ان الجريمة الشنعاء والاعتداء الأثيم الذي حدث هذا الأسبوع في مدينة الرياض وراح ضحيته عدد من القتلى والجرحى وأثار الرعب والخوف بين المسلمين الآمنين والمقيمين في هذه البلاد انه لعمل شنيع ومخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع الأمة. ولا شك في انه يعتبر ترويعا للمسلمين وإيذاء لهم وعدوانا قال تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم). وقد حرم الإسلام كل الوسائل التي ترعب المسلمين وتروعهم فنهى عن ترويع المسلم لأخيه ولو بالاشارة اليه بالسلاح وكذا قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم ان يروع مسلما) وقال أيضا: (لا يشر أحدكم الى أخيه بالسلاح فانه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من حفر النار). فكل مسلم امتدت يده بالأذى الى عبادالله فآذاهم بلسانه وطعنهم فهو غير جدير بوصف الإسلام لان الإسلام انما هو من السلام والأمان والاستسلام والانقياد. والمؤمن اذا لم يأمنه الناس على أرواحهم ولم تسلم منه أموالهم وبسط يديه بالتخريب والتدمير والقتل والإفساد فهو غير مؤمن صادق فالإسلام ليس كلمة تقال ولا وصف يدعى وانما هو الإيمان والعمل الصالح. ان هذا الاعتداء الآثم والانفجار المروع الذي راح ضحيته عدد من الأنفس المعصومة وعدد من الجرحى يندى له جبين كل مسلم. ولقد بذلت حكومتنا الرشيدة وفقها الله قصارى جهدها لتطويق هذا الحادث ومعالجة آثاره وتعقب الجناة وان هذا الحادث يعتبر غريبا على مجتمعنا الإسلامي الذي يستنكر هذه الحوادث ويشجبها. وان الواجب يقتضي منا التعاون مع السلطة في الإدلاء بأي معلومات توصل الى معرفة الجناة وهذا من التعاون على البر والتقوى. ان هذا العمل الشنيع عمل على نشر الذعر والإرهاب وإزهاق النفوس والأرواح ليس من الإسلام الصحيح في شيء. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا) ان هؤلاء الحاقدين قد فعلوا هذا الفعل وهم راضون مغتبطون فهم اذن ليسوا من الإسلام في شيء وذلك لان الإسلام جاء في تشريعاته بحفظ خمسة أمور هي: الدين والنفس والعقل والنسل والمال. من ادعى الإنصاف بالإسلام واعتدى على أي واحد من هذه الأمور الخمسة فقد اعتدى على الإسلام وشاق الله ورسوله والله تعالى يقول: (ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب). ان هذه الحادثة النكراء اقضت مضاجع العالم والهبت مشاعره وقابلها بالشجب والاستنكار الشديدين وان الواجب على جميع المسلمين من قادة وعلماء ومنظمات وشعوب ان يشجبوا هذا العمل الآثم وان يتصدوا لمثل هذه الأعمال الاجرامية التي تستهدف الإساءة الى المسلمين وان المسلمين ليقدرون الجهود العظيمة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في سبيل الحفاظ على هذا المجتمع واقامة دعائم الأمن والأمان فيه وتطبيق حدود الله على العصاة والمجرمين. ونسأل الله تعالى ان يخذل أعداء الإسلام وان يبطل كيدهم وان يحفظ بلده الأمين وحرم رسوله الكريم وسائر بلاد المسلمين من كل سوء, وان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن انه سميع مجيب. @ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالاحساء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين بالاحساء