على رأي المثل الشعبي الدارج، «إذا جيت رايح كثر الفضائح»، فقد كانت المباراة الأخيرة ل «الأخضر السعودي» في نهائيات كأس آسيا ضد اليابان فضيحة بمعنى الكلمة، يجب ألا تمر مرور الكرام، حتى وإن كانت فرصة التأهل إلى الدور الثاني قد تلاشت نهائياً قبل مرور المنتخب السعودي على آخر محطاته، وكنا كمتابعين سعوديين نمني النفس بالظهور المشرف أمام اليابان ومن باب حفظ ماء الوجه، فالخسائر الكارثية محبطة وتشل الشوق الى مشاهدة مباريات تنافسية، إضافة الى انعدام الثقة بالمنتخب في المنافسات المقبلة، وبعض اللاعبين لا يفكر في هذه الأوضاع بل يلعبون بمزاجية وكأنهم في مباريات للحواري أو في الاستراحات بين أصدقائهم، وأمام اليابان كانت الصدمة لنا أكبر من الخروج من النهائيات بعد الخسارة من سورية والأردن، ونؤمن بأن كرة القدم فوز وخسارة، ولكن بعد أن نحاول ونقاتل ونصارع على فرصة الفوز، أما ما حدث أمام اليابان، فهو انهزامية واضحة واستهتار لا مبرر له على الإطلاق، فلقد أعادنا أشباه اللاعبين وأشباه النجوم الى مراحل سابقة نرجو ألا تتكرر. يقول الأمير نواف بن فيصل بن فهد في تصريحات بثت ونشرت أمس: «أمامنا الآن خمسة مدربين على الطاولة، وفي نهاية الأسبوع سنتوصل إلى اسمين فقط نفاضل بينهما، والخمسة كافة من طراز عالمي يليق بالمنتخب السعودي، والمدير نتريث في اختياره». ومشكلاتنا في المنتخبات السعودية ليست تدريبية، لكنها جزء من المشكلات، وعلينا أن نستفيد من الماضي، وألا تكون الكرة السعودية مجرد «محرقة مدربين»، ويجب الآن أن يكون الاختيار دقيقاً ومقنعاً، وإذا تم على هذا النحو يجب أن يأخذ المدرب مع أجهزته الفنية كامل الفرصة ليقدم لنا ما لديه. إن أهم ما في هذا الموضوع أن يكون المنتخب واختيار اللاعبين بعيداً عن الدخلاء والمنظّرين، وألا يسمح لغير المختصين باتخاذ قرارات مصيرية في المنتخب، نقول هذا بعد إشاعة أن بعض مسؤولي الأندية يغرون اللاعبين خلال مفاوضاتهم معهم بإدراجهم ضمن تشكيلة المنتخب، فإذا كانت هذه الإشاعة صحيحة فماذا ننتظر من لاعبين ضموا للمنتخب ضمن شرط ملزم لانتقالهم من نادٍ الى آخر، وشؤون المنتخب وأموره يجب أن يكون عليها «خط أحمر». هذه ناحية، أما الناحية الأخرى، فعلى اتحاد الكرة أن يكون اهتمامه منصباً على القاعدة ضمن برامج واضحة ومحددة يتم فيها إصلاح ما أفسدته الأندية بالركون الى اهتمامات تنصب في تقوية الفريق الأول من خلال شراء عقود اللاعبين أو التعاقد مع لاعبين أجانب، فلم يعد لدينا مهاجمون في المنتخب الأول بسبب تركيز الأندية على التعاقد مع المهاجمين الأجانب، وأن تكون هناك مباريات ومكافآت مغرية لمنافسات الناشئين والشباب توضع لها البرامج المناسبة، وليس من العيب أن نبدأ من جديد، فالمهم أن نلحق بالمتقدمين. يقول الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، ضمن تصريحه سالف الذكر: «قبل فترة قصيرة شاهد بعض الخبراء مستويات اللاعبين السعوديين، وأشادوا بإمكاناتهم ولكنهم تفاجأوا بالمبالغ الضخمة في عقودهم مع أنديتهم، ومن هذا المنطلق سنجتمع بإدارات الأندية لإعادة النظر في أسعار عقود اللاعبين، وصرف تلك الملايين على اللاعب الناشئ، كما ستجبر الأندية مستقبلاً على بناء الأكاديميات في مرحلة تطوير لاحقة»، وهذه واحدة من أهم السياسات التي يجب البدء فيها من الآن وألا يطولها التسويف كما جرى على غيرها، فإن سرعة التنفيذ تكون رسالة واضحة بأن التغيير قادم لا محالة. [email protected]