لم تكن نتائج المنتخبات السنية للكرة السعودية مخيبة للامال والطموحات المنتظرة بل كانت متوافقة مع الاوضاع المتراجعة ماديا من قبل وزارة الماليةوفنية من قبل اتحاد كرة القدم وفوضوية من قبل الاندية فوزارة المالية ونظرا للاوضاع الاقتصادية التي يمر بها العالم ونحن جزء من هذا العالم نتأثر به فقد رأت وزارةا لمالية للصالح العام ان تقلل ميزانية الرياضة دون ان تراعي الاهمية القصوى للرياضة والدور الذي تستطيع ان تلعبه كرة القدم على وجه الخصوص كمنظور رياضي وثقافي واجتماعي واعلامي للدولة واما اتحاد كرة القدم فقد سعى الى ايجاد كوادر فنية وادارية وبرامج ولكنها دون تفعيل ومتابعة بل ترك الاندية التي تعتبر المنبت الخصب في اعداد وتأهيل وصقل اللاعبين تحت وطأة الاوضاع المتردية فكلنا يعلم بان المنتخبات القوية تعتمد بشكل كبير في اعدادها وتطورها على الاندية وكلما كانت الاندية فعالة ومنتجة كانت المنتخبات قوية ومميزة ولكن الاحوال في انديتنا لدرجتي الناشئين والشباب متعبة ومحبطة فليس هناك دوافع مادية ولامعنوية بل ان الاندية الغنية والتي لديها امكانات مادية كبيرة وبمقدورها ان تكون مصنعا منتجا يرعى ويعد ويؤهل ويصقل ويطور اللاعبين الصغار اصبحت تعتمد على انتاج الاندية الفقيرة التي تفتقد للامكانات المادية والبشرية وهذا مع الاسف تفكير خاطئ يدل على ان الفهم الاداري الرياضي في الاندية (معوق فكريا) حيث ان اللاعبين الذين يأتون من الاندية الفقيرة يكونون تحت اعداد بدني ومهاري ضعيف وهذا لايعني عدم نجاح البعض من اللاعبين الذين اعدوا في الاندية الفقيرة في الفريق الاول وليس الناشئين وقد يفاجأ البعض عندما يحضر لمتابعة مباراة للناشئين في الاندية عدم وجود سيارة اسعاف وقاية واطمئنان على مستقبل الكرة السعودية بل المصيبة ان هناك اندية ليس لديها اخصائي علاج مع الفريق مما يضطر (لقافه) اداري الفريق ليكون هو الاخصائي بل عليه ان يحول سيارته الخاصة الى اسعاف عندما تضطره الظروف لذلك (والله وضع مخجل) وليس غريبا وانت تشاهد المباراة ان تفاجأ بعدم متابعة من قبل اعضاء مجلس الادارة حتى لو كانت المباراة في ملعب النادي فما بالكم بالمتابعة لتدريبات الفريق اليومية! مما يعني لا دوافع مادية ولا معنوية مما يشكل ذلك احباطا معنويا على الجهازين الفني والاداري وما دامت تلك الاجهزة محبطة فكيف تقوم باعداد نجوم للكرة السعودية اما المواصلات فهي تعتبر مشكلة فاللاعب الناشئي يستغرق من ذهابه الى النادي وعودة الى البيت اكثر من 5 ساعات منها ساعتين للتدريب وثلاث ساعات في المواصلات او العكس والبعض قد لايستطيع ان يأخذه الباص (في المدن الكبيرة) مما يضطره الى استئجار سيارة اجرة وعلى اداري الفريق ان يتحمل تلك المصاريف من جيبه الخاص وينتظر ان يتم الصرف له مع الخطة الخمسية القادمة! ولذلك على اتحاد كرة القدم تخصيص ميزانية خاصة لكل ناد لدرجتي الناشئين والشباب ومتابعة ذلك عن طريق لجنة من مكتب رعاية الشباب في كل منطقة على الاقل سيكون الوضع المادي مشجع للعمل والانتاج والراحة ومن المفيد ان يعيد اتحاد كرة القدم منتخبات المناطق من خلال ايجاد لجنة من الاداريين والمدربين الوطنيين في كل منطقة تبدأ عملها بعد الانتهاء من موسم كرة القدم في الاندية والتفرغ في اختيار الموهوبين وتهيئتهم واعدادهم وفق خطط طويلة المدى من اجل كرة القدم السعودية وعلى اتحاد كرة القدم عدم ادراج واخراج وزارة التربية والتعليم في برامج كرة القدم فكرة القدم المكان المناسب لها هي الاندية ووزارة التربية والتعليم ليست البيئة المتخصصة في كرة القدم وليس من مهماتها ذلك فلديها اهداف ومهمات اخرى وعلينا ان نعترف بان ما تحقق في الماضي للمنتخبات السنية بسبب الدعم المادي الكبير والى ظاهرة تمثيل اللاعبين الناشئين للفريق الاول في انديتهم وهذه الظاهرة انقرضت بعد اهمال الاندية للناشئين.