تقول ليندا هيل أستاذة إدارة الأعمال ورئيس كرسي مبادرة القيادة في كلية هارفارد للأعمال في صدر كتابها الجديد (المدير المبتدئ وتحديات الأعمال) إن الحاجة إلى التوفيق بين الاهتمامات والتوقعات المختلفة لكل الدوائر في العمل قد تكون من بين أصعب التحديات التي تواجه المديرين الجدد.. فاهتمامات هذه الدوائر وتوقعاتها- التي تتضمن المرؤوسين المباشرين للمدير، ورئيسه، وزملاءه، وعملاء الشركة- لا تخلو من تضارب. على سبيل المثال، ربما يطلب رئيس الشركة من المدير أن يسند بعض المهام لمرؤوسيه المباشرين للقيام بها دون الرجوع إليه .. بينما ينتظر هؤلاء المرؤوسون حصولهم على تعليمات مفصلة بشأن هذه الأعمال. إن القدرة على التوفيق بين المطالب المتضاربة مهارة ضرورية مطلوبة للمدير. وتضيف ليندا هيل: إذا كنت تشرف على مدير جديد تولى منصبه للتو فمن المرجح أن تراه منزعجًا بشأن مطالب مرؤوسيه المباشرين. وضِّح له أن عليه أن يلتفت إلى مطالب دوائر العمل الأخرى بنفس القدر من الرعاية والاهتمام. وتقول: إنه على الرؤساء أن يعلموا المديرين المبتدئين كيف يمارسون نفوذهم على الدوائر الأخرى التي لا سيطرة رسمية لهم عليها. وتوضح ليندا هيل أن الكثير من المديرين الجدد لا يدركون أن هناك مصادر عديدة للسلطة بجانب التفويض الرسمي مثل؛ الخبرة، والصفات الشخصية الجذابة، والقدرة على استجلاء الأمور .. كما على المشرفين أن يشرحوا هذا للمديرين المبتدئين. كما عليهم أن يساعدوهم في التعرف على الأفراد الذين لا غنى لفريقهم أو لإدارتهم عنهم. وتوصى ليندا هيل بطرح أسئلة مثل: من الذي تحتاج إلى تعاونه معك؟ من الذي يعوقك إذعانه- أو رفضه- عن إنجاز عملك؟ من يحتاج إلى تعاونك معه؟ ما مصادر السلطة التي تتمتع بها للتأثير على هؤلاء الناس؟ كي تساعد المدير المبتدئ على تطوير مصادر سلطته غير الرسمية، تقترح ليندا هيل عدة إرشادات: * وفر للمديرين المبتدئين عدة فرص، لتوسيع خبراتهم باطراد. * شجعهم على وضع أنفسهم مكان الآخرين، كي يفهموا مخاوف مختلف دوائر العمل وأولوياتها. * ركز انتباههم على الصورة الكبرى؛ أي كيف يتم أداء الأمور في المنظمة، ومن بيده مفتاح إنجاز الأمور. اكتساب هوية جديدة والبراعة في أداء دورها إضافة إلى تعلم فن ممارسة سلطات غير مخولة لهم رسميًا، وممارسة النفوذ، والموازنة بين المصالح المتضاربة، يتعين على المدير المبتدئ أن يقوم بعملية تغيير جذري في الهوية. عليه أن ينقل نفسه من شخص يؤدي المهام (أو مجرد فاعل) إلى شخص ينجز الأمور من خلال آخرين (مطور لأداء الاخرين). وتطالب ليندا هيل المسئولين التنفيذيين بألا يفترضوا أن المديرين المبتدئين يفهمون هذا المعنى. وتقول للمسئول التنفيذي: يجب عليك أن تشرح لهم هذا المفهوم، وأن تطمئنهم أن مواجهة الصعوبات أمر طبيعي أثناء الفترة الانتقالية، وأنه لا يوجد ما يعيبهم في هذا أو ما يشين المنظمة. إن تذكر أيام كنت مديرًا لأول مرة، وتجاربك خلال هذه الفترة؛ يساعدك أكثر على تقمص دور مدير تولى للتو مسئولية الإدارة لأول مرة في حياته. كما توصي بإيجاد بيئة نفساوية آمنة. بمعنى آخر، لا تبالغ في رد فعلك حين يقع مدير- وهو في عامه الأول في هذا المنصب- في بعض الزلات التي لا مناص منها. فبدلاً من أن تحتد عليه، دربه على أن يستعين بملكة التمييز والمقارنة في أداء دوره الجديد. امنحه الاستقلال الكافي لارتكاب أخطاء، ثم ساعده في التعلم من هذه الأخطاء.