساء، وكانت لبعض الزوار انطباعاتهم حيث قال حسين الداوود إن مهرجان الوفاء جميل لأنه يقدم التراث الخليجي والعربي والعديد من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في بلدة سيهات قديماً، كما أن هناك المقتنيات الجميلة والملابس والإكسسوارات والبخور، إضافة إلى وجود الأكلات الشعبية كخبز الرقاق وغيرها، وهو الأمر الذي يذكرنا بماضينا الجميل. إرث فريد ويشير عبد الكريم الزاكي إلى أن أبرز معالم المهرجان هو القرية التراثية والتي تقام على أرض مساحتها 3000 متر مربع بجوار المركز النسائي وروعي في تصميمها ماضي المنطقة وتراثها العريق للتعرف على آثار الآباء والأجداد وما كانوا عليه من تسامح وتعاضد في محاولة لتقديم إرث فريد من نوعه وتذكير الأجيال الجديدة بالطريقة التي كانوا يعيشون فيها سواء في الدكاكين أو المسجد أو المعيد الذي لم يعد موجوداً الآن. كما تشتمل القرية على الاستراحات ومجموعة من الدكاكين التقليدية والليوان والمقهى الشعبي وبعض واجهات المباني ووسائل النقل القديمة مثل (القاري) الألعاب النارية أما الطفل عبد الله علي صادق فيرى أن نشاطات العيد التي تقدمها جمعية سيهات مميزة ويحرص هو وأصدقاؤه على الاستمتاع بكافة الفعاليات ومنها الألعاب النارية التي شهدت إقبالاً كبيراً من قبل الأطفال مع أسرهم كما استمتع بمشاهدة مسرحية راني ورحلة الغربة التي عرضت مساء. وفي الفترة المسائية كان حضور الأهالي مكثفا سواء من ناحية الرجال أو النساء، حيث استمرت الفعاليات حتى قرب منتصف الليل. واستمتع الأطفال بالألعاب التي تنفذ لأول مرة على مستوى محافظة القطيف مثل القطار والألعاب النارية وركوب الخيل والحصان فضلا عن القرية التراثية التي نفذت هذا العام بإتقان شديد بعد أن لاقت نجاحا منقطع النظير في الصيف. أما مسرحية راني ورحلة الغربة والتي نفذتها فرقة أفان للفنون المسرحية فقد حظيت بإقبال كبير حيث امتلأت الساحة المخصصة للأطفال في قسمي الرجال والنساء، واتضح مدى حرص العوائل على حضور الفعاليات الترفيهية ذات الفائدة على الأطفال والكبار. وقدمت المسرحية بعرضين العرض الأول في الساعة السابعة والنصف والعرض الثاني في التاسعة والنصف وبعد العرضين قدمت اللجنة المنظمة عدة جوائز قيمة للحضور منها بطاقات شراء وخدمات متنوعة فضلاً عن ثلاث قسائم للحج. أما فعاليات ركوب الخيل والحصان فقد أبدى الكثير من الأطفال سعادتهم بهذا الأمر وأشعرهم بفرحة العيد، الأمر الذي جعلهم يتناسون متاعب الدراسة والامتحانات في رمضان. لقطات من المهرجان @ شارك مدير إدارة جمعية سيهات عبد الرؤوف بن عبد الله المطرود في الإشراف المباشر على نشاطات العيد مشاركة منه في تقديم عمل متكامل. @ شمل الهيكل التنظيمي للمهرجان العديد من الأسماء الرجالية والنسائية التي تدعم كافة البرامج. @ تشارك اللجنة النسائية في التميز من خلال ركن الدمى والسوق الخيري والألعاب الشعبية ومسابقة التلوين والرسم الحر للأطفال ونقش الحناء (والعشاف) وهي مهنة قديمة وتسمى الماشطة أيضاً، كما قامت بتوزيع الهدايا على الفائزين والفائزات من الأطفال. @ أكد العديد من الأطفال ل (اليوم) حرصهم الدائم على زيارة مهرجان الوفاء ومطالبتهم باستمراره في كل عيد كونه يضيف لأبناء المنطقة شيئاً جميلاً على المستوى الترفيهي. @ تأخر تشغيل القطار الذي أحضر خصيصاً للمهرجان بضع ساعات بسبب (سرقة) البطارية التي تقوم بتشغيل القطار، إلا أن جهود اللجنة المنظمة سعت للإسراع بإحضار بطارية جديدة. نشاطات متنوعة وشخصيات امتعت الحضور تعطلت حركة القطار بسبب سرقة بطاريته