مع البدء بعمليات التسويق الضخمة للهواتف الجوالة في جميع أرجاء العالم، بقيت الهواتف المنزلية، بتقنياتها القديمة ومواصفاتها المحدودة وتصميمها البدائي، في المؤخرة. وتحول الهاتف الجوال إلى جهاز متطور وعصري، يعرض شاشة ملونة وودية، دفتر تلفونات، رنات متنوعة، عددًا من الألعاب، مفكرة لقاءات وإمكانيات أخرى. وعلى ضوء هذه الحقيقة، لم تعد الهواتف المنزلية، الثابتة منها واللاسلكية، جذابة، فقد أكل الدهر عليها وشرب. مع ذلك، لم تشأ شركات إنتاج الهواتف، ولاسيما شركات الهواتف غير الجوالة، الجلوس مكتوفة الأيدي وتمكين الهواتف الجوالة من السيطرة على السوق وإخراجها منه. وفي أوروبا، ظهر الحلّ على شكل نظام لاسلكي جديد يحمل اسم "Dect"، وهو اختصار "Digital Enhanced Cordless Telephony" (إرسال هاتفي لاسلكي معزّز رقميًا). الهاتف اللاسلكي الجديد يضاهي الجوال لقد تم تطوير نظام "Dect" خلال الثمانينيات، حيث تم ترخيصه نهائيا من قبل المعهد الأوروبي لمواصفات الاتصالات الهاتفية في عام 1988. وسيجعل هذا النظام من الهواتف اللاسلكية التي نعرفها أجهزة ولى عهدها وفات أوانها، إذ يتميز النظام الجديد بتصاميم عصرية، وإمكانية إرسال بلاغات مكتوبة من الجهاز، ورنات فريدة، وغير ذلك كثير. وليس صدفة أن هذه الميزات تذكرنا بالهاتف الجوال، الذي اعتدنا على حمله طوال اليوم، إذ إن الهدف من توفير كل هذه الإمكانيات هو دفع المستهلكين إلى استخدام الجهاز اللاسلكي بدل الجوال من داخل المنزل أيضا. إضافة إلى كل ما ذكر، يقدم النظام الجديد صوتا على درجة عالية من الجودة والوضوح. فقد تم تصميمه ليوفر لنا هاتفا محمولاً يتمتع بدرجة عالية من جودة الصوت لمسافات طويلة أيضًا، إذ يقوم نظام "Dect" باستغلال مجال الموجات المحميّ، الذي يتراوح بين 1.8-1.9 جيغا هرتس؛ وهكذا، فإن "Dect" أفضل من الجوال في كل ما يتعلق بصفاء الصوت ووضوحه.