نموذج رائع لمثل هؤلاء الأمهات اللاتي يدعمن أبنائهن في إعداد «البسطة الرمضانية»، مثل: السوبيا والبليلة والكبدة والبطاطس، حيث جندت هؤلاء الأمهات أنفسهن لمساعدة ابنائهن في إعدادها يومياً، وتنظيمها في الأماكن المناسبة للبيع المرخصة لهم من قبل الأمانة في أماكن معروفة في منطقة البلد، وباب مكة، وباب قابل، وغيرها، فيعملون بنشاط وهمة يقف بعضهم خلف البسطة للبيع، وبعضهم الأخر يساهم في تنظيم وتنظيف المكان وتقديم الطلبات على الموائد التي اعدت للراغبين في تناول الكبدة أو البليلة مباشرة. «الرياض» التقت الأمهات والأبناء المكافحين الذين احبوا العمل الشريف خلال هذا الشهر الكريم المبارك بلا كلل أو ملل. في البداية تحدثت «أم صلاح يوسف»، قائلة: في بداية شهر رمضان المبارك فاجأني ابني صلاح البالغ من العمر 13 عاماً حين طلب مبلغا متواضعا من المال، موضحاً رغبته في العمل في بيع البليلة في مكان بالقرب من المنزل، ومقابل إصراره فكرت في أن أتيح له المجال، وقمت بالاستفسار عن كيفية اتباع الوسائل النظامية والصحية السليمة التي يجب اتباعها لبدء المشروع، وبعد ذلك تم إدراج احتياجات «البسطة» ضمن برنامج إعداد وجبات إفطار رمضان اليومي في المنزل، حيث أقوم «أنا وصلاح» بتنظيف البليلة ونقعها مبكراً، إضافة إلى إعداد ما يتبعها من متبلات حتى أصبحت بليلة ابني صلاح مرغوبة لدى كثيرين وجنى منها المال الوفير. وتوضح «أم يونس» أن ابنها (14) عاماً اتبع اسلوب والده - رحمه الله - حيث كان يعمل خلال شهر رمضان وأيام العيد في بيع البليلة والبطاطس، ويجني مالا يسيرا لدعم ميزانية الأسرة الكبيرة، ولما انتقل الى - رحمة الله - قام يونس ببيع البليلة والبطاطس في نفس المكان والزمان الذي كان يقف والده للبيع فيه سابقاً؛ لذلك أنا وشقيقاته ندعمه ونشجعه دائماً ونفخر به أمام الجيران والأصدقاء. في الجانب الآخرمن الشارع أفصح الطفلان «وليد إبراهيم وأنس الغامدي» عن خطتهما في البيع، قائلين: بعد صلاة المغرب نبدأ بتجهيز البليلة بخلطات تزين طعمها وتميزها في ليالي رمضان، وبعد صلاة العشاء نبدأ في البيع، حيث يقبل عليها كثيرون من رواد مركز البلد الذين أغلبهم من المتسوقين ولا تقل شعبيتها عن الكبدة التي يقوم اشقاؤنا وأقرباؤنا ببيعها في نفس المكان، ونتضامن خلال فترة البيع وإقبال الزبائن على شراء الكبدة والبليلة والبطاطس ونتسابق لتقديم الطلبات للراغبين في تناولها في نفس المكان، وحقيقة نشعر بسعادة كبيرة ونحن نقوم ببيع البليلة أو الكبدة الى مختلف الفئات، إضافة الى أنها أكسبتنا الخبرة في البيع والتعامل مع مختلف الفئات. وبالنسبة إلى الكبدة فيقول الشقيق الأكبر «طلال» إن بيع الكبدة يعد عملاً موسمياً، وقد وجدنا إقبالاً كبيراً من زائري المكان سواءً من السياح أو المتسوقين، كما وجدنا كثيرا من التشجيع والاشادة، إضافة إلى دعم أسرنا التي تساعد على تجهيز البسطة يومياً، ولا أخفيك أننا استفدنا كثيراً من بيع الكبدة في رمضان، حيث استثمرنا وأشقائي وأصدقائي الوقت بما هو مفيد، وقضينا وقتاً ممتعاً وجنينا ربحا وفيراً والحمد لله؛ لذلك أنصح أصدقائي الشباب باستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.