عزيزي رئيس التحرير.. بالاشارة الى الخبر المنشور في جريدة (اليوم) بالعدد رقم 11096 بتاريخ 7 من رمضان الجاري تحت عنوان (مرور الجبيل يكثف جهوده في تنظيم الحركة المرورية) والذي ارتبط بتصريح لمدير عام مرور محافظة الجبيل حول مدرسة تعليم قيادة السيارات. والذي جاء فيه بان مرور الجبيل قد (كثف جهوده في تنظيم الحركة المرورية في الاسواق والتقاطعات والشوارع الرئيسة والمراكز التجارية وقد خصص عددا من الدراجات والدوريات لفك الاختناقات المرورية مما كان لذلك الاثر الرئيسي في انسياب الحركة المرورية دون عوائق). الاختناقات المرورية تعتبر ازمة حقيقة في محافظة الجبيل ويرجع سبب حدوثها الى اسباب عدة يأتي في مقدمتها سوء التنظيم المروري للاحياء القديمة في الجبيل وعدم قيام بعض رجال المرور بمسؤولياتهم على اكمل وجه لتحقيق انسيابية المرور بالاضافة الى مشاكل اخرى لا تقل اهمية عن سابقتها مثل ضيق الشوارع الداخلية وعدم توافر المواقف خصوصا في المنطقة القديمة واستهتار بعض قائدي المركبات بارشادات المرور. والحقيقة الثابتة ان مرور الجبيل لم يستطع حل ازمة الاختناقات المرورية على الرغم من اجتهاداته في تنظيم حركة المرور هناك اختناقات مرورية شديدة في اوقات الذروة على شارع جدة وشارع الجبل وشارع الرياض وشارع القطيف وبعض الشوارع الاخرى وامام المدارس في اوقات الانصراف وهي في حاجة الى زيارة ميدانية لمدير مرور الجبيل للوقوف بنفسه على عظم المشكلة وما تسببه من ضيق شديد للمواطنين. لم يكن تعامل رجال المرور مع هذه الاختناقات تعاملا حضاريا بل انهم استخدموا وسائل بدائية ضررها اكثر من نفعها فاختناقات المدارس تركت دون تدخل منهم ووضعت في ايدي قائدي المركبات ان شاءوا نظموا انفسهم وان ابوا اغلقت الشوارع بسببهم. اما اختناقات الشوارع الرئيسة فقد تم التعامل معها بنظام القهر والاكراه، فقد قاموا بسد معظم فتحات الشوارع الرئيسة التي تسمح بالدوران او الانعطاف الى الشوارع الاخرى كفتحات شارع جدة وشارع القطيف وشارع الامير مشهور حتى ظننا بان عمليات الاغلاق اصبحت الحل الوحيد المتاح لمرور الجبيل فبدلا من ان يقف رجل مرور لهذه الشوارع لتنظيم حركة السير في اوقات الذروة يقوم مرور الجبيل بسد هذه التقاطعات بالحواجز الخرسانية ميسرا على افراده ومعسرا على المواطنين الذين لا يستطيعون الوصول الى وجهتهم بسبب عمليات الاغلاق دون ان يأخذوا في الحسبان الخطورة الكبيرة التي قد يتعرض لها قائدو المركبات في حالة ارتطام مركباتهم بهذه الحواجز الخرسانية الخطيرة. فهل يتحمل مرور الجبيل الخسارة التي ستنجم عن ارتطام السيارات بهذه الحواجز جراء الحوادث ام انهم سيحملونها اصحاب المركبات وشركات التأمين؟ هناك حلول جذرية لمواجهة الاختناقات المرورية تعتمد في الاساس على الفكر التنظيمي للمرور ثم على عمل الافراد الميداني فبدونهما لن تكون هناك انسيابية في المرور ولن تتوافر لنا خطط السير الناجحة الا في حالة ايقاف جميع المركبات عن الحركة. ونستطيع القول بان رجال المرور ليس هم الوحيدين المعنيين بحل هذه المشكلة ولكنهم العنصر الاهم في المعادلة. بلدية الجبيل لها دور في هذا الموضوع حيث انها لم توفر مواقف عامة للمركبات بل انها اقتطعت كثيرا من المواقف لتأجيرها على المستثمرين دون النظر الى حاجة المدينة الماسة للمواقف العامة وهي مطالبة في المساهمة بتوفير