عقد مجلس الأعمال العربي المنبثق عن المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعاً في دبي لمناقشة استراتيجية إقليمية جديدة لقطاع الأعمال العربي. وقد شهد هذا الاجتماع لمجلس الأعمال العربي الذي شارك فيه 40 شخصية من ابرز الشخصيات الاقتصادية من ممثلي القطاع الخاص العربي في 11 دولة الإعلان عن بعض الملامح العامة لتعزيز التنافسية العربية الاقتصادية. ويهدف مجلس الاعمال العربي الى التأكيد على قدرة العالم العربي على تحقيق العديد من الانجازات التي تسهم في تقدم دول المنطقة وذلك في ضوء توافر الاطر والتدابير المناسبة التي تساعد على ابراز هذه القدرات وتسهم ايضاً في الحفاظ على التراث العريق للعالم العربي. و قال محمد شفيق جبر، رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس الاعمال العربي وخلال مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماع، انه في ضوء تحديات العولمة والتطورات التي يشهدها القرن الحادي والعشرين باتت الحاجة ماسة لتحقيق قدرة تنافسية ذات كفاءة عالية. ولذلك فقد اخذ ممثلو قطاعات الاعمال العرب على عاتقهم مسئولية العمل مع القيادات العربية لتحقيق عدد من الاهداف المهمة المتمثلة في استثمار الموارد البشرية للعالم العربي وتطوير المناخ الاقتصادي والسياسي والتأكيد على اهمية تطبيق السياسات الرشيدة لادارة المؤسسات الخاصة وتوجيه مواهب الابتكار والاستثمارات الى القطاعات الانتاجية المثمرة. واضاف قائلاً "هدفنا هو دعم التنمية الاقتصادية العربية مما يتيح للمنطقة ان تتبوأ مكانتها اللائقة في ضوء مناخ عالمي يتسم بسرعة ايقاع التطور والاتجاه نحو التكامل". وأكد ان مجلس الاعمال العربي يسعى من خلال مشروع "تعزيز التنافسية للاقتصادات العربية" الى دعم جهود الحكومات والمجتمعات المدنية في دمج العالم العربي في الاقتصاد العالمي على اساس ايجابي. وحول هذه النقطة اشار رئيس اللجنة الى ان المشروع يمثل نقطة التقاء مثالية لقادة قطاعات الاعمال الخاصة لبدء حوار بناء نحو تنمية اقتصادية شاملة. ومن ناحية اخرى يوجد المشروع فرص تعاون متبادلة بين قطاعات الاعمال الخاصة في سائر دول المنطقة ويسمح بتقييم المكانة الاقتصادية الحقيقية للمنطقة ومستويات مشاركتها على الصعيد العالمي. كما أكد على أهمية مشروع "تعزيز التنافسية للاقتصادات العربية" مشيراً الى ان هذه المبادرة ستسمح للمجلس بتقييم ما تحقق من تقدم كما انها تضع عدداً من الاهداف المحددة للمجلس بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي. واوضح أن المجلس سيحدد جدولاً زمنياً لتنفيذ المشروع يتضمن اهدافاً عملية قابلة للتنفيذ وفقاً لتواريخ محددة، حيث يتزامن بداية تحقيق نتائج ملموسة لبعض جوانب المشروع مع تاريخ انعقاد الاجتماع المقبل للمجلس المقرر على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس خلال الفترة من 20 25 يناير 2004. وقد رحب فريدريك سيكر، العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادى العالمي بالمناقشات التي اجراها مجلس الاعمال العربي قائلاً "ان مشروع تعزيز التنافسية للاقتصادات العربية يبشر ببداية جهود بناءة ومدروسة ومنظمة نحو تطوير الاقتصاد العربي للمنطقة وبالتالي فالمشروع يتعدى كونه مجرد استجابه لظاهرة العولمة لان الغاية الكبرى للمشروع هي تشجيع العالم العربي على التصدي للتحديات القائمة والوصول الى