حولت طاقة الرياح سكان قرية هندية الى أكثر سكان المناطق الريفية ثراء في الهند، حيث تغيرت حياتهم بصورة كاملة في السنوات العشر التي تلت اقامة اول طاحونة هواء عملاقة منتجة للطاقة. فقد ارتفع الدخل وتوفرت آلاف من فرص العمل الجديدة بعد ان تدفق منتجو طاقة الرياح على القرية، التي أصبحت مركزا لبرنامج يتكلف 2 مليار دولار للطاقة النظيفة في الهند، خامس أكبر منتج لطاقة الرياح في العالم. وفي (موباندال)، وهي منطقة جبلية تهب عليها الرياح من بحر العرب ارتفع سعر الأرض لإقامة طواحين الهواء عليها الي 300 ألف روبية أي ما يعادل نحو 6600 دولار، بعد ان كانت 40 ألفا في اوائل التسعينات. وبرغم أن الكهرباء المولدة بفعل الرياح أكثر تكلفة من الغاز والطاقة الحرارية او الطاقة المائية، إلا أن الدعم الذي تقدمه الحكومة تجعل الأسعار مغرية. كما ساعد الدعم الحكومي والسوق الذي يحتاج بشدة الي الطاقة على اجتذاب مؤسسات اجنبية مثل (ان.اي.جي ميكون الدنمركية)، وهي ثالث اكبر مصنع في العالم للتوربينات، ومؤسسة (نوردكس الالمانية) و(انيركون الخاصة) وو(حدة الطاقة في جنرال اليكتريك). ويصل إجمالي ما تنتجه الهند نحو 100 الف ميغاوات من الطاقة الكهربائية اي ما يقل بنحو 12% من اجمالي الطلب. فيما تولد موباندال وغيرها من المناطق في ولاية تاميل نادو بجنوب الهند نحو نصف طاقة الرياح التي تنتجها الهند والتي تبلغ 2000 ميغاوات أي ما يوازي 2% من اجمالي انتاج الطاقة في الهند. وتسعى الحكومة لتوسيع هذا القطاع باضافة 5000 ميغاوات من طاقة الرياح بحلول عام 2012، إذ تشكل الطاقة النظيفة مثل الرياح والغاز العضوي والطاقة الشمسية خيارا جذابا للهند التي تستورد 70% من احتياجاتها من النفط الخام بتكلفة تتجاوز 17 مليار دولار سنويا.