المواقف العامة واستخدام الاراضي المهملة التي تركها اصحابها دون تسوير مشوهة للمنظر العام ولا مانع من نزع ملكيات بعض الاراضي لتحويلها الى مواقف عامة داخل البلد القديمة. قائدو المركبات ايضا يقع عليهم اللوم في موضوع الاختناقات المرورية بسبب تهور البعض في القيادة ومخالفته لانظمة المرور خصوصا فيما يتعلق بايقاف السيارات في المواقف وايقاف المركبات على الشوارع دون وضع اي اعتبار لحركة المرور وما قد يسببونه من حوادث واختناقات مرورية. نخلص الى ان هناك خطوات يجب اتخاذها من قبل مرور الجبيل لكي يصلوا الى الحلول الناجعة لمشكلة الاختناقات المرورية ومنها: 1 اعادة تنظيم خط سير المركبات في شوارع البلد القديمة جميعها بحيث تكون مسارات جميع الشوارع الفردية ذات اتجاه واحد كما هو معمول به في مدينة الخبر القديمة. 2 اعادة تنظيم المواقف على الشوارع، طولي او افقي، بحسب ما يسمح به عرض الشارع وعدم ترك الامر لاصحاب المركبات لتحديد نوعية الموقف متجالهين مشكلة اغلاق الشارع او احتلال الجزء الاكبر منه مسببين ازمة اختناق حقيقية. 3 وضع ارصفة وسطية (جزيرة) دقيقة جدا (30 سم) في الشوارع الفردية المتقاطعة التي تقع عليها المدارس لارغام قائدي المركبات من اولياء الامور على عدم الدوران او الوقوف في المسار العكسي. 4 وضع دورية للمرور ورجل مرور لينسق الحركة امام المدارس في اوقات الدخول والخروج ووضع لوحات المرور الارشادية في الشوارع. 5 ايقاف رجل مرور عند التقاطاعات المزدحمة لتنظيم حركة السير. 6 فتح تقاطع شارع مشهور وشارع مكة بازالة الحواجز الخرسانية واستبدالها باشارة استشعارية حديثة تنظم السير وتفك الاختناقات. 7 التنسيق مع البلدية لايجاد مواقف عامة للمركبات في مناطق الازدحام واستغلال الاراضي المهجورة ولاعادة تنظيم بعض الارصفة العريضة التي تستولي على نصف الشارع والعمل على تصغيرها. 8 التنسيق مع البلدية لقطع الاشجار التي تحجب الرؤيا في تقاطعات الشوارع وقص الاشجار الشوكية التي امتدت كالسرطان لتحتل الارصفة واجزاء من بعض الشوارع. 6 التنسيق مع البلدية في موضوع حاويات المخلفات الكبيرة التي يرميها عمال النظافة في اي موقع من الشارع دون وضع اي اعتبار لحركة سير المركبات حيث يجب ان تكون الحاويات في مواقع لا تؤثر على مرور المركبات ولا تحتل اي جزء من الشوارع العامة. 10 رفع الوعي المروري عند بعض رجال المرور وتوجيههم لحضور دورات خاصة في انظمة السير والتعامل مع الاختناقات المرورية وقائدي المركبات. 11 توجيه رجال المرور الميدانيين بالتركيز على تنظيم حركة المرور وانسيابيته والتركيز على النصح و الارشاد المهني اكثر من التركيز على تصيد الاخطاء والمخالفات كي نصل في النهاية الى ثقافة مرورية شاملة تحمي المجتمع من الاخطاء القاتلة. اخيرا اذا كان مرور الجبيل جادا في البحث عن الحلول الناجعة للقضاء على مشكلة الاختناقات المرورية بعيدا عن الحواجز الخرسانية ونظام الاغلاق فيجب على مدير المرور في محافظة الجبيل شخصيا ان يبدأ بزيارة ميدانية لمراكز الاختناقات المرورية في اوقات الذروة وان يستمع للسكان المتضررين ولاصحاب المركبات حتى تتكون لديه الصورة الكاملة والحقيقية لمشكلة الاختناقات المرورية ثم بعد ذلك سيجد ان شاء الله الحلول الناجعة لها فتحديد اضلاع المشكلة هو القائد الاساسي للحلول الناجحة باذن الله. @@ فضل سعد البوعينين