من الامور التي يجب التوقف عندها والتمعن فيما تحويه من معنى وخاصة المفاهيم الشرعية والاجتماعية لما لها من اثر بالغ على حياة الانسان. ان مفهوما معينا قد يحوي معنى صحيحا في اصله والسائد فهمه يحوي خلافه مما يوجد تباينا بين معنى المفهوم الحقيقي والمفهوم المتصور لدى الناس فعلى سبيل المثال مفهوم الدين اليسر, نعم الدين اليسر من خلال اباحة الافطار للمريض والمسافر ونحوه, ولكن ليس التهاون في الصوم والتكاسل عن القيام بواجباته على اكمل وجه. لاشك في ان كل مجتمع تسوده مفاهيم معينة وهذا طبيعي ولكن تكمن المشكلة اذا كان مفهوما خاطئا او متصورا بشكل خاطئ لان المفاهيم ينعكس اثرها على تركيبة المجتمع فكثير من الفساد الاداري والفساد الاخلاقي بدأ على اساس مفهوم خاطئ كمفهوم الغاية تبرر الوسيلة او المفهوم العامي (اللي تغلبه العب به).ان المفاهيم ينبني على اثرها جزء كبير من شخصية الانسان ومبادئه ومن خلال مفاهيمه يسعى لحتقيق اهدافه التي يصبو اليها فاذا كانت شخصيته قائمة على مفاهيم خاطئة تكون خطواته في تحقيق رغباته خاطئة والعكس اذا كانت شخصيته قائمة على مفاهيم صحيحة تكون خطواته في تحقيق رغباته صحيحة.اذا اردنا معرفة ثقافة كل دين او مجتمع او حتى كل شخص نقف على المفاهيم السائدة فيه ونفهم معانيها ومدى تقبلها من عدمه لديهم فتتكون لدينا صورة شبه كاملة عن حقيقة ذلك الدين او المجتمع او الشخص. المفاهيم التي تسود بين افراد المجتمع سواء كانت صحيحة او خاطئة لابد لها من اسباب وعوامل مؤثرة اوجدتها فالمفاهيم الخاطئة غالبا ما تكون نتيجة البعد عن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف بالاضافة الى تردي الظروف الاقتصادية وضعف التماسك الاسري وغيرها من الظروف الاجتماعية المترابطة فيما بينها. اذا التوعية بتعاليم الدين وتحسن الظروف الاقتصادية والتماسك الاسري سبب لايجاد مفاهيم ايجابية صحيحة ينتج عنها مجتمع صحيح ناجح في كل مجالات تعاملاته. ماجد بن سليمان بن سبعان - الخبر