السابحون في مستنقعات أوهامهم بتلك الصورة البشعة التي ظهرت في العمل الإرهابي الإجرامي الأخير بالرياض فان أولئك الخارجين عن الدين والاعراف والقوانين والاخلاق طرحوا أمام العالم بأسره رغبتهم المجنونة والمنحرفة في قتل الأطفال والنساء لمجرد القتل, وهو هدف شرير من أهم أهداف الإرهابيين, الساعين في الأرض خرابا وفسادا, وليس ثمة أسباب وجيهة تدفع الى هذا الإجرام سوى الاحقاد الغائرة في نفوس تلك الفئة الضالة ومن دفعها لارتكاب هذا العمل المشين وغيره من الأعمال الإجرامية التي تؤكد من جديد ان أولئك الضالين وضعوا أنفسهم في دائرة رفض المجتمع لهم ولأساليبهم الوحشية تلك. فليس من الإنسانية في شيء تدمير الدور على رؤوس ساكنيها, وترويع الآمنين وتخويفهم, وليس من الدين والعرف والخلق السوي قتل النفوس البريئة لتمرير أفكار منحرفة مرفوضة بشتى صورها وأشكالها وأهدافها الإرهابية من العالم كله, وجريمة الرياض الأخيرة سوف تضاف الى جرائم سابقة حدثت في هذه الديار الآمنة المسالمة لتشكل إدانة جديدة من الإدانات ضد تلك الفئات الهائمة في مستنقعات أوهامها والخارجة عن تعاليم العقيدة الإسلامية السمحة التي تحرم قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق, وتحرم ترويع الآمنين والسعي في خراب الأرض وإفسادها فتلك أفاعيل ليست متناقضة مع أصل العقيدة الإسلامية فحسب, ولكنها متناقضة مع المبادىء الإنسانية والأعراف والقيم والقوانين المتعارف عليها بين كافة المجتمعات البشرية, فأفاعيل تلك الفئة الضالة خارجة عن كل دين وعرف, وخارجة عن ثوابت المجتمع السعودي وتقاليده المرعية, وهي افاعيل شاذة لزمرة فاسدة سيطرت على عقولها حالات من الانحراف والمرض وازاء ذلك فان ملاحقة أولئك المجرمين وملاحقة رموزهم هي من أولويات ولاة الأمر في هذا الوطن لما لتلك الظاهرة من شرور وأخطار وخيمة عليه وعلى مواطنيه. والمجتمع بأسره مطالب بمحاصرة تلك الآفة واحتوائها فالجميع مستهدفون وهم بالتالي مطالبون بمواجهة تلك الظاهرة الخبيثة واجتثاثها من جذورها.