جاءت رؤية المتابعين والنقاد لحصاد الرياضة السعودي في عام 2010 الذي ابتعد راحلاً مختلفة التفاصيل لكنهم أتفقوا على أمنياتهم بأن يحفل العام الجديد بإنجازات أكبر تتناسب وحجم المملكة في المحافل الدولية، وبتلافي سلبيات ما حدث خلال العام المنصرم. ويبدي رئيس لجنة الإعلام والإحصاء في الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد صادق دياب عدم رضاه عما تحقق من إنجازات للرياضة السعودية، معتبراً أن الميداليات التي حصل عليها أبطال المملكة في المحافل الدولية من خلال ألعاب القوى والفروسية ووصول منتخب المملكة لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم للشباب في كولومبيا غير كاف، ويقول "خرجت أربعة من أنديتنا من دوري أبطال آسيا، ولم يستطع منتخبنا الأول تحقيق كأس بطولة الخليج التي أقيمت في اليمن ولم تؤد منتخبات الطائرة والسلة دورها جيداً، فخرجنا من بوتقة النجاح المقارن بالفشل". وأضاف "قد يكون عام 2010 اختباراً لأنشطة الاتحادات المختلفة ونتائجها، ولهذا أتوقع أن تتم خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجديد عملية إعادة تقييم شامل من قبل المسؤولين لأوضاع الاتحادات المختلفة ونتائجها والعاملين فيها، كما أتوقع ظهور خطة برامجية مميزة لإعادة الروح إلى كثير من الاتحادات وتشكيل الرياضة السعودية بمنحى جديد يتواءم مع المرحلة الحالية ويتفق والنظرة المستقبلية للرياضة السعودية بشكل احترافي". وأبان أن ذلك يتأتى من خلال دراسة الخطة الموضوعة والمتفق عليها لبلورة الألعاب دراسة عميقة ووضع تصورات محددة وبدائل ممكنة للخطة قابلة للتنفيذ، أي أن تكون هناك خطط معقولة"، كما بين أنه لا بد أن يكون هناك وفرة مالية لتغطية الاحتياجات الكبيرة للرياضة الحديثة، وهذا لا يأتي إلا من دعم مباشر من القطاعين العام والخاص. ويتابع "لدى البنوك السعودية قدرة مالية تستطيع من خلالها المساهمة في دعم الأنشطة الرياضية المختلفة للاتحادات في مشاركاتها الخارجية وتحمل تكاليف بعثاتها ومدربيها خدمة للوطن الذي لا يشترط عليها دفع الضريبة كباقي الدول في العالم، فلو اقتطع البنك نسبة من أرباحه بواقع 5% فقط يقدمها للشباب فإنه سيعمل على دعم الرياضة فعلاً وإن كان الوعي بذلك لا يزال ضعيفاً من جهة قطاع المال والأعمال". ويرى قائد فريق نجران لكرة القدم الحسن اليامي أن العام المنصرم لم يكن جيداً سواء على مستوى المنتخب السعودي الأول أو الأندية الكروية، متمنياً أن يكون هذا العام أفضل بإحراز الكرة السعودية كؤوساً جديدة أولها كأس أمم آسيا. وذكر اليامي أن عام 2010 شهد تضرر الأندية السعودية من توقفات الدوري نتيجة مشاركات الأندية والمنتخب السعودي الأول في بطولة خليجية وآسيوية ما أثقل ميزانية الأندية مالياً وأثر على لاعبيها بالسلب فنياً ولياقياً. وشدد اليامي على أهمية وضع آلية للاعب السعودي المحترف من ناحية صرف رواتبه عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب واعتباره موظفاً يستلم راتبه عبر البنك المصرفي في نهاية كل شهر، مما يساعده على ضمان دخله وتنظيم مجريات حياته لأن التأخر في استلام الراتب لشهر أو اثنين يؤدي إلى مديونية اللاعبين من ذوي الدخل المحدود وهذا الوضع لا يمكن اللاعب أيضاً من طلب قرض أو شراء سيارة مثلاً. وختم اليامي الذي بقي لاعباً هاوياً غير محترف أنه يتمنى أن يحترف كل لاعب سعودي لكن هذا لن يحدث إلا إذا ضمن اللاعب حقه المادي وأمن مستقبله الكروي بإقرار نظام احتراف حقيقي. وشدد رئيس القسم الرياضي بصحيفة الحياة الزميل منصور الجبرتي على هذا الجانب بقوله "تحقيق مزيد من الإنجازات السعودية يكون عبر الحصول على الدعم المالي للاتحادات الرياضية، ولا بد أن تعمل وزارة المالية على تخصيص ميزانية أكبر للقطاع الرياضي، فالإنجازات لا تزال غير مرضية على الرغم أننا سبق أن حققنا أفضل منها في أعوام مضت كالوصول أربعة مرات إلى مونديالات كأس العالم على صعيد المنتخب الأول لكرة القدم، كما سبق أن حقق منتخب الناشئين كأس العالم في أسكتلندا، ووصل الأخضر الشاب أخيراً إلى نهائيات كولومبيا، إلا أن هذا يعد قليلاً بالمجمل". بدوره أوضح المحلل الرياضي عبدالرحمن الرومي أنه وفي ظل الإمكانيات التي تجدها الكرة السعودية مادياً وفنياً وبشرياً كانت الطموحات أكبر مما تحقق، وقال "على الرغم من أن المنتخب السعودي شارك في خليجي 20 بالصف الثاني إلا أننا كسعوديين نتفوق على شعوب دول الخليج من ناحية التعداد السكاني ولدينا قدرات مادية كبيرة ولاعبين مميزين، حتى الأندية مثل الهلال والشباب التي وصلت دور الأربعة في دوري أبطال آسيا لم تحقق الكأس وهذا لا نتمناه لأن السعوديين يتربعون على الهرم الآسيوي". وأضاف "عدا أبطال الفروسية والقوى والكاراتيه لم تحرز الألعاب الأخرى أي إنجازات تستحق الذكر أو ترضي الطموح". وواصل "طالما لدينا إمكانيات مادية وبشرية فنحن نحتاج إلى تنظيم إداري في الاتحادات، والأندية السعودية لا بد أن تعاد هيكلة الإدارة فيها، وأركز على وجود الأجانب أيضاً لأنهم يصنعون الفارق، فإذا ما نظرنا إلى فريق سيونجنام الكوري الجنوبي نجد لاعبيه الكولومبي والأسترالي ميزا الفريق عن سواه، لهذا من المهم أن نعرف كيف نختار أجانبنا مستقبلاً ولا نعتمد على مدرب ينتفع بالسمسرة أو إداري غير متمكن بل يجب اللجوء إلى لاعبي النادي القدامى أصحاب الرؤية الفنية الثاقبة". ويستطرد "في الواقع لدينا مشكلة في السعودية نتمنى أن تختفي في العام المقبل وهي التحيز ضد الأندية السعودية من قبل رؤساء الأندية وإدارييها وجماهيرها.