افتتح الفرع النسائي لغرفة الرياض عام 2004 م وخلال سنوات قليلة استطاع تثبيت اقدامه وترسيخ وجوده في مجتمع سيدات الأعمال من خلال الملتقى الثقافي السنوي لسيدات الأعمال واللقاءات الشهرية التوعوية والمشاركات الفاعلة في المنتديات والانشطة الاقتصادية اضافة إلى الأعمال الادارية الاخرى التي قام من اجلها القسم النسائي كخدمات تجديد الانتساب واعتماد المعاملات النسائية اضافة إلى مشاركته الاخيرة في انتخابات مجلس ادارة الغرفة، كلها انشطة مهمة وذات تأثير، حول الفرع النسائي لغرفة الرياض ما له وما عليه كان هذا التقرير.. دليل إحصائي يخدم الفرع النسائي (6175) منشأة بأسماء نساء في الرياض منها (3917) لتجارة الجملة والتجزئة و(600) مشغل والباقي اعمال استثمارية اخرى وهي احصائية غير واضحة المعالم كما يتضح من الارقام، اذ ان كثيراً من الرجال يعمدون إلى افتتاح مشاريع باسماء نسائهم تحايلا على نظام العمل وبالتالي فان هذا الرقم لا يعكس الصورة الحقيقية لعدد سيدات الأعمال بالرياض وبهذا الصدد تقول الأميرة هيلة الفرحان مديرة الفرع النسائي في الغرفة التجارية: نحن نعمل على اعداد دليل احصائي له عدة اهداف لمعرفة الارقام الفعلية لسيدات الأعمال في منطقة الرياض وقد بدأنا بالفعل الخطوة الأولى ولازلنا نعمل عليه، غير ان هذا الدليل يحتاج إلى مجهود كبير لأنه لا يعتمد على المعلومات المتوفرة وانما ينبغي فيه الاتصال المباشر بسيدات الأعمال وصاحبات المنشآت الخاصة لمعرفة من تعمل ومن لا تعمل بشكل شخصي في منشأتها، كذلك هناك منشآت للمرأة ولكن طبيعتها لخدمة الرجال وبالتالي فان المرأة تديرها ولكن من خلال وكيل ومدير وهذه تختلف عمن لا تدير اصلا ولا تعرف عن العمل شيئا. الوجهة الأولى وتضيف الأميرة هيلة: نعتبر اقبال المنتسبات على التعامل مع الفرع النسائي نجاحا للفرع اذ اننا بدأنا بخدمة 3700 سجل تجاري نسائي والآن لدينا 6175 سجلا وهذا التزايد ينم عن اقبال نسائي نقدره كثيرا، لذا فقد بدأنا في بلورة اهدافنا ووضعنا لانفسنا رؤية وخطة عمل يمكن تلخيصها حاليا وللفترة القادمة في «العمل مع المبادرات» نحن ندعو السيدات للاتجاه للعمل الحر، حيث ان المبادرة هي المستثمرة الجديدة التي تبحث عن اجابات وتريد تسهيلات وتريد ان تعرف وان تفهم حتى تستمر ولا تتراجع، انها سيدة لديها فكرة ومال لكنها لا تملك المعلومة ولا الخبرة فنحن نريد ان نكون الوجهة الأولى لكل رائدة أو مبادرة. ايضا نحن ندعو المبادرات إلى الاستفادة من خدماتنا لهن اذ اننا نوجههن لكيفية خدمة افكارهن ونقدم لهن الدورات التدريبية والكتيبات الارشادية ونوجهها لمقابلة الوحدة الاستشارية بمبلغ رمزي 400 ريال تدفع السيدة منهم مائتين فقط وتتحمل الغرفة مائتين، ايضا نتعاون مع برنامج البنك الاهلي للمبادرات وهدفنا في المرحلة القادمة استقطابهن ومساعدتهن وتقديم كافة اشكال الدعم لهن. مع سيدات الأعمال وتعود معنا الأميرة هيلة لبدايات الفرع عندما كان الهدف من إنشائه كأول فرع نسائي لغرفة تجارية في المملكة هو تقديم خدمات تجديد وقبول الانتساب للغرفة من سيدات الأعمال ولكن بعد قليل بدأ الفرع يهتم بسيدة الأعمال ككائن خاص مؤثر في الحركة الاقتصادية الوطنية، وتقول: بدأنا نتلمس احتياجات ومشاكل وهموم سيدات الاعمال، تدريجيا عرفنا ماذا يردن، نظمنا لقاءات مفتوحة معهن، تعلمنا ان نستمع لهن وحاولنا في مناسبات كثيرة ان نصنف مشاكلهن وفق طبيعة العمل الذي يقمن به، قمنا بعمل لقاءات متخصصة لفئات بعينها مع المسئولين ذوي العلاقة كالتراخيص والبلدية والعمل، مثلا صاحبات المشاغل، صاحبات مراكز التدريب، والمدارس، والتأهيل، وغيرهن .. وعلى صعيد آخر قمن بترتيب وتصنيف المشاكل ورفعن بشأنها خطابات للمسئولين ونتابع العمل معهم من اجل تذليل العقبات امام المستثمرات في كل قطاع.. وتكمل: التأسيس لم يكن سهلا ولقد قاسينا كثيرا واصطدمنا بممانعات كثيرة نابعة من ان عملنا كان جديدا وغير متوقع لذا فإنني اعتبر ان الفرع النسائي بالرياض هو أم لكل فرع نسائي يفتتح في اي منطقة بالمملكة، وفي اجتماعاتنا معا اقول لهم انهم محظوظون بوجود مرجع يمكن ان يأسسوا على اساسه اعمال فروعهم. نريد التكليف ولكن نظرا لأن مشكلات سيدات الأعمال لا تزال قائمة ورغم كل ما يقدمه الفرع النسائي من محاولات، تظل اشكالية القرارات غير المفعلة والتسهيلات النظرية التي لا وجود حقيقي لها على ارض الواقع احدى اهم مشكلات سيدات الأعمال وبهذا الصدد تقول الأميرة هيلة وتشاركها الرأي وفاء آل الشيخ مساعدة مديرة الفرع النسائي بالغرفة ورئيسة مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالفرع: الغرفة ليست وزارة ونحن لا نصدر قرارات، ولا يمكننا ان نفرض على الوزارات قرارات، ويقتصر دورنا على التحفيز والمتابعة والنقل، واذا كنا لا نفرض قرارات فاننا بكل تأكيد نقترح الآليات ونقدم الدراسات ودورنا ان نعمل على القرارات التي تصدر عن المقامي السامي أو مجلس الوزراء أو وزارة العمل ووزارة التجارة، وللأسف دائما لا يوجد في بنود القرارات المتعلقة بالمرأة بند صريح يعطي للغرف التجارية والفروع النسائية احقية المتابعة ورفع التقارير، لذا نأمل من الجهات الحكومية التي تصدر القرارات المتعلقة بالمرأة ان تضع تكليف الغرفة ضمن بنودها حتى يتسنى لنا الاستناد على القرار عندما نخاطب الجهات المعنية. وتقول الأستاذة وفاء: ومع ذلك وحتى في ظل عدم وجود تكليف رسمي للغرف التجارية بالمتابعة فاننا خاطبنا الجهات المعنية، كالامانات والبلدية والصحة ورعاية الشباب وغيرها وضغطنا لتنفيذ القرارات المتعلقة بتسهيل عمل المرأة فمثلا كثفنا جهودنا بخصوص اصدار التراخيص النسائية بالمسميات الحقيقية للاعمال بدلا من حصرها في مسميات قليلة لا تغطي الحركة الاستثمارية الواسعة للمرأة السعودية حاليا وعما قليل تسفر هذه الجهود بقرارات تصب في مصلحة المرأة والمجتمع فيما يتعلق بطبيعة كل استثمار على حدة .. وتقول الأميرة هيلة: نحن لا نطالب بقرارات جديدة ولا نحتاج قرارات كل ما نريده هو تفعيل الموجود منها، ولا يقتصر دورنا على هذا بل اننا نحاول استحداث تأطير نظامي لبعض الأعمال الموجودة سلفا مثل العمل من المنزل حيث قمن بعمل فريق عمل مكون من مجلس الغرف والبلدية ومؤسسة التعليم العالي وصندوق تنمية الموارد البشرية وغرفة الرياض من اجل اصدار تصاريح للعمل من المنزل ونحن الآن نجتمع لتحديد الجهة المعنية باصدار التراخيص والانظمة التي تساعد على نجاح المهمة، فعمل المرأة من المنزل واقع موجود ونريده ان يصبح بنظام وضوابط لتنظيم العمل لأن معنى منح التراخيص أن البلدية ستشرف على عملها ليصبح نظاميا وبلا تجاوزات. صوت واحد قوي وحول علاقة نسائي غرفة الرياض ببقية الفروع النسائية لغرف المملكة تقول الأميرة هيلة: نجتمع مع ممثلات الفروع النسائية لغرف المملكة بشكل شبه منتظم بهدف توحيد الكلمة وتحديد الاهداف المشتركة وتنظيم العمل في الهدف الواحد وتبادل الخبرات، وقبل فترة كان اجتماعنا في غرفة الشرقية، لانني اؤمن بأن الجهد المشترك ثمرته قريبة وان توحد اراداتنا يمكن ان تغير واقع سيدات الأعمال للافضل فهدفنا واحد ونريد ان نفعل القرارات بحيث تكون المطالب بصوت واحد فيكون اقوى عند المسئول. واقع ومستقبل مع جهود الغرفة المتنوعة لازالت غائبة عن بعض سيدات الأعمال بهذا الصدد تقول الأميرة هيلة: لا اعتقد ان سيدة اعمال في منطقة الرياض لم تصلها دعواتنا أو عروضنا وبخلاف الدعوات الشخصية نحن نشارك في المعارض العامة للتعريف، ولقد قررنا ان نكون الوجهة الأولى لكل متعثرة. فنحن لا ينقصنا اي شيء وهناك خط ساخن بيننا وبين المسئولين ونتحلى بثقتهم التي اكتسبناها بنشاطاتنا وعملنا تكاملي مع المركز الرئيسي وكلما نريده هو التجاوب في تنفيذ القرارات. كما اننا نعتز بدورنا في تعضيد ثقافة سيدات الأعمال وتوعيتها المستمرة، ومن اعمالنا المفعلة حاليا: خدمات الانتساب ومركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة وادارة التدريب والتطوير ومركز المعلومات وتفعيل عمل اللجان كما أن لدينا مجلسا تنفيذيا مكونا من سيدات اعمال مرموقات لهن دور واهداف واضحة يجتمعن كل شهرين ويضعن توصيات ويقترحن ما يناسب من محاضرات ونشاطات ولقاءات والفرع ينفذ الاقتراحات. اما بخصوص مقر الفرع الحالي فقد اصبح صغيرا قياسا على حجم انشطته وبالتالي فنحن بصدد الانتقال إلى مبنى جديد وتنهي الأميرة هيلة حديثها قائلة: لا سقف لطموحاتنا في الفرع النسائي واتمنى ان احقق رؤيتي في ان اكون الوجهة الأولى لسيدات الأعمال والمبادرات وان يكون عملنا وفق احدث التقنيات وأن نصبح منبع المعلومة الدقيقة عن سيدات الأعمال في بلادي.