خفافيش الظلام التي تعمل في الخفاء، وفي عتمة الليل البهيم، آن لها أن ترحل من بيننا، فليس لها مقام في ديارنا.. كفانا ما جاءنا منها من جور، وظلم، وغش، وخداع، وزيف، وخيانة. أحداث مؤسفة تتكرر في كل يوم من ظهور بوادر تنبئ عن أن هناك مَن يعيش بيننا، ولا يراعي حق الله تعالى في الأمانة التي اؤتمن عليها.. زخات المطر نحلم بها، وننتظرها بشغف وشوق كبير جدًّا، ولكن ما إن تهطل الأمطار على مدينة من مدننا سواء الكبيرة أو الصغيرة إلاّ وتنجلي لنا حقائق كانت خافية عن أعيننا، ولكن عين الله لا تنام، ولا تخفى عليه خافية. ألا يعلم هؤلاء المؤتمون على مشاريع البلاد، والتي قدرت لها مليارات الريالات أنه مهما حاولوا من المداراة والتزيين الخارجي لتلك المشاريع، لابد وأن يأتي اليوم الذي تفضح فيه سيئات أعمالهم، وتظهر الحقيقة الكامنة في أعماق الأرض؟ ولكنها ستظهر لا محالة. بورك لنا في ولي أمرنا، الذي لا يفتأ يكرر دومًا أن أرواح المواطنين ومصالحهم هي نصب عينيه، وجل اهتمامه، وأنه سيضرب بيد من حديد على هامة الجور والظلم والفساد، ولن يأخذه في ذلك لومة لائم. ها هي تحقيقات أحداث جدة المؤلمة ترفع للمقام السامي الكريم، ويصدر في حقها إحالتها للادّعاء العام والتحقيق لينال كل ظالم وفاسد جزاءه، وجراء ما اقترفت يداه. إلى كل ظالم ومقصر وخائن: اتقِ الله فيما بين يديك من أمانة مهما طال الزمان، وغابت أعين البشر عنك، وعن جرائمك وتجاوزاتك، فإن الله عليك رقيب حسيب، فاتقه يجعل لك مخرجًا. إلى كل نفس أمّارة بالسوء: احذري من غواية الشيطان. فالمال الحرام، والدم الحرام، والكسب الحرام لا يجر إلى خير أبدًا، فلا بركة تُرجى لا في مال، ولا ذرية، ولا عافية من مال حرام، ثم الى الله تُرد الأمور، والعاقبة لن تسر أبدًا.. فعلام نبيع الآخرة بعرض من الدنيا رخيص؟!!