تساؤلات عدة تطرح أمام الممثلين والمنتجين والمخرجين والمشاركين في الأعمال عن السر الخفي في سرقة وقت الصائمين بهذه الثورة من المسلسلات المتلاحقة على مدى ثماني عشرة ساعة تقريبا باستثناء الأخبار وبعض البرامج في وقت تشد فيه المئزر ويخصص معظمه للعبادة والإكثار من الطاعات. (اليوم) تفتح هذا الملف متناولة ابعاده الأخلاقية ومدى تأثير هذه المسلسلات على الأبناء بصفة عامة وفي الشهر الكريم بصفة خاصة وأبعاده الدينية في انتقاص هذه المسلسلات من وقت وأجر المتابع الصائم وأخيرا أبعاده الفنية وجودة العمل المقدم. الحكم ويقول الدكتور مبارك الخالدي من جامعة الملك فيصل: لست وصيا على الآخرين لتحديد ما يرونه او ما لا يرونه ومن وجهة نظر خاصة ولا يمكن ان انصب نفسي حكما على الآخرين. مضيفا: انه لا يمكن الحكم على جميع المسلسلات من ناحية نوعية وبحكم انني لم أر كثيرا منها ولكن سأركز على الخليجية ومستوها الفني خلال السنوات السابقة. تبسيط الواقع حيث يرى الخالدي ان هناك نوعا من التشابه مع ثبات الوجوه والمستوى وتكرار القضايا والنزوع الى البكائية وتبسيط الواقع وتعقيداته فجوانب الخير والشر في الحياة ليست واضحة بالشكل الذي جاء في المسلسلات بل فيها أمور متشابهة بل انها تنفي وجود الخير والشر في النفس الواحدة. وتساءل الخالدي الى متى سنبقى نعالج قضايانا ولا نقبل مشاكلنا إلا بالضك والكوميديا وكأن التفريغ او التنفيس هو الحل. التجديد ويشير الدكتور مبارك الى ضرورة التجديد فيما يطرح من ناحية الجدية والإبداع في الأداء وتناول قضايا غير مطروقة على ان يتناغم مستواها مع القدرات الإخراجية والتي وقعت بدورها في جانب التكرار. التقويم الأخلاقي ويرى الناقد المسرحي أثير السادة ان الاسراف كما لحق طاولة الطعام فقد كان في شاشات التليفزيون ضمن معادلة يمكن ان تجيب عن كثير من التساؤلات. مشيرا الى ان وجود الجيد والردىء وما يستحق المشاهدة بعيدا عن التقويم الأخلاقي. وأكد السادة على ان هذا الاسراف لا يمكن تجاوزه من خلال قرار او كلمة من مخرج او شاشة فضائية, وانما هو بحاجة الى تغيير سلوك عام في المجتمعات العربية. تشويه الصورة ويرى فهد لاحق ان المسلسلات وخاصة الخليجية لم تنقل الحقائق بل عمدت الى المبالغة وتشويه صورة المجتمع فضلا عن كونها تأتي في أوقات غير مناسبة على الإطلاق لانها أوقات عبادة. فرصة ذهبية ودعا عبدالمنعم احمد حجر الى ايجاد ابرامج النافعة من الحوارات المفتوحة وكذلك البراج الوثائقية بدلا من السلوكيات السيئة والتركيز على المرأة وإغراءات الشباب من خلال إبراز مفاتنها في وقت يعد من الفرص الذهبية في حياة الإنسان للتقرب لله سبحانه. ورأى حجر ان ما يعرض من برامج مكررة في طريقتها وأسلوبها والممثلين المشتركين فيها حتى ملها المشاهد بقناعة عدم جدواها ومحاكاتها لهمومه الخاصة او حتى العامة. المحذور الشرعي يقول معلم التربية الإسلامية خالد العقيل انه لا تجوز مشاهدة المسلسلات التليفزيونية اذا حوت العنصر النسائي المتبرج او الامور المحذورة شرعا كالاستهزاء بالدين او التشبه بالغرب او بالنساء التي وردت فيها لعنة النبي عليه الصلاة والسلام بمن يقوم بذلك. خطف الأبصار ويضيف العقيل ان المسلمين يعدون هذا الشهر موسما للعبادة والطاعة والتقرب الى الله بينما يعده أصحاب المسلسلات موسما للانتاج وخطف اوقات الناس وأبصارهم للمكوث خلف هذا الجهاز. الكل مسؤول ويرى العقيل ان المخرج من هذا الموقف ان يقوم كل مسؤول بدوره فوزارة الثقافة والإعلام مسؤولة فيما يبث في اختصاصها ورب الأسرة مسؤول في توفير جو الإغراء لأبنائه والشخص نفسه مسؤول في متابعة ما أحل الله وقضاء وقته وفق ما أمر. مجالس المعصية ويقول العقيل: لقد كان السلف يذهبون الى مجالس العلم في رمضان فحري بنا ان نترك نحن (مجالس المعصية) الأقل في رمضان. قدوة سيئة ويؤكد رئيس قسم الارشاد الطلابي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية للبنين ابراهيم الصيخان. ان القنوات الفضائية ليست هي التي تربي أبناءنا فهي تتبارى في غالبها على الخروج على الجانب الشرعي بما تقدمه من قدوة سيئة وسلوكيات منحرفة خارجة عن إطار الأدب والشرع. صوم القنوات ويقول الصيخان ان رمضان شهر خلوة للعبادة والتقرب الى الله والعجيب ان الناس يفطرون احد عشر شهرا ويصومون شهرا واحدا بينما القنوات الفضائية تصوم أحد عشر شهرا وتفطر في رمضان متناسية قدسية هذا الشهر وما أعده الله للصائمين والقائمين. ويضيف الصيخان ان الأبناء زينة الحياة وفتنتها وعلى الوالدين تقع مسؤولية التربية والأدب ولا ينفع الندم بعد ان تركنا المجال لهذه الفضائيات تتخطف أبناءنا من بين أيدينا. سلطة الأسرة وركز الصيخان على دور الآباء في تربية أبنائهم فهم الذين يحضرون لهم أجهزة الاستقبال ويتركون المجال مفتوحا على مصراعيه ليسشاهد الأبناء كيفما يشاؤون لتسري في أعماقهم عادات وتقاليد وسلوكيات نبكي فيما بعد على وجودها بسبب اغفال سلطة الأسرة ووجود الأب الاتكالي. السلوكيات المنحرفة واقترح الصيخان حلا مناسبا كمنطقة وسطى بين المنع والمشاهدة استخدام أجهزة الفيديو التي يستطيع الأب من خلالها تغذية ابنائه بما يشاء ووفق منظوره. مشيرا الى ان وجود مجتمعات في وقتنا لا تعرف جهاز التليفزيون والأسرة تقبلت ذلك وعاشت كاملة متزنة فرحت بزينتها ولم تمكن للسلوكيات المنحرفة الوصول الى أبنائها. أين البرامج الإسلامية؟