الموسم الكروي بأكمله يستحق أن يوصف بأنه موسم المنتخبات الوطنية لكرة القدم، فكل المنتخبات من دون استثناء عندها تحديات تنتظرها، وان لم تكن بطولات مثلما هو الحال بالنسبة لمنتخب الشباب (أ) الذي يستعد للتحدي الكبير في بطولة العالم، فهناك التصفيات التي تخص المنتخب الأول بالنسبة لكأس آسيا 2004 في الصين، والتي تخص المنتخب الأولمبي بالنسبة لأثينا ،2004 وتلك التي تخص الشباب (ب) بالنسبة إلى كأس آسيا التي تستضيف نهائياتها ماليزيا العام المقبل أيضاً، لذا لا عجب إذا صادفنا في يوم واحد ثلاث مباريات لثلاثة منتخبات من منتخباتنا: اثنتين رسميتين للأول مع تركمانستان، وللشباب (ب) مع قطر ضمن تصفيات القارة لنهائياتها، وواحدة تجريبية للشباب (أ) مع استراليا ضمن التحضيرات للمونديال الذي سينطلق على أرضنا ابتداء من يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقبل أن نتوقف عند الصورة التي طبعها المنتخب الأول من خلال ظهوره الرسمي الأول أمام تركمانستان، دعونا نتفق على مبدأ مهم جداً، وهو ان "التفاؤل" كشعار شيء جميل ومطلوب لا جدال، ولكن إذا كان التفاؤل لمجرد التفاؤل ومن دون ان تكون له مفردات ومعطيات من أرض الواقع سيكون كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء، فنحن في الأيام الماضية سمعنا وقرأنا كلاماً كثيراً عن التفاؤل الذي يجب أن يسود تفكيرنا وطموحاتنا بالنسبة للمشاركات المقبلة على صعيد المنتخبات، كنتيجة طبيعية أو كصدى مباشر لإنجاز فوز العين بكأس آسيا للأندية، فمن المهم ان نفصل وأن نقيم كل مشاركة وفق منظورها الذي يخصها وفي إطار المنافسين الذين يشاركوننا في كل تصفية أو بطولة. ومن هذا المنظور، يمكن ان نرى ان المنتخب الأول أمس لم يظهر بالصورة التي نتوقعها أو التي نتمناها، ولكن من الأهمية بمكان مع اعتماد هذا الرأي أن نأخذ في الاعتبار أن هذه هي أول مباراة رسمية للمنتخب، وأن التشكيلة التي لعبنا بها لم تشارك بهذا النسق وذاك التكوين في اية مباراة سابقة، ويجب ألا يتسرب اعتقاد بأن وجود 9 لاعبين من لاعبي العين ضمن التشكيلة كفيل بتحقيق التجانس المطلوب بطريقة آلية ومن أول مباراة، ولقد رأينا عملياً كيف ان التنسيق بين الخطوط ليس على النحو الأمثل وكيف لا يتم إنهاء الهجمات بطريقة تعاونية إيجابية، ناهيك عن أن المهاجمين فيصل خليل ونواف مبارك واسماعيل مطر أهدروا الفرص التي سنحت لهم رغم سهولتها بغرابة، ولو تم استثمار فرصتين منها فقط لكان لنا الآن كلام آخر عن النتيجة التي خسرناها @@ جريدة الخليج الاماراتية