واشنطن - «نشرة واشنطن» - أشارت دراسة حديثة أجرتها «مؤسسة تمويل الطاقة الجديدة» الأميركية، إلى أن تكاليف توليد طاقة من الرياح في المناطق المحاذية للشواطئ، باتت مساوية لتكاليف الطاقة المولَّدة بالفحم الحجري في الولاياتالمتحدة وعدد من البلدان الأخرى. وفي ظل تشجيع الحكومة الأميركية على تطوير طاقة الرياح، شدد الرئيس باراك أوباما على ضرورة أن تصل نسبة الطاقة المستهلَكة في الولاياتالمتحدة من مصادر لا تنبعث منها غازات مسبِّبة للاحتباس الحراري إلى 80 في المئة بحلول عام 2035. ويُذكر أن الولاياتالمتحدة تولِّد ما نسبته 11 في المئة من الكهرباء من مصادر متجددة حالياً. وانخفضت تكلفة إنتاج الكهرباء بواسطة الرياح إلى 68 دولاراً للميغاوات، نتيجة لزيادة المبيعات وتعزيز كفاءة توربينات الرياح وبروز فائض في إنتاج المعدات اللازمة، في وقت بلغ فيه سعر إنتاج الكهرباء بواسطة الفحم الحجري 67 دولاراً للميغاوات، بحسب أحدث تحليلات للسوق من خدمة «بلومبرغ». ولا تزال الكهرباء المولدة في معامل تستهلك الغاز الطبيعي أقلَّ تكلفة في صورة ملحوظة، وذلك بسعر 56 دولاراً للميغاوات. وقال المدير التنفيذي لتمويل الطاقة الجديدة مايكل ليبرايتش ل «بلومبرغ»: «ستشكل الرياح منافساً قوياً للطاقة، ففي السنوات القليلة الماضية ارتفعت تكاليف توربينات الهواء نتيجة لزيادة الطلب وارتفاع ثمن الحديد الصلب، لكن مصنّعي التوربينات بادروا إلى خفض التكاليف، ما شكل دليلاً على رخص ثمن طاقة الرياح عندما تُستعمل الطاقة الفائضة في حلقة الإمدادات». وفي وقت تزيد فيه تكاليف مجمعات توربينات الرياح على السواحل بنسبة 50 في المئة عن تكاليف توليد طاقة الرياح على اليابسة، طبقاً لتقرير حديث لشركة «إس بي آي إنرجي»، التي ترصد أسعار الطاقة المتجددة في الأسواق، تولِّد الأولى طاقة أكبر، ما يساهم في تعويض نفقات الاستثمار الأوّلي. وعام 2010، مهّدت الولاياتالمتحدة الطريق أمام أول مشروع كبير لتوليد الطاقة من الرياح وذلك قبالة ساحل ولاية ماساتشوستس في شمال شرقي البلاد، وتأمل بنشر توربينات بطاقة 10 غيغاوات من رياح البحر بحلول عام 2020 و54 غيغاوات عام 2050. ومنحت وزارة الداخلية موافقات سريعة لمشاريع في ولايات تطل على المحيط الأطلسي، ويمكن أن تعرض على مطورين مناطق للتأجير قبل نهاية عام 2011. وبهدف دعم هذه المشاريع، أعلنت وزارة الطاقة عن تمويل جديد بنحو 50.5 مليون دولار مخصص لتصميم توربينات تعمل بالرياح وتحديد العوائق في وجه تسويق الطاقة المولدة من الرياح. وقدمت الحكومة أخيراً 1.3 بليون دولار كضمانات قروض لأكبر مجمع لتوربينات الرياح في العالم سيقام في شرق ولاية أوريغون شمال غربي البلاد. وعلى رغم تباطؤ معدل نمو مرافق الرياح الأميركية في 2010، لا تزال الصناعة في طور التوسع، نتيجة لمزايا ضريبية تقدمها الحكومة الفيديرالية، تجعل من الطاقة المتجددة أكثر تنافسية من مصادر أخرى، مثل الفحم. وتُرجم هذا التشجيع بوجود محطات تجارية للطاقة المولدة من الرياح في 37 ولاية، بحسب ما أفاد «الاتحاد الأميركي لطاقة الرياح». وتتصدر أيوا هذه الولايات، فهي تستمد 20 في المئة من طاقتها من الرياح. وتمَّ بناء أو توسيع 400 مصنع لإنتاج معدات طاقة الرياح في السنوات الخمس الأخيرة، بحسب المديرة التنفيذية للاتحاد دنيز بود، التي أضافت: «سنجعل الطاقة الكهربائية المنتَجة محلياً أرخص ثمناً في السنوات المقبلة».