طالب سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بصيانة صيامهم من كل ما يؤذيهم ويجرح صيامهم، وان يتركوا مشتهيات النفس، وان يحفظوا ابصارهم والسنتهم من كل ما يؤذي، فلا يقول الصائم الا صدقا، ويتجنّب الكذب وقول الزّور والغيبة والنميمة وذكْر الناس بما يكرهون، وحذّر سماحته من التعرض للفضائيات التي وصفها ب "المجرمة" و"المسلسلات الهابطة" التي تنال من العقيدة والقيم والاخلاق، وقال: على المسلم ان يُعرِض عن مشاهدة هذه القنوات المفسدة للصيام، وما تنشره من اشياء تهدم القيم والدين. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحته في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم، والتي خصصها عن فضل الصيام وكيفية حفاظ المسلم على صيامه، وقال: لم يشرع الصوم لامتحان المسلم في قدرته على تحمّل الجوع والعطش، ولكنه شرع لتحقيق التقوى في القلوب والطمأنينة في النفوس، مضيفا أن الصوم من أجلّ العبادات، وأشرف القربات، وطاعة مباركة لتزكية النفوس، وحماية الجوارح من الفتن،وان له فوائد عظيمة وفضائل كبيرة، ومن رحمة الله بنا ان شرع لنا الصيام وجعل جزاءه لله عزّ وجل ' "كل عمل المسلم له الا الصوم فهو لي وأنا أجزي به". وأكد المفتي العام على ضرورة ان يصدق المسلم في صومه، ويتقي الله عز وجل في جوارحه وسلوكياته وتصرفاته، وما يصدر عنه وهو صائم من كلمات او تصرفات، فهو أُمر أن يترك مشتهيات النفس التي أحلها له الله من طعام وشراب وجماع، وأحلها لهم في اوقات الافطار، مؤكدا ان ثواب الصائمين عظيم، وهو اضعاف مضاعفة لا يعرفها الا الله لعِظمِها، مشيرا الى ان الصيام يحتاج الى قوة يقين وقوة اخلاص ويقين، تجعل هذا العمل اليسير يحتل مرتبة رفيعة، وقال المفتي العام : إن للصائم فرحتان، فرحة عند افطاره باستكمال صيامه، وفرحة اعطاء النفس مشتهياتها، وان المسلم يفرح بلقاء ربه وهو يرى اثر صيامه وثوابه وهو يلاقيه عزّ وجل. وأكد سماحة المفتي العام على ضرورة أن يظهر الصيام على سلوكيات المسلم العملية، فلا يسخر ولا يغتاب ولا يذكر أحدا بسوء، وأن يكون صومه حاجزا وواقيًا له من الذنوب والمعاصي، ومن كافة الشرور والآثام، فالمسلم عليه تجنب الاقوال الهابطة والساقطة، ولا يسخر ولا يغضب، ولا يخوض مع السفهاء ولا مع الجهلة، وإن اعتدي عليه بقول أو لفظ عليه أن يقول: "إني صائم"، وان الصوم يحتجزني أن أرد على من سبّني أو تطاول علي مع قدرتي على ذلك. وقال المفتي العام: إن الصائم يجب ان يكون صادقا، وان يضبط جوارحه فيمنع قلبه من الغلّ والحسد والبغضاء، ويصون لسانه من الغيبة والحسد والبهتان، ولا يحتقر مسلما، ولا يتقوّل على احد الا بالحق، ويتجنب الكذب وشهادة الزور،وصون سمعه وبصره من كل ما يؤدي للحرام. وحذّر المفتي العام من مشاهدة المشاهد القبيحة، التي تبث على الشاشات الاجرامية، التي ربما تنشر اشياء تهدم القيم، مضيفا ان هذه الفضائيات المجرمة بما تبثه من مسلسلات هابطة تنال من العقيدة وتسخر من الدين، قد يكون من يملكها ينتسبون للاسلام، ولن يعفيهم ذلك من الأوزار التي يقترفونها بما يبث عبر قنواتهم من مسلسلات وبرامج هابطة، فهم مساءلون عن ذلك الى يوم الدين. وأكد سماحته على ان يكون المال من كسب حلال ولا يكون الجري وراء المال بهذه البرامج الهابطة المعادية للقيم والعقيدة والفضائل، وحذّر سماحته من الأعمال التي تفسد الصيام، وأن يتحرّى الصائم دخول موعد الافطار والامساك، ولا يهمل في ذلك فيفسد صيامه، مضيفا ان هناك وسائل كثيرة لضبط الوقت ويجب عدم اهمالها، وكذلك هناك من يقع في كبائر ويفسد صومه بجماع زوجته في نهار رمضان فهذا من كبائر الذنوب وعلى من يقع في ذلك ان يتوب ويستغفر الله ويؤدي الكفارة المغلظة وهي صيام شهرين متتابعين كما تناول سماحته بعض الاحكام الخاصة بالمرأة من حيض ونفاس في رمضان. المدينة