في أحياء الأحساء تعد الكبدة والبليلة الوجبة المفضلة الأولى للشباب وكبار السن، فبعضهم يعتقد ان أمسيات رمضان لا تحلو بدونهما. وتعود البعض على إقامة البسطات الشعبية لبيع الكبدة والبليلة. وهي عادة متوارثة بين الباعة، فالزبائن يفضلون باعة معينين لأنهم توارثوا أسرار إعداد الكبدة، حتى ان بسطات هؤلاء تشهد طوابير طويلة من المشترين. اتفق محمد علي بو جبارة وزميله هانى حبيب الباذر على الدخول الى هذه المهنة بمشروع صغير ولكنه أكد نجاحه، يقولان: الدخل قليل، لكنه افضل من الجلوس في البيت والتسول عند الأقارب وغيرهم. يتفنن بو جبارة في إعداد الكبدة فالزبائن متفقون على ان لها نكهة مميزة، وقد بدأ البيع منذ 10 سنوات، يقول: لدي زبائني الخاصون، وأنا أحرص على زيادتهم وكسب ثقتهم. وهم لا يأكلون الكبدة لأنهم يشعرون بالجوع، بل لأن أكل الكبدة أو البليلة أصبح عادة جميلة. وهذا ما يؤكده نبيل العبدالله، الذي يقول: النكهة والطعم الذي نجده في كبدة هذه البسطات والعربات على الأرصفة في الشوارع هي السبب الوحيد لحرصنا على تناولها ليلياً، علما بأننا يمكن أن نجد طعاماً أنظف وأشهى منها، ولكن فيها طعما خاصا جداً، لم نجده في البوفيهات. أما هاني الباذر فيقول عن مشروعهما: نجاحنا في هذا المشروع يؤكد على قدرة الشاب السعودي على العمل في محلات الوجبات السريعة والنجاح فيها، فقط العملية بحاجة إلى إقدام ومبادرة ورغبة في التعلم.