(1) أطلقوها... في ظلمة الليل الحالك سكون هوائه وسكانه لا يسمع أزيز ولا صرير الكون ركود والأجواء هامدة أطلقوها..... لهفة العاشق جردوني لذة الحب وقطعوا أوتار قلبي أذابوها من غالبها المصون أطلقوها .... يجوب بأفكاري .. صوب حمائم الموت تارة وأخرى إلى الأمل الغائب (2) أطلقوها ..... الوقيعة ترحم الطفولة تراعي النسوة والشيوخ ذلك مبدأ يفوح لكنهم أطلقوها.. في صماصيم العاشقين أصداؤها زفت إلى عالم المجانين مجانين الحب (3) أطلقوها... هجيع الليل الهائم عيني في أم رأسي لم اصدق... أحداث وغرائب لكنها تجارب الحياة المرة تغمرني في سراديبها اجتاحتها ألوان الطيف بزرقتها وحمرتها وصفرتها التي في غير العادة ليست بجمالها المعهود ولم يكن لها بريق التبر لم يسترع جمالها المفتون (4) أطلقوها ... لجام في جفوني أترغب نزيف الألم وحشت الفرقة دهاليز الضياع اعتصرت الدموع لتطفي ثوران جسدي وانتفاضته التي خدشت شموع القلب شموع العاطفة لكنها أزفت وأشعلتها حرائق الأدغال وزادتا الطين بله كما يقال (5) أطلقوها.... كّل اللسان وحارة العينان وحمر الوجه من الألوان وخفق مني ما املك من البيان بداية النيران أطلقوها... فأختلط الحابل بالنابل حتى لا يقال الحق رذيلة ويقال الباطل فضيلة أطلقوها.... (6) أطلقوها... لم يكن لها نار ولا دخان ولا سم مثل الثعبان ولا صوت يوقظ النيام كوابيس وأحلام حقيقة أم أوهام أم بشر مروا مرور الكرام بل هي أضغاث أحلام لكنهم أطلقوها أما فات الآون هل سدت الأبواب؟ أم سدت الأفواه؟ أطلقوها .. وما زالوا يرتلوها بمسمى الإرهاب (7) أطلقوها... فعزم الحب على الرحيل عندما سئم القيل والقال توسد التراب وطارت الآمال كسراب وعشش البديل ازداد ثمة العويل (8) أطلقوها... سألت القلب الحب والعشق هائمان فقلت:بعد أن أطلقوا فوهة البركان في القلب وفي الأحضان حروفها بريقها جمال في جمال ذهب فضة أمان في أمان (9) أطلقوها.... خيانة الأوغاد وسر لا يعاد ونار تلتهم الأصفاد لتحرق عين الحساد (10) أطلقوها ... بدأت رحلة العذاب لكنها الأيام تضمد الآلام لتزرع الورود وتجلي النكات السود حسين عبدالله الخليفة