جاء في تقرير صادر عن صندوق الاممالمتحدة للسكان انه مع وجود 2.1 مليار مراهق, اصبح العالم يواجه تحديات غير مسبوقة في تاريخ البشرية. ويشكل هذا العدد من المراهقين, والذين تتراوح اعمارهم بين 10 و 19 عاما, اكبر عدد يشهده العالم في اي وقت في تلك المجموعة العمرية. غير ان الشيء الاكثر غرابة هو ان العدد الاجمالي للشباب تحت 25 عاما يمثل الآن نصف اجمالي عدد سكان العالم البالغ 3.6 مليار نسمة. ولدى هؤلاء المراهقين جميعا امل مشترك في مستقبل افضل على الرغم من الحروب والاضطرابات التي تؤثر عليهم في كافة انحاء العالم. وذكر تقرير صندوق الاممالمتحدة للسكان ان مثل هذا العدد الضخم من الشبان يعد رصيدا ديموجرافيا للعالم لانه في ظل وجود سياسات سليمة واستثمارات, لاتستطيع الحكومات الاستفادة من اعتماد هؤلاء الشباب على الاسرة للشروع في تنفيذ التحول الاجتماعي والاقتصادي. وبشكل خاص, فان 2.1 مليار مراهق, يعيش 85 في المائة منهم في الدول النامية, مستعدون للاضطلاع بمسئولياتهم بينما يقتربون من سن العمل كما ان الحكومات والمجتمعات والاسر التي توفر لهم الدعم, والذي يتراوح من الدعم الصحي الى التعليمي, سوف تسهم في مستقبل العالم. ومع هذا, وكما اشار التقرير, فان نافذة الفرصة الواحدة هذه التي تأتي مرة واحدة سوف تنفتح اكثر فيما بعد امام الدول حيث لاتزال الخصوبة مرتفعة ما لم يتم ضخ استثمارات هائلة الآن. وذكر التقرير ان الشباب يواجه في الوقت الحاضر حقائق سياسية واقتصادية وثقافية متغيرة ومتنوعة وبالنسبة الى العديد من هؤلاء, فان التقاليد الريفية الراسخة اصبحت تحل محلها تعقيدات الحياة العصرية في المدن. ويقول التقرير ان هياكل الاسرة تشهد تغييرا. فالشباب يتعرض الآن لمخاطر ومطالب جديدة. وهم يستقون المزيد من معلوماتهم عن العالم وكيفية التصرف وسلوكياتهم من وسائل الاعلام. ويحدد صندوق الاممالمتحدة للسكان المصطلحات المطبقة على الشباب كما يلي: المراهقون من 10 الى 19 عاما, والشباب من 15 الى 24 عاما. وعلى الرغم من الاحتمالات الايجابية بانهم يشكلون رصيدا سكانيا الا ان العديد من المراهقين اليوم ضحايا الفقر, وفيروس (اتش اي في) المسبب للايدز, والصراعات المسلحة. ويقول التقرير ان 238 مليون مراهق, او ما يقرب من واحد بين كل اربعة, يعيشون في فقر مدقع, بينما تعيش نسبة كبيرة بدون اب او ام كما يتأثرون بالهجرة والفقر وسوء الحالة الصحية وتفسخ وانحلال الاسرة. واشار التقرير الى ان ما يقدر بمائة مليون الى مائتين وخمسين مليونامن اطفال الشوارع, نصفهم في دول امريكا اللاتينية. وهناك شخص من كل 230 اما طفلا او مراهقا ارغم على ترك دياره بسبب الصراع المسلح. وهناك حوالي 57 مليون شاب و 96 مليون فتاة تتراوح اعمارهم بين 15 الى 24 عاما في الدول النامية لايستطيعون القراءة او الكتابة على الرغم من الجهود الرامية الى توفير التعليم للجميع. وترك الآباء والامهات الذين ماتوا من جراء الاصابة بالايدز ما يقدر بنحو 13 مليونا من الاطفال اليتامى في انحاء العالم. واذا لم يتيتم هؤلاء بسبب الايدز, فان هذا المرض المعدي يمكن ان يصيبهم ايضا. وقال التقرير ان شابا يصاب بعدوى المرض كل 14 ثانية وان عدد المصابين يمثل نصف المصابين بالايدز في العالم. وحذر التقرير من ان تكاليف الفشل في دعم الشباب سيكون لها عواقب وخيمة على مستوى الفرد والمجتمع. ودعا التقرير الى الحاجة لاجراء حوار يجابي والى عمل منسق بين اولياء الامور والاسر والحكومات لمساعدة الشباب على التعامل مع وضعهم المعقد والحساس.