القول ان ظاهرة الارهاب لا تنشأ الا في الدول النامية، او دول العالم الثالث، كما صنفتها الدول الصناعية الكبرى، بسبب غياب الديمقراطية بين ربوعها، وعدم تشبعها بالتنمية الاجتماعية، هو قول يجانبه الصواب بدليل ان اضخم العمليات الارهابية حدثت في واقع الامر في دول صناعية متقدمة، واشهرها العملية الارهابية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، وهي دولة ديمقراطية ذات اكتمال تنموي اجتماعي مشهود، فمسألة ظهور هذه الظاهرة لا علاقة لها بهذا القول تحديدا، بل هي تيار تغذى بمفاهيم خاطئة لا علاقة لها بروح الاسلام، بل لا علاقة لها بروح الاعراف والاخلاق والانسانية، يقوم احد مساراتها على فلسفة الموت واقترانه بتطهير المجتمعات من الفساد، وهو مسار اخذ يتنامى في الشرق والغرب بين الشباب المراهقين، وهم فئة لينة ومطواعة من السهل تشكيلها وتعبئتها بافكار متطرفة ومنحرفة، وليس الاقدام على الموت وحده احد اساليبها وانما ثمة طرائق متعددة كقتل الآمنين المسالمين، وهدم المنشآت واحراق الدور، وسواها من الطرق الارهابية التي يراد من ورائها تمرير اهداف تلك الظاهرة الشريرة. والمملكة واحدة من الدول المستهدفة من قبل اصحاب تلك الظاهرة الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم، وجريمة الاثنين الفائت بالرياض لم تكن الاولى من نوعها فقد تعرضت المملكة لعمليات ارهابية متعددة في عدد من مدنها الكبرى لاسباب غير عقلانية او منطقية مازالت تعشش في ادمغة اولئك الارهابيين، فهي تارة بدعوى انتقاد السلوك الديني الذي تنتهجه المملكة، وتارة بدعوى تواجد الجاليات الاجنبية فيها لاسيما الامريكية تحديدا، وتارة بدعوى ان المجتمع السعودي لا ينتمي الى الاسلام، الا اذا اعيد تشكيله من جديد، وفقا لافكار اولئك الارهابيين، وتلك ذرائع واهية يريد منها اصحابها الافساد في الارض ونشر الفوضى والدمار والخراب، وما جزاء اولئك الا القصاص منهم وفقا لمعطيات تعاليم العقيدة الاسلامية السمحة التي تنبذ قتل الابرياء وهدم المنشآت وبث الرعب والفزع في نفوس الآمنين، وتدعو الى نشر الأمن والعدل والاستقرار بين كافة المجتمعات البشرية.