في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ امتنا ادعو كافة المسلمين الى نبذ الغلو في الدين لانه ليس من الاسلام في شيء وادعو المواطنين الى الالتفاف حول قيادتهم لتفويت الفرصة على اعداء الامة لافتعال الفتن ودس الدسائس، لان ما قامت به هذه الطغمة الضالة من اعتداء على الانفس وترويع للآمنين والتطاول على المقدسات لا يمت للاسلام بصلة. ان مقياس الدين الحقيقي هو بمقدار ما يتمسك به المرء من عقيدته الاسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واحذر في الوقت نفسه الشباب من الانزلاق خلف الاهواء والعواطف او الرغبات. وضرورة الرجوع الى العلماء في طلب الفتوى الشرعية لان تأثير الافكار الهدامة على المسلم والتي يبث سمومها اناس مدعون حماية الدين. ويتعين على اولياء الامور التبصر والحذر على النشء لكيلا ينزلق الى ما انزلق اليه هؤلاء حيث ان ما قاموا به هو في الحقيقة انعكاس لانحراف في عقيدتهم وفساد في التصور على غير هدى من الله وما هو من الاسلام في شيء. واطالب باستقراء التاريخ الذي جددت فيه مفاهيم العقيدة على يد الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وتتابع على نصرة دعوته حكام هذه البلاد جيلا بعد جيل. فديننا الحنيف قد حفظ للناس دماءهم واموالهم واعراضهم مسلمين او غير مسلمين ما داموا يعيشون على تراب هذه الارض الطاهرة فكيف يخطط من يدعي الاسلام لخلخلة الامن في مقدساتنا. فالسكوت عن ذلك ولو صدر من اقرب قريب لك مستشهدا ببعض الآيات والاحاديث النبوية لهو اشتراك في الاثم والجرم معا ولابد من فضح هؤلاء المخططين والمتآمرين لزعزعة الامن في بلاد الحرمين. فمما لاشك فيه ان هذه الاحداث وهذه الامور التي حصلت في بلادنا سواء المتقدم منها او المتأخر كلها امور غريبة على عقيدتنا وعلى تربيتنا وعلى منهجنا وامتنا ايضا ولكنها امور دخيلة على شبابنا.. وكل شيء بسبب واعتقد ان هذا الامر له اسباب لعل من اهمها الغفلة عن الشباب والغفلة عن الناشئة ممن يسافرون يمينا وشمالا ولا يعرفون الى اين يذهبون ومتى يعودون واذا عادوا فماذا يفعلون؟ لذلك يستلزم الامر ان يوجه الشباب وفق آلية تحكم توجههم وتحتضنهم وتسمع لمن تأثر بشبهة ومناقشته مناقشة تقنعه بالحق ورد الشبهة المضللة. اما التي تبث سمومها وافكارها الهدامة وتسلطها نحو شبابنا وعما اذا كان ما تقوم به يدخل في باب العمل السياسي السلمي ام هو مدعاة لاثارة الفتن والقلاقل بهدف زعزعة الامن كما يفعله البعض عبر بعض وسائل الاعلام. وانا لا اقول ان مثل هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان وطبعا لن تجد كل الناس راضين لكني اؤكد على ان من لم يقدم المصلحة العامة على مصلحته الخاصة ومن لم يقدم مافيه نفع على مافيه ضرر ومن لم يتهم رأيه فهؤلاء كلهم ينبغي ان يبعدوا عن الساحة والا يسمع لكلامهم ولكننا في زمن اصبحنا لا نعرف الحدود ولا السدود. وعلى اقل الاحوال يجب ان نمكنهم من وسائل نملكها، وان نقوم بشيء مضاد لهؤلاء وهم في النهاية قليل ولله الحمد. اما الكثرة الكاثرة من علماء البلد ومثقفيها الذين يقفون ولله الحمد الى جانب الحق ويؤيدونه في اي مكان. اما هؤلاء فيعتبرون شذاذا ولا عبرة بالشذاذ، والذين يشذون عن الرأي العام وعن كلام العلماء يوجدون في كل زمان ومكان وفي قرون قد خلت وجد من يقوم بذلك اما هؤلاء فلا يضرون الا انفسهم وان ما حصل منهم ضرر يسير لا يقبله ولا يتلقفه الا من كان في قلبه مرض وواجبنا نحن الآن القيام بشيء مضاد ودائم في مختلف وسائل الاعلام لبيان الحق ورد الشبهة عبر وسائل الاعلام المختلفة والمناهج الدراسية لاطلاق صوت الحق واسماعه لمن يسكن المملكة او خارجها. كما يتوجب علينا ان نحدث الناس بلغتهم التي يفهمونها وتتناسب مع مستواهم الثقافي: نعم لابد من هذا ويتعين ان نصل الى جميع شرائح المجتمع سواء كانوا شبابا ام شيابا متعلمين ام عامة بهدف نشر هذا الدين وتوطيده في النفوس. ان هذا التساقط السريع لهو اوله وان من يحملون هذه الافكار قد يكونون كثرا واشيد بدور رجال الامن في هذا المجال وان ما قاموا به يعتبر عملا بطوليا ودقيقا يجير لهم وان يقظتهم وتتبعهم لهؤلاء الارهابيين قد تما بشكل دقيق لم يحس معه هؤلاء المخربون الا وقد وقعوا في قبضة العدالة. واسأل الله العلي القدير ان يحفظ على هذه البلاد امنها وامانها وجميع بلاد المسلمين. *استاذ الدراسات العليا بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية