تكهن كثير من المراقبين بأن المشاعر سوف تهتاج بين المتربعين على قمة الاتحاد الاوروبي عندما تولت إيطاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الصيف الماضي. وفي الحقيقة فإنه قبل ستة أسابيع من انتهاء فترة رئاسة إيطاليا لمجلس الاتحاد الاوروبي أصبحت بروكسل نقطة انطلاق لبعض الخلافات السياسية المحلية في إيطاليا.. ويرجع ذلك في معظمه إلى أنه مع تولي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني رئاسة المجلس ورئاسة رومانو برودي للمفوضية الاوروبية أصبح اثنان من الايطاليين على قمة الاتحاد الاوروبي في وقت واحد. وبرلسكوني وبرودي متنافسان قديمان لدودان. فقد انهى برودي أستاذ الاقتصاد الرزين الحكومة الاولى للملياردير برلسكوني بائتلاف يسار الوسط الذي كان يتزعمه عام 1996.. إلا أنه عندما غادر برودي نفسه إيطاليا متجها إلى بروكسل في أعقاب الخلافات داخل الائتلاف عاد برلسكوني بقوة في تغيير للادوار لم يعزز تماما العلاقة بين الخصمين، وأكد المسئولون والمراقبون في بروكسل في الشهور الماضية الصراع بين برلسكوني وبرودي. وفي بداية الامر بدا أن برلسكوني يؤكد الاتهامات الموجهة إليه بالغموض وغرابة الاطوار. وفي أول ظهور له كرئيس للاتحاد الاوروبي أمام البرلمان الاوروبي وصف برلسكوني السياسي الالماني مارتن شولتز عضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي بأن له معتقدات شبيهة بالمعتقدات النازية، وبدا الدبلوماسيون في بروكسل في حالة ارتياب عندما أوصى برلسكوني بأن تصبح روسيا وإسرائيل عضوين في الاتحاد الاوروبي.. ومع ذلك فإن برودي غير المتهم بالامور المظهرية يتعرض الآن للانتقاد حيث يعتقد كثير من المسئولين في بروكسل أن الاستاذ الهادئ الطبع يبتعد عن القضايا الاوروبية ويتجه أكثر نحو القضايا الايطالية. ولم تمر الامور دون ملاحظة في بروكسل بأن برودي هو الوحيد الذي يذكر اسمه عندما يكون هناك حديث في إيطاليا عن منافس محتمل لبرلسكوني في الانتخابات العامة الايطالية القادمة. وتزايدت مثل هذه التكهنات عندما أصدر برودي في الآونة الاخيرة بيانا مهما عن مجموعة كبيرة من الموضوعات ثم مضى ينشره فقط باللغة الايطالية وفي إيطاليا أولا فقط. ويدعو برودي في البيان اليسار في إيطاليا إلى الاتحاد ومن المفضل أن يكون ذلك وراءه كما يشك كثير من المراقبين.. وأتخذ برودي بالفعل خطوات لينأى بنفسه عن برلسكوني الاسبوع الماضي بعد أن استغل رئيس الوزراء الايطالي عقد قمة أوروبية روسية في روما ليقدم نفسه كخبير في الشئون الداخلية الروسية وكصديق مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تعرض للانتقاد نتيجة أسلوبه الاستبدادي في التعامل مع أزمة شركة يوكوس للنفط. وفي بروكسل طلب رئيس المفوضية من المتحدث باسمه اعلان عدم موافقته على أسلوب تعامل برلسكوني مع القضايا الداخلية في روسيا.. وكانت هذه الخطوة غير عادية لانه لم يسبق لرئيس مفوضية التدخل في حملة عامة قبل الانتخابات في بلاده. وكان برودي قد تحدث عن (قائمة مشتركة جديدة للاصلاحيين) في كتابه وأضاف (نستطيع ونحن متحدون تقديم حل جديد للازمة في السياسة والازمة في الديمقراطية).. وهون متحدث باسم مسئولي الاتحاد الاوروبي من أهمية المزاعم بأن برودي يعد لحملة انتخابات جديدة في إيطاليا.. وقال إن برودي سجل فقط آراءه المعروفة بالنسبة لاوروبا وأضاف بعض الملاحظات عن مواطنيه الايطاليين وجمهوره المحلي. ومضى ليؤكد أن رئيس المفوضية ملتزم بإتمام فترة عمله الرسمية في بروكسل. وسيستمر ذلك حتى نهاية أكتوبر العام القادم ما لم يتم استبدال المفوضية كلها وقت توسيع الاتحاد الاوروبي في مايو القادم كما ذكر برودي بالفعل. برلسكوني