ادى اعضاء الحكومة الفلسطينية التي شكلها رئيس الوزراء احمد قريع اليمين امام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس الأربعاء عقب منح المجلس التشريعي ثقته بها، منهيا أزمة استغرقت شهرين منذ استقالة حكومة محمود عباس (أبو مازن).حيث عقد المجلس التشريعي الفلسطيني اجتماعه صباح أمس في مقر عرفات المحاصر في رام الله ومنح الثقة لحكومة أحمد قريع فيما اكد عرفات في كلمته أمام المجلس على حق الاسرائيليين في العيش في أمان، لكن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم رد بأن عرفات قال اشياء كثيرة في الماضي ولم ينفذ واحدا من التزاماته او وعوده التي قطعها على نفسه في السابق. ولوح عرفات بغصن الزيتون لاسرائيل، مرة أخرى، فيما انعقد المجلس التشريعي الفلسطيني للتصويت بالثقة في حكومة جديدة تعتبر عنصرا جوهريا في احياء تحركات تدعمها الولاياتالمتحدة نحو السلام. وقال عرفات الذي ترفض اسرائيل التعامل معه وتتهمه باذكاء نيران العنف ان من حق اسرائيل العيش في أمان الى جانب دولة فلسطينية في المستقبل ودعا الى انهاء دوامة الحرب المدمرة بالمنطقة. وبعد ذلك بقليل منح المجلس التشريعي الفلسطيني الثقة لحكومة رئيس الوزراء أحمد قريع بأغلبية 48 صوتا من أصل 68 عضوا حضروا الجلسة مقابل اعتراض 13 صوتا وامتناع خمسة عن التصويت. وغادر نائبان الجلسة قبل بدء التصويت. والمجلس التشريعي مؤلف من 88 عضوا. وجاء اقتراع الثقة في حكومة جديدة تحل محل حكومة الطوارئ برئاسة قريع التي استمرت ولايتها 30 يوما وانتهت في الرابع من نوفمبر بعد تعهده في كلمة بمحاولة التوصل الى وقف لاطلاق النار مع اسرائيل بعد اكثر من ثلاث سنوات من العنف الاسرائيلي الفلسطيني. لكن احتفاظ عرفات بالسيطرة على الشؤون السياسية والامنية رغم الضغوط الدولية من اجل اجراء اصلاحات ديمقراطية ينظر اليه من جانب الولاياتالمتحدة واسرائيل باعتباره عقبة. وفي مستهل المناقشة البرلمانية التي انتهت بمنح الحكومة الثقة ندد عرفات بالحرب الاجرامية التي تشنها اسرائيل لسحق الانتفاضة المستمرة منذ ثلاث سنوات وبالتوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي كلمته أكد قريع التزامه بوقف العنف وطالب بانهاء ما وصفه فوضى السلاح في الاراضي الفلسطينية كما دعا الى عقد مؤتمر دولي لصياغة تسوية سلمية نهائية. أما عرفات فقال في كلمته انه لا ينكر حق الشعب الاسرائيلي في العيش في أمان جنبا الى جنب مع الشعب الفلسطيني على أرض دولته المستقلة. وأضاف: ان القيادة الفلسطينية تعلن استعدادها الجدي للتفاوض وليس التهرب من التفاوض بالوسائل السلمية لحل القضايا وبالحوار وليس بالقتل والتدمير والاغتيال.. ولتسمعوني للخروج من دوامة هذه الحرب التي لن توفر الآمن لكم ولا لنا ولا توفر السلام الأمن والعادل لنا ولكم ويكفي هذه السنوات الثلاث وكفى لهذه الحرب المدمرة التي لا يمكن أن توفر الامن للشعبين. وتابع عرفات قائلا: تقول حكومة اسرائيل وتروج اشاعات كاذبة اننا لا نريد السلام وأود أن أقول ان شعبنا يعلن أن هذا ليس صحيحا وقوى السلام في اسرائيل تعرف ذلك ونحن اعترفنا بدولة اسرائيل ولن نتراجع. ومن جانبه دعا قريع الى انهاء حالات الفوضى السائدة كجزء لا يتجزأ من تعزيز سيادة القانون وفرض النظام العام. واعني بالفوضى ما ترون وتسمعون .. فوضى السلاح والتنقل به وفوضى تخزين المتفجرات بين المدنيين وكذلك المظاهرات المسلحة واطلاق الرصاص وفوضى البيانات التي تستهدف كوادر وافرادا وقيادات بشكل يسىء لسمعتنا الوطنية. وتابع قريع قائلا: انه يسعى للعمل على الوصول الى وقف شامل ومتبادل لاطلاق النار مع الحكومة الاسرائيلية يستند الى حوار وطني فلسطيني للوصول الى قواسم مشتركة لذلك والتفاوض مع الجانب الاسرائيلي على شروط تحقق تنفيذ خارطة الطريق ووقف الانتهاكات الاسرائيلية وعمليات الاغتيال. وقال قريع مخاطبا الاسرائيليين انني امد يدي لكم بصدق لنبدأ العمل الجاد والسريع لوقف متبادل لاطلاق النار من اجل حقن الدماء ووقف العنف. وحث الحكومة الاسرائيلية على سحب قواتها من المدن الفلسطينية. ودعا الى العمل مع اللجنة الرباعية من أجل وضع جدول زمني ملزم للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتنفيذ الالتزامات المتبادلة المترتبة عليهما في المرحلة الاولى من خطة خارطة الطريق. كما دعا اللجنة للاشراف على مؤتمر دولي سعيا لانهاء الصراع. ورفض سيلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي حديث عرفات بشأن عيش اسرئيل في امان وقال: انه كلام يفتقر الى الصدق. الا انه ابدى ترحيبا متحفظا بحكومة قريع وأضاف زاعما نتطلع كي نرى ما اذا كانت الحكومة الفلسطينية الجديدة تتحرك نحو السلام. واذا كانوا جادين تجاه ذلك فسيجدوننا شريكا في السلام. وقال دوري جولد مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون: لا يمكن لاحد أن يمسك بغصن زيتون في يد وبقنبلة موقوتة في اليد الاخرى. لقطة لأعضاء الحكومة الفلسطينية