ويبقى الأمن في بلادنا تاجاً عزيزاً يرصع جبين هذا الوطن، حامياً بعد الله من سوء الأشرار ومكر الأعداء وخبث من تشبعوا بالغواية والضلال.. وفداءً بأغلى ما يمتلكه المرء دماً يسيلُ ليروي قدسية الأرض بطهر الدم. وإذا كانت قمة الهرم الأمني يعتليها رجلٌ مثل نايف بن عبد العزيز، لم يدخر وسعا في تأمين الطمأنينة والاستقرار لكل من تطأ قدمه أرض هذا الوطن أو يقيم عليها، فمن حق هذه الأرض علينا أن نكون أكثر تمسكا والتفافا وإيمانا خاصة في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا. فالإرهاب.. مثل طيور الخفافيش، لا يعرف وطنا أو دينا أو جنسا أو لونا، ولا يؤمن سوى بتعاليم الشيطان حين يوسوس بالغواية والخيانة ويستحل ما حرم الله وما نهى. لم يردع هؤلاء المجرمين والقتلة، أننا في شهر حرام وفي بلد حرام.. ليمارسوا خستهم، ويحاولوا أن يتمسحوا بالدين الذي هو منهم براء، وإلا فما المبرر لعمل إجرامي مثل الذي يقومون به.. وفي أقدس الشهور الإسلامية وفي أطهر بقاع الأرض كلها؟ كيف يستطيع هؤلاء أن يدعوا بأنهم يصومون نهارا ليمارسوا طقوس القتل ليلا..؟ هل سولت لهم شياطينهم بأن الأضحية تحولت إلى الانتقام من أنفس حرم الله قتلها إلا بالحق؟ أم أنهم يريدون التقرب إلى الله بدمائنا؟ كيف يستطيعون أن يدعوا بأنهم يقفون أمام الله وأيديهم ملطخة بالدماء البريئة، ولمصلحة من؟ هل يقاومون الكفار في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والرياض؟ @@@ نعرف أن المعركة مستمرة، بيننا كمجتمع بالكامل وبين هؤلاء الإرهابيين لاجتثاث جذور الشر من بلادنا، معركة لا يتحملها فقط رجال الأمن الشجعان الذين أثبتوا أنهم درع الوطن الكبير، وأنهم حماته وسدنة الدفاع عن ترابه ووحدته وكرامته. معركة يجب أن نقوم فيها جميعا مواطنين ومسئولين، رجالا ونساء، أطفالا ورجالا، شبابا وعجائز بدور يسمو فوق الكلام وينتقل إلى حيز الفعل المقاوم بالحجة والمنطق والعقل، وهذا دورنا جميعا. (مراقب)