تدافعت الايدي لتسليم جوازات السفر القديمة المهترئة الى مسؤولي الجوازات فيما بدأ العراقيون باستلام وثائق جديدة تمكنهم من السفر في اعقاب انهيار نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.. إلا ان هناك عيبا كبيرا في تلك الجوازات وهو ان معظم البلدان لا تعترف بها ولا تسمح لحامليها بدخول اراضيها. وتغلق سوريا والاردن حدودهما أمام العراقيين وتمتنع معظم البلدان الاخرى عن اصدار تأشيرات دخول للعراقيين منذ سقوط نظام صدام حسين في 9 نيسان/ابريل الماضي. وقال احمد مصطفى اخصائي امراض القلب اثناء انتظاره امام مكتب الجوازات انني اعيش في شبه سجن منذ 25 عاما. والآن اريد الخروج والتنفس لفترة قصيرة. واضاف لم يكن يسمح لي بالسفر دون تصاريح كان من شبه المستحيل للاطباء الحصول عليها تماما مثل ملايين افراد الجيش والاجهزة الامنية والمهندسين واساتذة الجامعات والمحامين وأي شخص يتمتع بتعليم عال.. ويواجه موظفو الجوازات مشكلة كبيرة في التعامل مع الاعداد الغفيرة التي تدفقت على مكاتبهم وسط بغداد. وقال العقيد رعد شاكر محمود نائب مدير عام دائرة التجنيس والجوازات ان لدينا عمل يفوق قدراتنا لوجود دائرة واحدة فقط فيها 72 موظفا يعملون على خدمة ما يزيد عن خمسة ملايين شخص في بغداد.. ويضيف ان العديد من العراقيين يرغبون في السفر الآن لانه اصبح باستطاعتهم ذلك وبالاضافة الى ذلك هناك العديد ممن يرغبون في السفر الى مكة لاداء العمرة خاصة في شهر رمضان. ويوضح ان المحافظات الاخرى لا تقوم الآن سوى بتجديد الجوازات المنتهية مدتها لانه ولاسباب امنيه لم نسلم وثائق سفر الى المناطق الاخرى.. وتنتهي مدة صلاحية الوثيقة بعد ستة اشهر فقط وتصلح للسفر مرة واحدة وتنتهي صلاحيتها اذا لم يتم استخدامها خلال شهر. وتحمل الوثيقة المكونة من صفحة واحدة رقما تسلسليا وعلى رأسها عبارة (مجلس الحكم الانتقالي) وممهورة بختم المجلس وختم وزارة الداخلية العراقية، وتحتوي الوثيقة على عبارة (في الوقت الحاضر لا يمتلك العراق القدرة على اصدار وثائق السفر المعتادة). واشتكت امرأة تدعى كاترين تنتظر الحصول على اوراق السفر من ان صدام حسين فرض نظاما يمنع النساء من السفر دون محرم اي زوج او احد اقارب المرأة من الذكور. واضافت ان هذا القانون ينطبق على الجميع حتى علينا نحن المسيحيين. وتوافقها الرأي صديقتها التي ترتدي الحجاب فاطمة احمد اذ تقول ان ذلك القانون دفع بي الى الجنون لانني كنت ارملة وشقيقي الوحيد لم يكن بامكانه السفر لانه في الجيش ووالدي كان شبه مشلول بعد اصابته بجلطة دماغية. اما رجل الاعمال مصطفى كامل فلديه مشكلة اخرى يبدو من المستحيل حلها ويقول العام الماضي اضطررنا الى اللجوء الى طرق غير شرعية وندفع لاحد الاشخاص ليساعدنا على الفرار من العراق. وعدت الى العراق بعد الحرب الا ان زوجتي وابني ما زالا لاجئين في السويد، واضاف ليس لديهما جوازات سفر عراقية والسويد لم تسلمهما وثائق سفر. وقد توجهت الى عمان مرتين للحصول على تأشيرة سفر للسويد الا انه تم رفض طلبي. اما رجل الاعمال احمد خليل فقد حصل على وثيقة سفر ولكن وبعد سفره بالسيارة مدة ست ساعات عبر الصحراء منعه حرس الحدود السوريون من دخول البلاد. وقال اضطررت الى العودة الى هذه الدائرة لاخبرهم ان السوريين لا يعترفون بالوثيقة الا انه لم يكن لديهم جواب.. وتساءل خليل الذي كان يجلس بجوار عربة جيب مليئة بالامتعة ماذا يفعل مواطن بسيط مثلي الآن؟.. واضاف ان هذه فوضى حقيقية. لا احد يفهم شيئا ولا حتى السلطات. الدول المجاورة تمنعنا من الدخول والدول الاجنبية لا تمنحنا تأشيرات دخول. ورغم ان صدام حسين اختفى وقوانينه زالت الا اننا لا نزال محاصرين.