مستوى تنمية اقتصادية يليق بطموحات الشعوب العربية". ويخطط مجلس الاعمال العربي لضم 100 من ابرز قادة قطاع الاعمال الخاص العربي المهتمين بتعزيز القدرات التنافسية للعالم العربي. وخلال المؤتمر الصحفي ألقى محمد شفيق جبر الضوء على فكرة تأسيس المجلس قائلاً انها تعود ل 13 شهراً مضت خلال مؤتمر أقيم في جنيف بسويسرا عن التنافسية للاقتصادات العربية ركز خلالها المؤتمر على القدرات العربية المختلفة في عالم يمر بتحديات العولمة. وكان هذا المؤتمر قد حضره مجموعة من رجال الاعمال رأت وقتها انه من الضروري ان يكون هناك آلية تتعامل مع الحقيقة وهي ان هناك حاجة ماسة لزيادة القدرة التنافسية للاقتصادات العربية لايجاد تنمية اقتصادية أعلى لما تم تحقيقه في الدول العربية ودمج اقتصاداتنا في الاقتصاد العالمي. وأضاف شفيق جبر: هناك حقيقة اخرى ظهرت في تقريري الأممالمتحدة للتنمية الاقتصادية فوجدنا انه من الواجب علينا كممثلين للقطاع الخاص ان يتحمل هذا القطاع ليس فقط مسئولية ونمو شركاته بل نقوم بتحقيق ثلاثة أهداف هي: التعامل مع الحكومات العربية لزيادة كفاءة التنافسية للاقتصادات العربية. ان يكون هناك صوت مسموع لقطاع الأعمال الخاص العربي في العالم الخارجي. ان يكون هناك تعاون وثيق مع منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس لنقوم بدور استشاري معه ونعمل عن قرب معه لان هذا المنتدى اثبت على مدى دوراته في السنوات الماضية دوره في وضع اجندة اقتصادية كل عام في المؤتمر السنوي في دافوس بالاضافة لمؤتمراته التي تقام في انحاء العالم. وبعد هذا الاجتماع وبعد ان فكرنا في تأسيس المجلس اجتمعنا بداية العام الماضي في دافوس وتم اقرار النظام الاساسي وعقدنا اجتماعاً دارت فيه مناقشات كثيرة عن كيفية التعاون الاقتصادي وتحقيق الأهداف الثلاثة السابق ذكرها. ثم عقدنا اجتماعاً آخر في الاردن خلال اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي الذي عقد في يونيو الماضي في البحر الميت وفي الاردن وهناك اعلنا المجلس بشكله الحالي. وأكد محمد شفيق جبر ان المجلس يؤيد ويساند الجهود التي تقوم بها المنظمات الحكومية والحكومات العربية ودوره مكمل لأدوارها في العمل العربي المشترك. لكن هناك تحديات كبيرة امامنا في عصر العولمة ولابد ان نسعى لزيادة قدرة التنافسية للاقتصادات العربية، وأشار الى ان دبي مثال ناجح لكيفية جذب الاستثمارات الاجنبية وتطوير اقتصادها واعرب عن اعتقاده ان برنامج المجلس سيسهم في تحقيق الثلاثة أهداف عن طريق تكوين آلية مكتملة للمجلس ووضع أهداف محددة له تزيد من هذه القدرة التنافسية بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يقوم بدور التقييم للاقتصادات العالمية فهناك منظمات عالمية تقوم بعملية التقييم مثلما يحدث مع البنوك وتصنيفاتها من جانب هذه المنظمات. وأضاف شفيق جبر أن هذا المجلس مفتوح أمام رجال الاعمال من كل الدول العربية وقال هو للدول العربية فقط ونأمل ان ينضم العراق له ونفى شفيق جبر أن يكون لتأسيس المجلس علاقة بانتقادات تقارير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لمسيرة التنمية الاقتصادية في البلدان العربية وتأكيدها على تطبيق السياسات الرشيدة في المنطقة لدفع عجلة النمو. وقال ان هذا المجلس نابع من رؤية رجال الاعمال العرب وبالتعاون مع منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس.