تستعر المعركة بين الشركات العملاقة لمحركات البحث على شبكة الانترنت للفوز بالحصص الرئيسية من سوق الاعلانات المربحة عبر الشبكة العالمية. وضاعفت الشركات الثلاث الكبرى "ياهو" و"اميركا اون لاين" و"ام اس ان.كوم" جهودها لتطوير خدمات البحث الخاصة بها عبر شبكة الانترنت واخذ حصص من السوق التي تسيطر عليها من دون منازع "غوغل". وتأتي هذه الجهود في وقت تستعد فيه "غوغل" لدخول عالم البورصة مما قد يدر عليها حوالي ملياري دولار اضافية، الامر الذي لا تنظر اليه الشركات المنافسة لها بعين الرضا. ويرى محللون ان سوق الاعلانات على شبكة الانترنت قد تدر حوالي سبعة مليارات دولار سنويا بعد اربع سنوات من الان بالاستناد الى حوالي 500 مليون عملية بحث بشكل وسطي في اليوم عبر الشبكة العالمية. ومنذ سنتين فقط بدأت الابحاث العامة التي تتم على شبكة الانترنت عبر محركات بحث مثل "غوغل" او "ياهو" توجه المستخدمين ايضا الى مواقع دعائية مثل سلسلة مطاعم وفنادق ومحلات متخصصة. وعند البدء بعملية بحث حول موضوع "المطبخ الصيني" على سبيل المثال، لن يحصل المستخدم على اتصال بمواقع حول تاريخ المطبخ الصيني فحسب بل ايضا على وصفات وعنوانين مطاعم متخصصة ومتاجر تبيع كل ما يدخل في الطبخ الصيني او معدات تستخدم في الطهو. ويرحب المعلنون بهذا النظام لان اعلانهم يصل الى جمهور معين يسعون الى لفت انتباهه ولا يدفعون الا عندما ينقر المستخدم على رسالتهم الاعلانية. وعند كل استشارة للاعلان يدفع المعلن بين 15 سنتا و50 دولارا للشركة المشغلة لمحرك البحث. وفي مواجهة النجاح اللافت الذي حققته "غوغل" اخر القادمين على الساحة في السنوات الخمس الاخيرة، استخدمت الشركات الثلاث الكبرى مئات المهندسين لتحديث تقنياتها في هذا المجال وانفقت مبالغ طائلة لمواجهة التحدي. في هذا الاطار اشترت "ياهو" في يوليو شركة "اوفيرتشور سيرفيسيز" وهي خدمة للابحاث التجارية على انترنت بحوالى 1.5 مليار دولار.